- شباب أنا أنتهيت من المكالمة، بسرعة دعونا
نصلي المغرب قبل أن تشتبك النجوم.
- وهل تنوي أن نحرك الأن إلي زنجبار.
- أقترح إننا ننام والمشي يكون في الصباح أفضل، مارأيكما ؟
- نحن نتفق معك أبو أحمد.
- إذاً لنعسكر للصلاة ثم ننام.

عسكرنا بجانب الطريق السريع المؤدي إلي
زنجبار، و ليس ببعيد عنا نور الدكان أو البقالة التي كنا نتحدث عنها.

- الحمد لله، من يؤدي الصلاة وكأن جبلاً نزل من على ظهره.
- الحمد لله.
- لقد كان هذا اليوم طويل جداً، من يصدق الأحداث التي حصلت.
- وكأننا في حلم.
- هل أعمل الشاي أبو أحمد ؟
- ياليت نعيم، أعتقد إن كل الأدوات المطلوبة موجودة في السيارة.
- مسكين محفوظ، لقد أفـتقـدته.
- سنجده ياطارق، أنا أقسم لكم إني سأبذل كل جهدي كي أنتصر عليهم.
- إن شاء الله.
- والأن سنقرأ بعض المعلومات التي بكتاب
الهمداني في صفة بلاد العرب ومن بعض
الأوراق التي عندي لأبن ظهيرة في كتاب مكة، مارأيكم ؟
- فكرة جيدة، نحن في حاجة لبعض المعلومات قبل بدأ الرحلة.
- إذا أسمعوا شباب، قال الهمداني لا يمكن الوصول اليها
يقصد حضرموت،بسبب العواصف الرملية العنيفة،
ويسكنها النسناس، وهو حيوان وضيع برجل ويد
وعين واحدة،ويقول المثل ( ذهب الناس وبقي النسناس)
ويقال إن جمال المهرة الشهيرة من سلالة جنوبار، فقال
عنها السلطان إن كل شخص في حضرموت يعتقد أنها تقع
بين حضرموت وعمان. وأضافت: لقد حذرني من صحراء
صيهد التي تهب فيها الرياح وحيث تسود الغربان.
- ماشاء الله أبو أحمد، إن وصف الهمداني جميل وشيق.
- هل تعرفون من حاول قبلنا المرور بالطريق البري من عدن إلي حضرموت.
- من ؟
- فون فريدي وهيرش وبينت وزوجته.
- وزوجته، غرباء هؤلاء المستشرقون، حتى زوجاتهم جاؤوا معهم.
- صدقت، نحن رحلة عادية ونفكر ونتردد أن نأخذ الزوجة معنا.
- أكمل أبوأحمد، سيجهز الشاي.
- ولقد سلكا تعرجات طريق إالمكلاوالشحر إلى حضرموت
الداخل، ثم سار بعدهم الرحالة المشهور عبدالله فيلبي الذي
أعتنق الإسلام، وكذا فان درميولين والمؤرخة والرحالة
البريطانية فريا ستارك.
- كل هؤلاء كانوا هنا بحضرموت ؟
- نعم.
- أبو أحمد، ماذا كان إعتقاد الناس الذين يعيشون
بحضرموت، هل كانوا يؤمنون بالخرافات والدجالين.
- نعيم، يعتقد الكثير من الناس بجود كميات كبيرة من
الكنوز والقرابين المدفونة تحت الأرض وهذا الأعتقاد
سائد منذ مئات السنين، وهذ سببه الجهل والتخلف
المنتشر بينهم، وهذا ينطبق على بئر برهوت.
- إذا هم يعتقدون إن بئربرهوت مليئة بالكنوز وفي نفس
الوقت محروسة بالجن.
- نعم، وقد شاع بينهم أيضاً قدرةالدجالين والمشعوذين
على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز عن طريق
مرادهم الزئبق الأحمر.
- أكيد، فهم من يستفيد من ذلك.
- وكل هذا مرتبط بالزئبق الأحمر اللعين.