- أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم.
- أنا لم أرتاح لهذا الشاب، إنه غريب الأطوار.
- وأنا مثلك.
- ماهذا، غرفة بمئة دولار وليس بها إلا أربعة وسائد وبساط.

طارق ينظر من خلال ثـقب بالباب.

- حتى الباب من النوعية الرديئة، أنظروا إنه به ثقوب كثيرة.

فأرتفع صوت آذان المغرب بالمنطقة.

- شباب، حي على الصلاة نريد أن نصلي.
- أحسنت نعيم، نريد أن نصل ثم نرتاح.
- والعشاء.
- لن ننسى العشاء يامحفوظ، بعد ساعة سننزل الساحة لنتعشى.
- أبوأحمد !! ماهو برنامج الغد؟


- نعم هذا هو السؤال المهم، إن شاء الله في الصباح نأخذ
جولة ثم نتوجه إلي سيئون.

بعد أن أدينا الصلاة أخذنا جولة بوسط الميدان العام
بشبام، ثم أكلنا وجبة العشاء ورجعنا إلي العمارة التي استأجرنا بها.

- أبوأحمد، هل هذا طبيعي.
- كان عندي نفس السؤال يانعيم، لماذا الإنارة بكل العمائر ماعدا عمارتنا.
- كأن شخص يراقبنا في الخلف !
- هل رأيت أحداً يا محفوظ أم أنت خائف.
- صدقني رايت شخصا ًيلاحقنا من السوق.
- صحيح أبوأحمد، أنظر لباقي العمائر، الحركة بها
مستمرة، أما عمارتنا كالمهجورة، أنظروا حتى الساحة
التي أمامها بدون أنارة.
- صدقت طارق، لأننا أستأجرنا الغرفة في النهار، ولم نكن نعلم بهذا.
- أوكي أبوأحمد، هذا غير معقول، العمارة فارغة وهادئة.
- ماذا تقصد ياطارق.
- أقصد إنها مهجورة ولايوجد مستأجرين غيرنا.
- لندخل ببسم الله ونتعوذ من الشيطان الرجيم، الأن لايمكننا
أن نفعل شئ سوى الدخول والنوم إلي أن يحين الصباح.
- كلام أبوأحمد صحيح، هل سننام بالشارع، الساعة
الأن الحادية عشر والنصف، أي قرب منتصف الليل.
- قولوا بسم الله ، أنتم رجال.

فتحرك محفوظ بسرعة ودخل بيننا، فصعدنا السلم الطيني
ونحن ننظر للأعلى وإذا بنا نسمع صوت رمي حجر من الأعلى مروراً بنا.

- ماهذا !!
- نعم طارق !
- هل رأيتم الحجر !!
- نعيم، أجعل محفوظ في الوسط، إنه يرتجف من الخوف.
- صدقت أبوأحمد، والله لا أقدر أن أرفع رجلي من الخوف.
- أنظروا إلي الأعلى شباب، هناك من ينظر إلينا !! إنها إمرأة.
- أين طارق !
- إنها هناك في الأعلى ! أنظروا لشعرها الطويل.
- هل رأيتها يامحفوظ ؟
- نعم !! والله سأموت !! دعونا ننام بالشارع !
- لماذا توقفتم أتبعوني، باقي دورين ونصل إلي غرفتنا.