- أنا جائع.
- ماذا تريد طارق.
- أنا جائع أبو أحمد، أنسيت إننا لم نفطر.
- قلت لك بعد قليل سنأكل البابايا فروت.
- وهل هذا إفطار، أنظر يوجد الكثير من المحلات والمخابز على الطريق.
- مارأيك نعيم نقف ونشتري.
- فكرة جيدة، أنا أريد كوب شاي ساخن.
- وها نحن توقفنا. أذهب طارق وأشتري بعض الفطائر والشاي.

دخل طارق البقالة وأخذ بعض الحاجيات، وأثناء
هو واقف عند المحاسب، كان بجواره رجل خمسيني.

- أتشتري مني هذا العسل.
- لا أشكرك.
- سأبيعك بسعر رخيص.
- لا أشكرك.
- تذوقه وستعرفه حلاوته.
- ستجبرني أن أشتريه.
- لا، إذا أعجبك فقط يمكنك أن تشتريه.

ففتح الرجل غطاء قنينة العسل ووضع بعضه
في الغطاء ولعقه طارق بأصبعه ووضعه في فمه.

- أمم لذيذ، لم أذق مثله في حياتي.
- هذا عسل دوعني.
- دوعني !
- ألم تسمع عنه؟
- وماذا تعني دوعني ؟
- تعني من وادي دوعن، وهي بحضرموت، وعسلها هو الأجود.
- صحيح تذكرت، أتعرف شيئاً عن برهوت.
- برهوت !

وما إن سمع صاحب البقالة أسم برهوت، حتى أشتد أنتباهه ونظر إلي.

- ماذا تريد من برهوت ؟
- نحن متجهين إلي هناك.
- هل لكم أقارب بتلك المنطقة ؟
- لا.
- إذا ماذا تفعلون هناك ؟
- فقط سياحة.

سكت قليلاً.

- أنصح رفاقك أن لايذهبوا إلي هناك، أنا
فقدت قريب لي ذهب إلي برهوت قبل عشر سنوات وإلي الأن لم يرجع.
- أشكرك على العسل، أين دورة المياه لو سمحت.
- في الخارج خلف البقالة.

فخرج طارق وأعطانا المشتريات وذهب لدورة المياه.

- طارق !
- نعم أبو أحمد!
- كن حذراً.
- إن شاء الله.

ذهب طارق نحو دورة المياه وبعد دقائق رجع إلي السيارة، وإذا به يشعر بدوخة كاد بسببها أن يسقط على الأرض.



- طارق ! ماذا حصل !
- أحسست بدوخة ! ربما من الجوع.

تحركت السيارة، وأنا أراقب طارق في المرآة.

- خذ طارق، هذه فطيرة جبنة وعصير.
- أشكرك نعيم، والله أنا جائع حتى الموت.

وبينما طارق يقضم الفطيرة.. كأنه رأى شيئاً دخل فمه !!
فتوقف عن المضغ !! فمسكه بيده وأستخرجه من فمه !!
وإذا به أصبع مقطوع به دم !! فرماه أرضاً وهو يصرخ !!

- واو !! واي !! ساموت !!