- تفضلوا شباب، هذه شرائح الأتصالات اليمانية، كم جوال لديكم.
- أربعة شرائح لأعضاء الفريق وواحدة لشاهين والأخيرة لي.
- نعم، أحضرة لكل واحدا ًمنكم شريحة.
- أشكرك رشيد.
- لاداعي أبوأحمد، هذه من جيب أبومراد.
- كيف وجدت عدن ؟
- في الحقيقة بداية جميلة، وخاصة الأسواق ما
أجملها، أن أحب الأسواق التي يغلب عليها الطابع
القديم، كعدن وصنعاء والقاهرة.
- أنظر أبوأحمد، ما أجمل هذه اللوحة، عمائر حديثة
بجوار العمائر التراثية.. أنظروا شباب.
- لاتستغرب طارق، فاليمن أهل حضارة عريقة، أنسيت
مملكة عاد، ففي يوم من الأيام ، كانت هنا عاصمة العالم.
- هل تتكلم بجد أبو أحمد ! اليمن عاصمة العالم.
- نعم أبومراد، هنا وبالضبط مابين الأحقاف مروراً
ببلاد المهرة حتى حضرموت.
- هل رأيت رشيد، أبو أحمد مكتبة متنقلة.
- ماشاء الله، إذا أعطنا المزيد حتى نصل المطعم، مارأيكم شباب.
- نعم !! فكرة جيدة رشيد.
- لكم ذلك، بسم الله الرحمن الرحيم.
- أبو أحمد لماذا تغمظ عينيك ؟
- محفوظ، أنا أرجع ذاكرتي للوراء..أسترجع إحدى ملفات عقلي.
- أرجوك محفوظ، إذا قاطعت مرة أخرى لن تأكل معنا، أكمل أبو أحمد.
- ههههه، هههه، جميلة جداً منك أبو مراد.
- إن شاء الله عمي أبومراد، لن أعيدها.. آسف أبو أحمد تفضل.
- لماذا سميت الأحقاف بهذا الأسم.
- أسمع رشيد، الأحقاف جمع حقف، وهو الرمل المائل.
- إذا كل منطقة الربع الخالي أحقاف.

سائق الباص ينظر إلي من المرآة.




- سأتكلم عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية القديم.
المشكلة شباب إننا نأخذ تاريخ حضارتنا ومنطقتنا
من الغرب، لأنهم تعمقوا ودرسوا تلك الأثار والممالك
أكثر منا، بينما نحن العرب مشغولون بالحروب
وغيرها، ففي ولاية كاليفورنيا وبالتحديد في مكتبة
هانتينجتون العامة توجد بحوث وتقارير سرية
لأثار بلاد الجزيرة العربية، ومنها تاريخ جنوب
الجزيرة من البريمي شرقا ًأي شرق شمال عمان
حتى الحديدة باليمن، والتقرير من إعداد العالمين
جوريس زارينز الأمريكي، والعالم البريطاني
اليوناني الأصل رانلوفينيس، وقد ذكر تقريرهما
ان اثنين منالعلماء القدامي قد سبق لهما زيارة
مملكة إرم على إنفراد في أواخر عهدها
ومجدها‏،‏ وهما بليني الكبير من علماء الحضارة
الرومانية‏ من‏23‏ الي‏79‏ميلادي والآخر هو أمين
مكتبة الاسكندرية الفلكي بطليموس من ‏100‏ الي‏170‏ ميلادي
‏ وكانت المنطقةلاتزال عامرة بحضارة زاهرة
والأنهار تشق المدينة تحت القلعة العظيمة، والخضرة
تغطيها، هل أكمل أم مللتم ؟

- أكمل أبو أحمد والله متعة، باقي خمس دقائق إلي أن نصل المطعم.

- وروي إن قوم عاد ضخام الجثة وعظامهم
سميكة، وسمو بقوم الوبر والصوف، لأنهم
يضعون الوبر على أجسامهم، وكانت عاصمتهم
الأولى إرم بالأحقاف وبناها شداد بن عاد والعاصمة
الثانية التابعة لهم مدينة ملخان وهي مدفونة بالرمال
قرب قرية العمران بالأحساء حالياً وكانت عليها
الأميرة دعنة إبنة إبن معيص وزيره، ولقد ذكر القرآن
إنهم مستكبرون في الأرض وعباد للأصنام‏‏، وقد أهلكهم
الله‏ تعالي‏‏ بعد أن القى الحجة عليهم وبعث لهم
النبي هود عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام، ووصف
بليني الكبير حضارة عاد الأولي بأنها لم يكن يدانيها
في زمانها حضارة أخري علي وجه الأرض‏، وذلك في ثرائها
‏ ووفرة خيراتها‏‏وقوتها‏‏ حيث كانت علي مفترق طرق
التجارة بين كل من الصين والهند من جهة وبلادالشام
وأوروبا من جهة أخري‏،‏ والتي كانت تصدر اليها البخور
والعطور والأخشاب‏،‏والفواكه المجففة‏، والذهب‏‏ والحرير.


- أبو أحمد، هل هم العرب البائدة ؟
- نعم طارق.
- وماذا يقول عنهم المؤرخون المسلمون والعرب ؟
- سؤال جميل نعيم، سأجيبك ثم نتوقف هنا.
- نعم تفضل أبو أحمد.