- لو كنت خائف لما وصلت إليك.
- ماهو مرادك ؟
- أنا هنا من أجل مراد المخطوف.
- مراد الرجل الذي أرسلك هو نفس مراد الذين سبقوه.
- لم أفهم ؟
- لقد أرسلك لمراد الترياق !
- تقصد ليس من أجل إبنه ؟
- نعم.
- من أجل ماذا ؟
- إنه يريد ترياق آل عاد والأحقاف.
- وماهو هذا الترياق ؟ ولماذا يريده.
- خلطوه بماء الكلس وشربوه ترياقاً.
- وما الفائدة من هذا الشئ؟
- إنه مطلب ملوكهم ووجهائهم، فـقـويت
أصلابهم وعظامهم وتضخمت صدورهم، فأصبحوا
جبابرة أهل الأرض من الشرق إلي
الغرب، وتحدوا ملك الملوك رب العالمين، فأهلكهم بمعاصيهم.
- إلي الأن لم أعرف ماهو هذاالترياق ياعم.
- هون عليك بني.
فأخذ نفساً عميقاً وقال لي.
- بني، إذا عدت إلي حيث أتيت، فأمسك
نفسك ولاتتهور، فإن الذي كنت تحذره وقع، وأذهب
حيث ارادوا لأن المراد هو غايتهم وإرجاع صاحبك رهينتهم.
- ماذا تقول ياعم ! أي رهينة.
- ماتركته قبل أن تقبل علينا.
- تقصـ.. محفوظ.
- نعم، هو كذلك، إنهم لايرحمون.
- الله يستر!
- لم تقل لي ماهو هذا الشئ.
- لاتخلط عقلك بما سيقولون وأتبع خطاي.
- تفضل ياعم، أنا أسمعك.
- سيقولون شوران، والبعض جبل الجب في
أرض علي، والحق إنها غيظة مروراً بشحن
إلي حاتا موقع البئر الملعونة.
- هل هذا هو عنوان بئر برهوت.
- نعم، الملعونة برهوت.
- سيدي !
- نعم بني.
- ولماذا سميت برهوت ؟
- البر هو الأرض والضيع من البئر، والهوت هو الجن.
- تقصد أسمها بئر الجن ؟
- نعم بني.
- ولماذا هي منبوذة ؟
- لأنها محمل أرواح الكافرين وسكنى
المنافقين، فإذا فرغت منهم النار المشرقية رموا
بها حتى غروب الشمس، فتحرق بها وهي
أحر من نار الدنيا، وريحها نتننة بغيضة، تنفر
منها الطيور، ودواب الأرض.
- وأين هي من الوديان.
- إنها بوادي غير طير ولانسمة، حيث البوم
تحوم في ليله، وسمى بوادي برهوت من وادي المسيلة عند أرض نتعه.
- وهل سأواجه الصعاب في طريقي ؟
- ملوك المردة وسادة العفاريت من أهل الجن
يجتمعون حيث يكرهون، حيث القرابين من الترياق هجد لهم.
- وهل سيؤذوني ؟
- سيقتلوك !!
- الجن !!
- الشياطين.
- تقصد السحرة.
- نعم.
- ومن أين يأتون ؟
- من أقطاب الأرض.
- ومتى يجتمعون ؟
- في النصف من كل شهر.
- إذاً من يضرني هو السحرة وليس الجن.
- نعم بني.
- وما واجهت في السوق هو منهم.
- سيمنعوك حتى من شرب الماء، حتى تعدل
عن رأيك وتعود إلي موطنك.
- وما سر الرجال الذين دخلت عيلهم في
مجلسك ولم يردوا السلام.
- إنهم أصم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
المفضلات