- أبو أحمد.. أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم، دعني أفكر.
- أبو أحمد.
- لماذا أوقف السيارة بعيداً ورجع إلي الفندق.
- أبو أحمد، الا تسمعني.
- ماذا تريد يامحفوظ !! أنت مزعج.
- أسف، فقط أردت أن أقول لك
إن أبواب هذه الغرف قديمة.
- كيف.
- أنظر، مفاتيحها من النوع القديم جداً، تذكرني بالرسوم المتحركة.
- نعم !! أحسنت ..أنت حبيبي .. بسرعة .. بسرعة.
- ماذا تريد !
- هل عندك ورق مقوى، أبحث هنا أو هناك.
- مقوى مقوى.. لا أجد مقوى.. ماهو المقوى ؟
- أبحث داخل الدولاب !
- فقط هذه المجلة.
- أعطيني إياها بسرعة !
فقطعت الغلاف وجعلت منه مخروطاً، وأنتظرت
قليلاً، حتى سمعت خطوات رشيد، وإذا بصوت
باب غرفة أبومراد قد فتح ثم أغلق.
على الفور خرجت إلي باب غرفتهم أسرع من
البرق، ثم وضعت أسفل المخروط في فتحة
الباب والفتحة الكبيرة في أذني، وإذا بي أسمع مالم يصدقه عقلي.
- أبومراد !
- نعم عمي.
- أنا غيرت رأيي ولن أعاقبك على أخطائك
بالكويت، ولكن هذه الأخيرة.
- إن شاء الله عمي.
- ولا تتدخل في القرارات، إذا قال لك أرميه
فلا تتردد..ياحيوان !!
- إن شاء الله، لن أعيدها مرة أخرى.
ثم سمعت صوت صفعة قوية !! وكأن أحدهم قد ُضرب
على خده، فهربت بسرعة ورجعت إلي
غرفتي، ثم خرج رشيد وأغلقوا الباب.
- ماذا حصل أبو أحمد؟
- والله سمعت شيئاً غريباً، أكاد أجن، لكن لم أفهم شيئاً!
- ماذا حدث ؟
- أبومراد يقول لشاهين عمي ! هل أذني تعكس السمع.. لا أصدق !
- يمكن من باب الإحترام.
- إحترام !! أنت مسكين يامحفوظ.
- إذاً ماذا يحدث ؟
- والله لم أفهم شيئاً، لكن الحقيقة ستظهر لاحقاً.
- ألن تنام ؟
- أتمنى أن يأتيني النوم، بعد كل ماسمعت ويأتيني النوم.
- حاول أن تنام أبو أحمد، في الصباح سنذهب إلي مطعم يماني.
حاولت أن أنام حتى أنقضت الساعة ثم الساعتين، وأنا
لا أعرف تفسير ماسمعت إلي أن دخلت في النوم متأخراً.
في الصباح والسوق يعج بالسيارات
والمارة أحسست وكأن أحداً يهزني بقوة :
- أجلس أبو أحمد، الساعة الثامنة .. لقد تأخرنا.
- آخخ.. أشعر برأسي ثـقيل جداً.
- حاولت أن أجلسك للصلاة، لكنك ترفض.
- صحيح !! أستغفر الله، ساصليها قضاء.
- أجلس وألبس بسرعة، أبومراد طرق
الباب، يقول إن رشيد يجلس بصالة
الفندق والباص جاهز.
- طيب، ساصلي بسرعة وأستحم، أنت
أذهب إلي الأسفل وقل لهم إنني في طريقي
إليهم، ولاتنسى أفتح أذنيك جيداً لما يقولونه.
- طيب، أنا جاهز، سأنتظرك بالأسفل، وأعتقد
إن نعيم وطارق جاهزان.
وما إن نزلت إلي صالة الفندق.
- أبو أحمد تأخرنا.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- غريبة ، لم تصحى من أصوات
الناس، عدن مشهورة بالأصوات.
- آسف، نمت متأخراً، لأنني من النوع
الذي يتأثر نومه بتغير فراشه.
- هيا رشيد ! نحن جاهزون.
- على بركة الله، السائق ينتظرنا بالخارج.
فركبنا الباص وغاص بنا في أعماق مدينة
عدن، والتي عانق حاضرها ماضيها.





رد مع اقتباس

المفضلات