- ما شاء الله.
- وكيف ولدت هنا ؟
- أهلي هاجروا إلي مكة ثم أستقروا في جدة.
- منذ متى ؟
- أربعين سنة.
- أكمل أنا معك.
- أبي من أصل هندوسي من كيرلا. دخل الإسلام
وقدم للسعودية للحج وأستقر فيها، أما أنا فقد
ولدت بحي الهنود بجدة، حتى بلغت الخامسة
عشر، وسافرت يوماً مع أبي إلي الهند لزيارة
جدتي المريضة.
- أوكي أكمل لماذا وقفت.
- ثم حدثت المفاجأة !
- وماهي ؟
- حدث شجار عنيف بين أبي وإخوته
الهندوس، حيث أمروه أن يتركني معهم، ولم
يوافق، فتم إخفائي سرأً من قبل عمي الأكبر وإخوته.
- تقصد أختطفوك ؟
- نعم.
- لماذا ؟
- لكي أعيش في الهند، وأبقى على دينهم.
- وبعد ذلك.
- عاد أبي إلي السعودية بدوني.
- يالله.
- ثم درست بالهند حتى أكملت الثانوية
وسنة واحدة بالكلية، وكنت دائم الإتصال بوالدي
وخاصة أمي الطيبة، فأستخرج لي أبي تأشيرة
عمل بالسعودية، فهربت من منهم، وإلي الأن وأنا هنا.
- وأهلك مازالوا يحملون الجنسية الهندية.
- نعم.
- وكم عمرك الأن ؟
- أربعة وثلاثون سنة.
- ماشاء الله، قصتك تصلح رواية.
- ماذا تريد الأن.



- نعيم.. أنت تبكي، أسف أني خدشت جروح ماضيك.
- لا.. لاشئ.
- فهمت الأن، أنت هارب من أهلك وتعيش بالدمام.
- نعم.
- ماهي هواياتك.
- عندما كنت بالهند، كنت أحب قراءة
الفلسفة الهندية القديمة، ودرست بعضاً منها
بكلية دونشا المليالامية.. أوه .. نسيت، أنا أمارس اليوجا.
- جميل، وجدت شبيهاً لي.
- أن تمارسها ؟
- نعم أنا أمارس الياثا يوجا وحصلت
على درجة معلم، واخترعت اليوجا الإسلامية.
- أنت فعلاً شخص غريب.
- لماذا ؟
- سعودي وتعرف كل هذا.
- المهم، هل قرأت فلسفة الحكيم طاغور.
- نعم ! هل تعرفه.
- نعم.
- أول مرة أعرف سعودي يعرف طاغور.
- نعـيم ؟
- نعم.
- عندما كنت هندوسياً، هل كنت تؤمن بكريشنا الحادي عشر.
- كنت !..وو.. أيضاً تعرف كريشنا !! من أنت ؟
- والأن هل أصبحت مسلماً.
- الحمد لله، وهذا ما جعلني أهرب من عمي.
- لكن لاتنسى إن ديننا الحنيف، يكن كل
الإحترام لكل الأديان، والدين عندنا هو
المعاملة صح! ..أووه نسيت موضوعنا الأساسي.
- تفضل، وأسف إن رائحتي كريهة، إنه السمك .
- عادي، المهم وبإختصار، تمعن في كل ما أقوله لك.
- تفضل.
- إذا حصلت لك فرصة السفر إلي الكويت، هل تمانع.
حتماً سأوافق، وخاصة الكويت مشهورة بصيد الأسماك.