- علماء الأنساب المسلمون كالطبري‏‏ والقزويني
والهمداني والسيوطي‏‏ والمسعودي وياقوت الحموي
، جميعهم ذكروا وأتفقوا بإن قوم عاد وبلاد الأحقاف عرب بائدة‏.

- سؤال أبو أحمد وبدون مقاطعة.. مامعنى البائدة ؟
- يامحفوظ العرب البائدة تعني الأمم التي اندثرت
قبل بعثة النبي محمد‏ صلي الله عليه وآله بمئات
السنين‏ وأشهرهم قوم عاد‏ وثمود‏‏ والوبر، حيث
سكنوا جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت
وظفار العمانية، ولقد أهلكهم الله بريح صرصر
عاتية أي والله أعلم إعصار صحراوي يحمل كل
شئ أمامه ويطير به إلي السماء ويهوي به
الأرض، حتى هلكوا جميعهم وغطت مملكتهم
بغاباتها وأنهارها الرمال الصفراء.
- ومن يسكن مكانهم الأن ؟
- تقريباً بين عمان وحضرموت أغلب السكان
هم من المهرة الحميرية، وقرأت عنهم إنهم
لم يكونوا يتكلمون العربية وتعربوا بواسطة
القبائل الكهلانية في مكة، والأثر واضح عليهم
إلي الأن، فهم يستخدمون الحميرية القديمة
فيما بينهم والعربية معنا.
- على فكرة أبو أحمد عندي لك مفاجأة.
- ماذا لديك رشيد ؟
- سائقنا حميري الأصل، من المهرة.
- حياه الله ، تشرفنا.
- أشكرك أستاذ !!
- أبو أحمد ؟
- نعم طارق.
- وماذا حدث لنبيهم بعد هلاكهم.
- توفي نبي الله هود عليه السلام ودفن في أرض
حضرموت قرب‏‏ وادي برهوت‏‏ الي الشرق من مدينةتريم‏.‏
- أبو أحمد !!
- نعم أبو مراد.
- هل هي برهوت التي نبحث عنها.
- نعم، ليست ببعيد.
- هاهو المطعم أبومراد !! تفضلوا .. حياكم الله في عدن.
- شكراً رشيد.



تناولنا الإفطار اليماني اللذيذ، كالخبز الملوح
الشهير بحبة البركة، والفول العدني والسلتة
والكبدة والشاي العدني بالحليب.



- مارأيكم بالإفطار.
- لاحاجة للغداء بعد هذا الإفطار اللذيذ والثقيل .
- من قال ذلك أبو أحمد، ألم تقل إنك تريد المشي في السوق.


- نعم محفوظ.
- إذا سنهضم كل الفطور وسنحتاج إلي غداء.
- أنا سأمشي، من سيذهب معي.
- أبو أحمد، هل سنفترق !
- نعم أبومراد.
- أقصد هل ستذهبون إلي السوق لوحدكم.
- صعبة التسوق مع سبعة أشخاص، أعتقد
موعدنا الفندق عند الظهيرة.
- لابأس، وهو كذلك.
- رشيد !!
- نعم أبو أحمد.
- أين السوق الشعبي ؟
- هل ترى مكتبة البدرين التي في آخر الشارع.
- نعم أراها.
- فقد أدخل بجانبها، وسيظهر أمامك سوق شعبي كبير.


مشينا حتى أصبحت المكتبة أمامنا.



- أبو أحمد، السوق من هنا كما قال رشيد.
- عصام، أذهبوا أنتم إلي السوق، وأنا سأدخل
المكتبة لعدة دقائق فقط.
- إذا تأخرت سنتصل بك.
- أوكي.



دخلت المكتبة، وإذا بي أمام أرفف عتيقة، يعلوها
عدد قليل من الكتب القديمة والبائع الستيني، يحاور
زبونة بدت عليها ملامح سائحة أجنبية.