بعد عشر دقائق ونحن في طريق الشحر.
- متى سنقف للصلاة أبو أحمد.
- إذا رأينا محطة محروقات جيدة سنتوقف، مارأيك نعيم.
- إذاً لن نتوقف.
- ههههه، ههه.
- ماذا حصل لمحفوظ، حركوه شباب.
- أعتقد هذه أنوار محطة بنزين، سنتوقف هنا للصلاة.
- نعم يكون أفضل.
توقفنا في محطة المحروقات وفرشنا البساط للصلاة
ومحفوظ مازال فاقداً الوعي في السيارة، فأنتبه لنا
وقد فرغنا من الصلاة، فهرع إلينا يصرخ من فرحته.
- طارق!! نعيم!! وأبوأحمد !!
بكى من شدة تعبيره بحرارة اللقاء، وضربني على صدري مرتين !
- لماذا تتركوني! لماذا ! لماذا !
- أنت بيننا الأن يامحفوظ.
- والله كدت أموت بدونكم !
- كيف ؟
- تسأل كيف يانعيم! أتصدقون قسم إنهم منذ
أختطفوني لم يعطوني إلا ثلاث وجبات رز ومكرونة ودجاج وسمك.
- فقط !!
- وماء ومشروبات غازية.
- فقط !!
- ماذا حصل لك ياطارق، فقط فقط، قلت لك قسم.
- هههههه، هههه، أحمد الله إنك لست معنا، نحن أكلنا سمك وطار في الهواء
- طار في الهواء ! كيف سمك بأجنحة !
- هههههه، هههههه، والله أفتقدناك يامحفوظ.
- أشكرك حبيبي أبوأحمد، هههه.
- لم تقل لنا كيف خطفوك جماعة شاهين.
- وأنا نائم على السرير، وضع أحدهم كمامة
من القطن على فمي، ففقدت الوعي، لكن ليس كاملاً.
- كيف ليس كاملاً؟
- نعيم، ليس كاملاً يعني أني أحس بما يدور حولي.
- طيب أكمل.
- سمعتهم يقولون إنني ثقيل جداً، فخلعوا ثيابي وحملوني، ثم سمعت طق !!
- ماهذا ؟
- وكأن عظماً قد أنكسر.
- عظم أنكسر! عظم من هذا يامحفوظ ؟
- صراحة إنك غبي يانعيم، هل تعتقد إنه عظمي .
- عظم من إذاً ؟
- عظم الذي حملني، بمجرد إنهم رفعوني سمعت طق في ظهره !
- هههههه، ههههههه، والله سأموت من الضحك.
- لاتضحك كثيراً ياطارق، فإنها تميت القلب.
- أبو أحمد والله لا أستطيع، هههه هههه، وكيف عرفت إنهم خلعوا ملابسك.
- شعرت بالبرد الشديد يلسعني.
- ههههه، هههه، اخذوك عريان!
- نعم.
- أنظر أبوأحمد، حتى أنت ستموت من الضحك، هههه.
- هههه، إذاً أفتح له الحقيبة يانعيم لكي يلبس ملابس نظيفة.
- وملابس من التي عليك ؟
- هذه ملابس رأيتها معلقة في البيت الذي وضعوني فيه، رائحتها صبغ.
- ههههههه، هههه، إنها ملابس صباغ.
- أنتهى طارق، ستموت من الضحك !
- أبو أحمد أنظر عامل المحطة قادم إلينا.
فأقبل إلينا عامل المحطة.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماذا تفعلون في هذا الوقت هنا ؟
- نحن نصلي.
- لماذا لم تصلوا في المسجد.
- أين هو ؟
- أنظروا في الجهة الأخرى من المحطة.
- نشكرك يا أخ، والله لم نراه.
- وأين أنتم ذاهبون ؟
- نحن مسافرون إلي سيئون.
- وهل عبأتم السيارة بالبنزين الكافي.
- نعم.
المفضلات