فأصدر تـنـهيدة قوية، وكأنه تـنفس الصعداء، وقال لي .
- موافق، متى سنذهب؟
- أنت موافق أكيد !
- نعم أكيد.
- إذاً خذ رقمي وأتصل بي.
- متى ؟
- بعد فترة.
- أنا موافق ! أنا موافق !
- أوكي عرفت رأيك، أنتظرني، فقط أتصل على هذا الرقم.
- الحمد لله.
- مع السلامة.
وما إن غادرت باب الصالة الرئيسي، سمعت الضخم
يناديني من خلفي، فتوقـفت.
- نعم.
- أيها الصحفي، لم أعرف أسمك.
- قلت لك أنا لست صحفياً.
- طيب، ماهو أسمك.
- أنا أبو أحمد.
- أبو أحمد، أرجوك ساعدني.
- أساعدك.
- نعم، أنا فقير جداً وعشت يتيماً، وأعطاني الله
جسماً كبيراً، وأنا هنا أتقاضى خمسمائة ريال
فقط من صاحب النادي، كدعاية للنادي لذوي
الأجسام السمينة مثل الدب محفوظ.
- أهاا فهمت.
- أرجوك ساعدني أنا فقير.
- إن شاء الله كل شئ على خير، أنت أتصل
بي، وأنا أتصرف.
- أرجوك، أريد أن أثبت لأمي أن عندي
عـقل، وليس جسم يمشي.
ففتح يديه الضخمتين وأحتضن يداي.
في المنزل، منتصف ربيع الثاني.
- أم أحمد.
- نعم.
- تبقى أسبوعان، وأنا لم أفي بوعدي.
- أي وعد.
- أنا واعدت أبومراد، فقط شهرين ويكون الفريق جاهز.
- أنت مازلت تفكر في هذه الخرافة.
- هل كنت تتوقعين أني أمزح في أول مرة كلمتك فيها.
- لا.
- إذاً لماذا تعيدين الكرة، وتستهزئين بأنها خرافة.
- هههه، والله ماكنت أستهزأ، أنا أحاول
أني أجعلك تنسى الموضوع برمته.
- أن أعمل عليه بجد.
- أوكي، أنا أسفة.
- هل تريدين آخر الأخبار.
- نعم.
- إلي الأن وجدت إثنين من أعضاء الفريق، وباقي واحد.
- هل تعرفهم ؟
- لا.
- تعرفت عليهم صدفة .
- هل يطابقون المواصفات التي حدثتني عنها.
- نعم.
- والثالث.
- مازلت في صدد البحث عنه.
- كان الله في عونه.
- من ؟
- الثالث، ربما هو الأن مع أبناءه وأهله، وسيكتب الله
عليه الشقاء في رحلتكم الغامضة.
- وما أدراك إنها رحلة شقاء.
أكيد أبو أحمد، هل ستذهبون لقطف الورود، أنتم ذاهبون للجن.. الجن !!
المفضلات