- هل عندك طلب آخر أبوأحمد؟
- بعد حصولنا على الخيوط التي تقودنا إلي مراد
وبعد تجهيز الخطة التالية، نريد تجهيز الفريق
بكل مايلزم من متطلبات أنا أحددها.
- موافق، وماذا أيضاً.
- وإذا أحتجنا السفر إلي عمان أو غيرها ، هل سترافـقنا ؟
- أكيد، أنا وشاهين.
- إذاً داخل الكويت أو خارجه، أنا رئيس الفريق
وسير العمليات، وأهم شئ أن لاتتدخل في أمور الفريق.
- طلباتك كثيرة !.. حسناً حسناً موافق.
- أتفقنا، الأن أخبرنا ماقصة بيت جده أو جدك.
- أكلتني بالكلام ! حتى الهواء لم أعرف اتنفسه !
- الأن أخبرنا ماقصة هذا البيت.
- هذا البيت يقع في منطقة الرميثية، وهو يعود
لجد مراد من أمه، والقضية إن عليه خلاف
إرث من عدة أبناء وأحفاد، وأم مراد واحدة من عشرات الورثة.
- كم زوجة لديه ؟
- أربع.
- أربع !! طيب أكمل.
- وفي أثناء مداولات المحكمة، تفاجأ الجميع إن
سيدة ظهرت فجأة ولديها صك بملكية المنزل، أو
بمعنى أصح، لديها ورقة شراء المنزل، لأن جد
مراد باعه أو بمعنى أصح رهنه في حياته دون أن يخبر أولاده.
- وما علاقة هذا بإختـفاء مراد ؟
- مراد دائم الذهاب إليه، ولأنه قضى معظم أيام
طفولته مع أمه وخواله في هذا المنزل، ولديه
غرفة خاصة، وبها مكتبة تحوي كتبه وهواياته، وأشياء
سرية يخفيها عن الجميع، بعد فترة سمعت بحدوث
تخريب من قبل أحدهم، أدى إلي هجران المنزل.
البعض قال هم الجن، والبعض قال إنها عفريت العجوز المالكة
للمنزل، أي المرأة هل خلف هذا الموضوع.
- وماذا بعد أبومراد.
- لم يبقى في المنزل سوى مراد، وأنا بسبب
ضروف خاصة، طلقت أم مراد، ولكن مازلت بإتصال بإبننا.
- هل لديك إبن غير مراد ؟
- شقيق له، لا.
- حسناً ماذا بعد ؟
- بين الفينة والأخرى، أزور مراد، أو أتصل به
ويأتي معي، لكن في الأونة الأخيرة، أنقطعت
أتصالاته لمدة أسبوع أو أكثر، وأنا أتصل به
وكذلك يفعل شاهين ليعطيه المصروف، لكن لايجيب على أي إتصال
حتى توقف موبايله عن الرنين.
- ثم ماذا حدث.

فسكت أبو مراد، وأخذ يتنفس الصعداء، وكأن
آنـة خرجت مع زفراته.

- ذهبت أنا وشاهين إلي بيت جده، وأضظررنا
لدخوله، مع أني لم أدخله منذ عشر سنوات، لكن
الغريب والمدهش في الأمر، ما إن وقفنا على بابه
حتى أحسسنا برعشة غير طبيعية، وكأن شيئاً يهز
الأرض من تحت أقدامنا.

حينها محفوظ يبلع ريقه، وعينيه جاحظتين من
الخوف، وطارق شابكٍ يديه بعنف.

- ثم ماذا.
- مع إن الوقت كان نهاراً، إلا إن الإحساس
بداخله كان وكأنه ليل، فمشينا بخوف شديد
حتى لم أعرف كيف وصلنا غرفة مراد.
- وهل وجدتموه ! ؟
- وهل هذ سؤال ياطارق؟ أكمل أبومراد.
- أبني طارق، لو وجدناه ، لما جئتم أنتم إلي هنا.
- ماذا حصل أبومراد، أكمل أرجوك ؟
- لا أستطيع، أكمل أنت ياشاهين.
- إن شاء الله بومراد، دخلنا الغرفة ونحن نرتجف
من الخوف، ولم نجد مراد، فقط وجدنا بعض
الأشياء الخاصة به على المنضدة، كموبايله
وبعض الأوراق ومفتاح سيارته.
- دعني أكمل أبو أحمد.
- تفضل أبومراد.
- أهم شئ وجدناه، رسالة وكأنها موجهة لمراد، والمرسل
فتاة كما أعتقدت وكذلك فع شاهين، لكن أكتشفنا
إننا مخطئين، وهي مكتوبة بواسطة جنية تركت
إسمها وتوقيعها في أسفلها.
- وهل لاحظت شئياً غريباً لمح إنتباهك.
- نعم، جهاز الكمبيوتر كان يعمل وصوت الموسيقى
تسمعها من بعيد.
- طيب، هل أخذتم شيئاً من غرفته.
- لا، بل هربنا بسرعة، وبمجرد خروجنا من الباب
الرئيسي، سمعنا وكأن أحداً قد صفع الباب بقوة وأغلقه.
- أوكي أبومراد، متى يمكنك أخذنا إلي هذا البيت ؟
- بالنهار لن نستطيع دخوله.
- والسبب ؟
- السبب إن عليه حراسة، وقد أغلق من قبل المحكمة والشرطة.
- بسبب الجن ؟؟
- لا، بسبب قضية الإرث، ولقد حصلت به معركة
بين العائلة، أدمي أحد الأبناء، وإن المحكمة
لم تبت في القضية حتى الأن... غريبة، لم
يصلكم خبره بالسعودية.
- لا !
- لأن الصحافة كتبت عنه.
- يمكن.
- وإذا ذهبنا الأن.
- أقول لك الشرطة في ذهاب وإياب في
المنطقة، ولقد وضعوا شريط البلدية حول
المبنى، وكذلك لوحة تحذيرية مشمعة باللون الأحمر.

فوقفت على أرجلي.

- شباب !! الليلة سندخل هذا البيت !!

وما إن قلت جملتي، حتى كاد محفوظ أن يقع
على الأرض من شدة الخوف.