كانا يومين من أجمل أيام حياتي، حيث قضيناهما
في التعلم والضحك.. فذهبنا إلي المدينة التعليمية
والمجمعات الكبيرة والمدينة الترفيهية والمطاعم
الفخمة، أما السينما فكانت حكاية آخرى، حيث قضى
محفوظ معظم وقته مغمضاً العينين من شدة الخوف، لأننا
كنا نشاهد أفلاماً مرعبة.
يوم الأربعاء مساءً
- محفوظ، ألم تنتهي من الإستحمام ؟
- فقط عشر دقائق.
- لقد أتصل شاهين، إنهم ينتظرونا بـبهو
الفندق ، أنا سأسبقكم وأنت أخبر نعيم وطارق أن يلحقوني بالأسفل.
- أمرك مجاب أبو أحمد.
بعد ربع ساعة، أنفتح باب المصعد الكهربائي
الجميل، وخرج منه طارق ونعيم ومحفوظ
وأتخذوا لهم مجلسا بيننا، حيث كنت مع أبو مراد وشاهين نشرب القهوة.
- هاهم رفاقك قد أتوا، ماهو قرارك النهائي يا أبوأحمد ؟
- إخواني، نعيم وطارق ومحفوظ.
- نعم أبو أحمد !
- هذه الرحلة تحمل مخاطر كثيرة، ولقد
قلبتها في رأسي، فخرجت بنتيجة إننا سنخسر
النتيجة لامحالة، لذا قررت إننا وصلنا إلي نهاية الطريق.
- ولكن أبو أحمد.
- أنتهى الكلام أبومراد، ولديك الأن الخرائط
والأدلة، ويمكنك أن تبحث عن شخص يساعدك.
- لكن !!
- أرجوك.
أعضاء الفريق ينظرون وعلامات الفرح أرتسمت على
وجوههم، وخاصة محفوظ
- أبو أحمد، بما إن حضرموت على حد قولك
خطرة والرحلة ستكون متعبة ومبهمة، وكتشجيع
مني لكم، أودعت في حساب كل واحد منكم خمسة
الأف دينار كويتي ولتبقى الشيكات المصدقة
عندكم، فإذا أحضرتم مراد أبني سليماً معافى، أصرفوا
المبلغ الباقي، هذا عرض لن تحصلوا عليه في حياتكم !
عشرة الأف دينار لكل فرد! ما رأيكم !!
- لاتحاول أبومراد، الرحلة خطرة وأنا أتخذت
القرار، ولا أعتقد إخواني عندهم رأي آخر، ما رأيكم شباب؟
- صدقت أبو أحمد، إلي هنا يكفي.
- وأنت ياطارق ؟
- أنا مع نعيم.
- ومحفوظ ؟
- وأنا كذلك.
- إذاً رتب لنا الحجز الليلة.
- إذا هذا آخر قرار لكم.
- نعم.
- وإذا لم نجد حجز بالطيران إلي السعودية.
- لايهم، يمكن أن نذهب بالباص، أو ليموزين.
- حسناً، شاهين، نسق معهم، أنا ذاهب، أستودعكم
الله، وكان الله في عوني.
ذهب أبومراد دون أن يودع الفريق.
- الحمد لله على السلامة شباب.
- الحمد لله.
- أشكركم على التضحيات، وإن شاء الله نبقى
فريقاً وأصدقاء في الوطن.
- إن شاء الله.
- نعيم، ماذا ستعمل بالمبلغ، الأن صار لديك
خمسة وستون الف ريال، هذا غير المبلغ السابق.
- أما أشتري قارب صيد جديد أو أفتح محل
في سوق السمك بأسم كفيلي.
- وأنت ياطارق؟
- أنا سأتزوج به، وأنت أول المدعوين.
- أكيد سأحضر زواجك.
- وأخيراً الغالي محفوظ.
- أنا..أنا .. كم قلت المبلغ ؟
- تقريباً خمسة وستين الف ريال.
- أولاً سأعطي أمي خسمة الاف، و الباقي
أريدك أن تساعدني أعمل به مشروع.
- إن شاء الله.
- ولاتنسى أهم مشروع أن تساعدني في تخفيف وزني.
- أوعدك عزيزي.
- وأنت يا أبو أحمد ماذا ستفعل بالمبلغ ؟
- أنا.. تصدقون لم أفكر ماذا سافعل به، ربما سأغير سيارتي.
- فكرة جيدة، الله يوفقك.
المفضلات