- عذراً أخي لقولي هذا، لماذا معاملاتكم تجارية بحتة ؟
- أنت تقيم في شارع سياحي وتسأل عن الأسعار!
- حسناً أنسى الأسعار.
- إلي أين أنت متجه ؟
- إلي داخل السوق.
- أي سوق.
- لا أعرف.. سؤال أخي هل تدلني على عـ..
- أخ !!
- نعم.
- ماهي كلمة السر ؟
- ماذا !!
- بسرعة ماهي كلمة السر! أو أنزل هنا.
فتوقف بجانب الطريق وأعاد سؤاله عدة مرات وأنا مرتبك !!
- أنت فاجأتني، هي تـ.. نعم نعم تذكرت، نتعه، نعم نتعه.
فتحركنا من جديد.
- لو لم تقلها لرميتكم من السيارة.
- لماذا.
- وأنت معنا لاتسأل، فقط أستمع.
فسار بنا حتى دخلنا أحياء قديمة جداً لم أعرف
طريقها أو أرى علامة، وكان تنفسي سريع
وملفت للسمع، حتى ضننت إنه سمع دقات قلبي، والظلام أزداد.
- أنزل !
- إلي أين.
- ألم أقل لك لاتسأل.
- أسف.
- أسمع، إذا دخلت هناك، لن ينفعك الأسف، لاتسأل.
- إن شاء الله.
ظهر أمامي رجل وكأنه باكستاني فمسك بيدي، وسألني:
- ماهي كلمة السر ؟
- نتعه.
فعصب عيوني ومسك بيدي وسرنا لمدة عشر دقائق، حينها
كنت أحاول أركز على روائح الممرات
والدهاليز، لكن دون فائدة، فالغالب عليها رائحة التراب.
- أفتح العصابة ؟
- فإذا بي وسط غرفة صغيرة، والنور ليس قوياً، فقط لمبة في زاويتها.
- هل ستقابل سيدي الصاحب إبن عقيل.
- إذا ممكن.
فإذا به يفتـش ملابسي ويلمس جسدي بدقة.
- أدخل !
فدخلت غرفة بها باب صغير أدخلني إلي
غرفة طويلة، وإذا أرى في طريقي رجال جالسون
، فسلمت عليهم ولم يردوا السلام ! وأنتبهت لرجل
أعطاني علامة كي ادخل من باب آخر، فدخلت، وإذا
أنا في المكان المطلوب، إنه هو، نعم هو بنفسه..
أرى شيخ كبير مستلقي على سرير خشبي، فأقتربت منه..
تجاعيد الزمان تركت أثراً بالغاً في وجهه
حتى أصبح مرعباً، لكن غريبة لا أرى عينيه !
إنه بدون عينين !!
- ماذا تريد ؟
- صوتك ضعيف جداً ياعم؟ لم أسمعك.
- أقترب مني.
فدنوت منه، فهبت من نفسه رائحة العود والصندل، ولمحت أسفل رجليه مبخرة.
- ياعم.. السلام عليكم ورحمة الله.
- وعليك السلام والرحمة.
- الا تخاف ؟
- أخاف !
فمد يده ووضعها على صدري لثواني !!
المفضلات