محفوظ نائم على سريره بالفندق.

- مسكين محفوظ.
- ماهي توقعاتك أبو أحمد ؟
- في الحقيقة طارق لا أعرف.
- أنت قلت إنها تخيلات، وقلت إن الجن
لايظهر بشكل إنسان.. إذا ماهو تفسيرك
لما حصل، هل محفوظ متوهم مرتين !
- أعتقد إن هناك أيدي خفية تريد أن تخيفنا
وتمنعنا من الذهاب إلي برهوت.
- هل تتوقع إنهم حراس من الجن ويحمون برهوت.
- أنا أعرف إن الجن مهما فعلوا فإنهم
يخيفون فقط، لكنهم لايأذون.
- وهذا الذي حدث لمحفـوظ، ألا تعتبره أذية.
- هذا تخويف حبيبي، محفوظ تعرض
لأنهيار عصبي نتيجة تخويفه.
- ولماذا يختارون محفوظ وليس أنا أو أنت.
- لأنه نقطة ضعفنا !
- قصدك هم يختارون الأضعف ثم الأضعف.
- أحسنت طارق وربما ينتقلون إلي
ضحية آخرى إذا لم تفلح خططهم.

وإذا بطارق ينظر لنعيم، ونعيم ينظر إلي ويسألني :

- من هم ؟! أنت تتحدث عنهم وكأنك تعرفهم.
- صدقني نعيم..والله لا أعرفهم.
- إذاً أين هي الفراسة والحاسة السادسة التي أخبرتنا عنها.
- الفراسة
- إذا كان القصد من رحلتنا هي أسترجاع
مراد، لماذا لايرضيهم.
- أنت محق ياطارق، وقبل أن أخرج سأقول
لكم سر أكتشفته عن قريب.
- وماهو ؟
- هل تصدقان إن شاهين صفع أبومراد وقال له ياحيوان.
- هل أنت متأكد !
- نعم !
- أيعقل هذا الكلام أبوأحمد؟
- نعم طارق، والأدهى والأمر إن رشيد كان موجوداً.
- والله نحن في دوامة !!
- نعم طارق نحن في دوامة.
- لكن كيف سنعرف الحقيقة.
- هل تثـقون بي ؟
- أكييد أبو أحمد !
- سأخبركم بالحقيقة قريباً..والأن أنا خارج.
- إلي أين ؟
- لأعرف الحقيقة.
- لكن باقي ربع ساعة ويؤذن لصلاة المغرب.
- سأصلي بالسوق.. صح تذكرت !
أعطني مصحف الجيب الذي معك.
- هذا هو على الطاولة.
- أسمع عزيزي طارق، أذهب للسوق وأشتري ما أمرتك به.
- جهاز التشغيل وسورة البقرة..إن شاء الله سأفعل.
- ولاتتأخر.
- بسرررعة !
- وأنت يانعيم لاتشغل عيونك بغير محفوظ،
أرجوك، وأشعل التلفاز، ربما وجدت قناة خاصة بالقرآن الكريم.
- صدقت أبو أحمد، صوت القرآن سيهدئ أعصابه.
- أنا خارج شباب وأي شئ طارئ فقط، ستجدوني بالموبايل.
- حسناً، طارئ فقط.

خرجت للشارع والكتاب مازال عندي، و لوحت
بيدي كي أستوقف سيارة أجرة أو توصيل
خاص، لكن مامن مجيب، فتوقفت سيارة صغيرة وسائقها أربعيني.

- هل أوصلك ؟
- نعم.
- كم تدفع ؟
- أنا عربي، لاخلاف بيننا.
- أنا أخاف من العرب أكثر من غيرهم.
- إلي هذه الدرجة !
- كم تدفع ؟

فركبت معه.