- ماشاء الله، إنه مزدحم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام، أهلاَ شباب، هل أنتم عرب.
- نعم.
- عذراً لايوجد مكان في صالة الرجال.
- لكن نحن على سفر، أرجوك أنظر هنا أو هناك.
- سأكلم المدير، ربما سيجد لكم مكان في صالة العائلات.
- العائلات !

رحل النادل إلي مبنى الإدارة.

- أبوأحمد، هل تعتقد إنه سيوافق.
- نعم، نحن ضيوف عندهم.

أقبل مدير المطعم.

- أهلا وسهلاً بكم شباب العرب، نضعكم على رؤوسنا.
- أشكرك سيدي، صراحة أخجلتنا.
- تفضلوا، أدخلوا في هذا الممر.

وإذا نحن بصالة العائلات بالدور العلوي، فأجلسنا فس غرفة مغلقة بالستائر.

- دقائق ويأتي لكم الجرسون.
- أشكرك.
- طارق، أنا سأذهب لأغسل وجهي ورأسي، سأضع جل على رأسي.
- وماهو طلبك.
- أطلبوا لي سمك مشوي أو بالفرن، لاتنسى لا أريد مقلي.

ذهبت إلي المغاسل، فغسلت وجهي ورشفت شعري
بالماء، ووضعت عليه بعض الجل وأمشطته، وإذا
بي ألمح كأن أحداً يمر عن يميني، وإذا بفتاة آية من
الجمال باللباس اليمني تنظر إلي، رمت بسهام عينيها
في عيني لحظات، وكأني لمحت خصلة من شعرها
تـدلى على جبهتها، فغشاني الخجل ونظرت للمرآة مرة أخرى.

- سبحان الله، بدأ قلبي يرف.
- أبو أحمد !! أين أنت ؟
- نعم شباب، آسف لتأخري.
- لماذا تأخرت.
- يا الله.. آه .. ماذا أقول لكم.
- ماذا ؟
- وأنا أغسل وجهي، ملاك مـر بقربي.
- تقصد إمرأة.
- نعم.
- ماهذا الكلام أبوأحمد، أنت تقول هذا الكلام !
- ماذا تقصد نعيم ؟
- لم أتوقعها منك !
- طارق، والله ليس بقصد مني، رائحة عطرها أغشى قلبي.
- أستغفر الله، نحن على سفر والله يستر علينا، استغفر ربك.
- صدقت، استغفر الله.. أستغفر الله، لعن الله الشيطان.
- شباب !!
- ماذا نعيم.
- هل صلينا المغرب والعشاء.
- لا !! كيف نسينا.
- هذا هوالشيطان، منظر المكلا وخورها أنسانا الصلاة.
- لو سمحت، كم سيستغرق طلب العشاء ؟
- ربع ساع تقريباً، انظروا عندنا زحمة.
- أوكي هل يوجد مكان للصلاة هنا ؟
- نعم، في هذه الغرفة، يمكن أن تصلي.
- وأين أتجاه القبلة.
- هنا شمال غرب قليلاً.
- شكراً.

أنتهينا من الصلاة وأكلنا العشاء ثم خرجنا من المطعم.

- إنها ذكرى جميلة، لكن ياليت محفوظ معنا.
- صدقت نعيم.
- غريبة لم يتصل بك شاهين.
- سأحاول مرة أخرى.
- ماشاء الله، الناس في إزدياد حول الخور، أنظر إنهم ما أكثرهم.
- هيا شباب نعود إلي سيارتنا، نحتاج إلي الوقود، ثم سننام في الطريق السريع المؤدي إلي الشحر.