- طارق.. طارق !
- نعم محفوظ.
- أريد أن أشتري هذه التحفة لأمي.
- لا أعتقد الوقت مناسب للهدايا، لاحقاً سنتكلم في هذا.
- لكن النقود معك، هذا ليس عدلاً.
- حبيبي محفوظ، أبوأحمد قال لي تصرف، وأنا
أبحث عن أحذية رياضية لنا جميعاً، حتى حذاء أبوأحمد سأشتريه بنفسي.
- وكيف علمت مقاسه.
- هو أعطاني أياه، ثلاثة واربعين، سهلة.
- أنظر.. نعيم لبس علاقة مع غمد السيف.
- ماشاء الله نعيم، شكلك أنيق، والله يماني.
- محفوظ !
- نعم طارق.
- لكي لا أنسى، أبو أحمد طلب مني
شراء مشغل شرائط كاسيت، مع سورة البقرة.
- لماذا ؟
- لا أعرف، لكن لوازم الرحلة، لأننا سنغادر عدن إلي المكلا غداً.
- هو قال ذلك.
- نعم، لقد أتفق مع أبومراد، اليوم أو غداً سنستلم سيارتين جيب.
- ممتاز، ستكون عندنا سيارة لوحدنا!
- نعم وسنذهب بها إلي برهوت.
- براً ؟
- أكيد براً، هو تتوقع أن نسبح بها !!
- لا قصدي ربما عبر الجبال.
وبينما طارق ومحفوظ يتحاوران، وعلى بعد عدة
أمتار، شاهد محفوظ عجوز تبدو وكأنها معاقة
خلف بائع ا لتبغ، واللعاب يسيل من فمها وتلقفه
بكفها، فتخلطه ببعض التبغ وتبلعه بأصبعها
مرة أخرى !! فسأل محفوظ البائع :
- أخ !! أخ !! هل هذه أمك ؟
- نعم.
فصفعها البائع بقوة على رأسها فسقطت وهي تقهقه ضحكاً
فخاف محفوظ !!
- طارق ! نعيم !
- ماذا تريد، الجو حار.
- طارق !! نعيم تعالا بسرعة.
- ماذا تريد محفوظ ؟
- أنظرا .. هذا شئ غريب، الرجل يضرب أمه المسكينة.
- أين هي .
- أنظر خلف بائع التبغ.
رموا بأعينهم بسرعة، فلم يجدا سوى بائع
التبغ يضرب الورق ببعضه كي يكسره.
- أنت لاترى محفوظ، إنه يكسر التبغ كي يبيعه.
- والله رأيتها!! إنها عجوز قبيحة، كان
لها ضرس أسود، والله ضربها !!
- محفوظ، إنت من النوع إذا جاع أختل عقله.
- أنا لا أمزح طارق !
- هيا بنا نمشي محفوظ، أبو أحمد سيأتي
عند الحمامات الرئيسية، هل تسمعني نعيم.
- هيا سيروا.
وما إن تحركوا، حتى نظر محفوظ مرة أخرى
للخلف نحو البائع، وإذا بالعجوز ظهرت ثانية
وهي ترمق محفوظ بعينها البيضا اللامعة، فخاف
محفوظ، وزاد من سرعته حتى أصبح بين طارق ونعيم.
بعـد نصف ساعة تقريباً.
- أبو أحمد !! نحن نسير بإتجاه الحمامات، لاتذهب بعيداً.
- أنا في الشرق منها، بجانب بائع الخزف.
- حسناً لاتغادر حتى نأتيك.





رد مع اقتباس

المفضلات