- نعم.
- أنصحكم أن تأخذوا معكم كم جالون أحتياط.
- لماذا ؟
- الطريق غامض ومليء بالمخاطر، فالأفضل أن تأخذوا أحتياطكم .
- صدقت، لكن هل لديك قوارير كبيرة للبنزين.
- نعم.
- أعطينا أربعة.
- تفضل معي.

محفوظ أستبدل ملابسه بملابس نظيفة وجلس
مع طارق ونعيم، وأنا أنتهيت من دفع قيمة البنزين الأضافي ورجعت لهم.

- شباب، لنأخذ السيارة ونحمل البنزين الأضافي.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كم عددنا ؟
- أربعة.
- أنت واحد وأنا وطارق ونعيم ! صحيح أربعة !
- لماذا ؟
- من الخامس الذي يركب مكان مكانك بالسيارة.

ونظرنا إلي السيارة وإذا بشخص راكب بها !

- من هذا شباب؟
- أقتربوا منه.
- والله إنك مخبول يامحفوظ، إنهم ملابسك المتسخة، كيف ترميهم هكذا !
- هههه، هههه.
- أنت والله فاكهة الرحلة.

فتحركنا صوب الشحر، حتى مضت ربع ساعة.

- كم المسافة بين المكلا والشحر؟
- تقريباً مثل المسافة بين عدن وزنجبار
خمسين إلي ستين كليومتر، ولماذا تسأل يانعيم.
- فقط أريد ان أعرف.
- في قلبك سؤال يانعيم، قل ماذا تريد.
- أنا أعرف متى أصاب بالأنفلونزا.
- أنفلونزا !
- نعم، وكأن حلقي ملتهب وبي حرارة داخلية.
- إذاً سندخل الشحر ونأخذ لك مضاد حيوي.
- من المستشفى.
- لا، أعتقد إننا طلبنا أدوية بالحمولة.
- هل سنتجه للشمال أبوأحمد.
- نعم طارق، ندخل الشحر وننعطف إلي الشمال.
- هل تتوقع الشحر مدينة أو قرية.
- أتوقع إنها قرية كبيرة، لكن ستكون أثرية.
- كل اليمن أثرية يا أبوأحمد.
- صدقت محفوظ، أينما تذهب تجد الأثار.
- وأين تقع مملكة سبأ ؟
- سؤال جميل جداً منك محفوظ، صدقوني كنت
أنتظره منكم، فمعروف إن الملكة سبأ من أشهر الشخصيات العربية.
- الشخصيات العربية.
- نعم، في من قوم الحميريين.
- وأين تقع مملكتها.
- عزيزي مملكة سبأ مترامية الأطراف في
زمانها، حتى قيل إنها من منطقة البحر الأحمر
إلي الجنوب من حضرموت، وكانت لها مدينة
شمالية شمال شرق أبها، وفي الوسط صنعاء والجنوب
سيئون، وكان لها حرم في قصر عظيم سنذهب نحن متجهون إلي الأن.
- تقصد معلم في سيئون.
- نعم، بها حرم الملكة بلقيس، وهكذا يسميه اليمانيون.
- هل هو الحرم الذي كانت تحكم فيه وكان الهدهد يكلمها.
- نعم هو، كان الهدهد يقف على العامود ويحدثها.
- ماشاء الله السياح بكثرة هنا، أتوقع إن كل بقعة بها سائح أجنبي.
- السياحة شباب صناعة جيدة وتدر الأموال الكثيرة
على أهل البلد، ومع ذلك أعتقد إن اليمن
يحتاج إلي تطوير برامجه السياحية.
- مثل ماذا ؟
- الفنادق الفخمة والمكاتب السياحية الأرشادية، والدعاية
واللوح الأعلانية وعمل الجروبات السياحية والكثير
من الأفكار، مثلاً نحن أبناء العرب لانعرف الكثير
عن اليمن، فلو فتحوا باب الأستثمار السياحي
وعملوا برامجح تطوير سياحي، لتدفقت عليهم رؤوس أموال عربية.
- وخاصة الخليجية.
- نعم طارق الخليجية بالدرجة الأولى.
- شعوبنا العربية تحب الآثار، وتحب التعرف
على تاريخ حضارتنا القديم وخاصة قبل
الأسلام، لكن لاتشجيع من وزارات السياحة والأثار والمدارس قبلهم.
- ياليتهم يستمعون إلي كلامك أبوأحمد، والله إنهم سيربحون الملايين.