تحركت إلي الباب، فأخذ بيدي الحارس الذي
كان معي، وخرجت معه حتى ركبت سيارته.

- أين تريد أن تذهب ؟
- خذني إلي الفندق.
- لماذا تبكي.
- أنا لا أبكي، هذه دموع المسؤلية، لا
أعرف كيف ورطت نفسي في هكذا عملية.. نعيم
ومحفوظ وطارق، المساكين، كانوا يؤدون
أعمالهم ويعيشون حياتهم في خير وسعادة، وأنا
أدخلتهم في هذه التهلكة.

أوصلني إلي أمام الفندق حتى دخلته، وما إن وصلت
باب غرفتي، وإذا بي أسمع بكاء وصراخ لنعيم وطارق، فهرولت إليهم.

- ماذا حدث.. ماذا حدث.. وأين محفوظ !!
- لقد خطفوه !
- من خطفه ؟
- لانعرف أبو أحمد، أنظر لقد تركوا كل ثيابه
في الأرض، لقد أخذوه عريان
- أين كنت يانعيم، ألم أقل لك عينك على محفوظ
بينما يرجع طارق من السوق.
- عامل النظافة طرق الباب وقال إن أحداُ بغرفتي.
- صدقته، فذهبت إلي غرفتي فلم أجد شيئاً، وما
إن رجعت إلي غرفتكم لم أجد محفوظ، هل
تصدق أبو أحمد، فقط نصف دقيقة ويختفي
محفوظ، أيعقل هذا، محفوظ بكل حجمه وجسده يختفي !!
- أن أعرف الفاعل.
- من !! هل الجن ؟!
- لا إنهم المشعوذين والسحرة.

وإذا موبايلي يرن.

- نعم !! ألو !!
- مرحبا.
- من !! أبومراد.
- نعم حبيبي.
- أين أنت ؟
- لاتسأل أين أنا، أسمع ما أقوله لك، إذا رغبت
في إسترجاع محفوظ، أرجع لي مرادي، وأنت تعرفه.
- تقصد الزئبق الأحمر ؟
- نعم، وأنا لم أخلف بوعدي، أنزل بالأسفل
وستجد السيارة التي طلبتها واقفة أمام الفندق، وكل
شئ طلبته من الكويت موجود بداخلها.
- أنت خبيث !!
- لاداعي لهذا الكلام الأن.
- آخخ، أين ستذهب من عذاب ربي.
- المهم، أعرف إنك مراقب من عيوننا، وأين
تذهب نحن خلفك، والملتقى حتى تصل
بئر برهوت، وسأكون قريباً منك، وأي
حركة منك أو خيانة سيلاقي محفوظ حتفه.
- مجرم !
- أحسبها مثل ماتريد، أنا أريد الزئبق وهذا يكفيني.
- وكيف أضمن إنك لن تؤذي محفوظ.
- لك مني إنه سيكون بآمان، لأني سأتركه عند
جماعة في المكلا، وإذا رجعت
أنا بالمراد، سيتركوه، لأني مرؤوس من قبلهم، وهم من يلقي الأوامر.
- من هم ؟ السحرة.
- هذا لايهمك، المهم إنك تؤدي المهمة، ولاتنسى
إننا لم نقصر معك وزودناك بكل ماتريد من
معدات، حتى النقود موجودة بالسيارة.
- لعنة الله على الظالمين.
- ولاتنسى، أنا شاهين، ومراد هو رشيد أبني،
وأبو مراد خادم عندي، ولاتنسى بلغ سلامي لأصحابك طارق ونعيم.

فأغلق الموبايل.

- ياربي !! لقد ضاع عقلي، طارق.. نعيم.. سامحوني أرجوكم سامحوني !
- هل حصل مكروه لمحفوظ.
- لا، لكن كل ماحصل كان بسببي.
- أبو أحمد، نحن الأن في نقة إلا عودة، لنكمل المشوار معاً.
- أشكرك نعيم على قول هذا .
- وأنا معه أبو أحمد.
- أشكرك طارق.. أشكركما إخواني.