- أنت تعظمين الأمور، الجن خلقوا كما خلقنا، فقط
إختلاف في التكوين.
- أرجوك بلا فلسفة ولا تحاول تقنعني، أنا لست
عضوة بإحدى منتدياتك أو مؤلفاً من مؤلفاتك، أنا
أخاف حتى من ذكرهم.
- لقد أخبرت أعضاء الفريق إن أول إجتماع، سيكون
الأربعاء القادم.
- مارأيك.
- لا أستطيع إلا أن أقول.. ماذا أقول... وفقكم الله.
- إذاً أعطيني الريموت.
وبدأت التجوال بين قنوات التلفاز.. من قناة إلي
قناة، حتى شدت إنتباهي قناة كانت تعرض فيلما وثائقياً
عن البحر، فصرخت ووقـفت .
- يالله، وجدتها، إنه البحار، البحار.
فدخلت علي أم أحمد الصالة وهي مرعـوبة.
- من هو البحار ؟
- البحار الذي سيكون العضو الرابع.
- حرام عليك، أفزعتني بصراخك، وتقول العضو الرابع.
- نعم أم أحمد، احتاج بحار ليكون رابعنا.
- أووفف، المجانين في راحة.
- المهم، أنا خارج بسرعة، يجب أن أجد بحاراً قوياً وذكياً.
- أين ستذهب ؟
- إلي مرفأ إنزال السفن بالدمام.
- كان الله في عون هذا البحار المسكين، والله
كأني أشاهد حلقة من حلقات السندباد وعلى بابا الخيالية.
فخرجت وتوجهت إلي مرفأ السفن البحري بالدمام، وجلست
أراقب حركة البحارة، وبيدي كوب القهوة، حتى
مضى على الوقت ثلاث ساعات تقريباً.
- هذا.. لا.. نعم هذا، لا هذا، ماشاء الله عليهم، ما أكثرهم.
فأستوقفت أحد البحارة، وكان يبدو خمسينياً، وسألته.
- لو سمحت ؟
- نعم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماهي جنسيات هؤلاء البحارة.
وما إن سألته، حتى أرتعدت فرائصه، وضاعت حلقات عيونه.
- مابك، سألتك، ماهي جنسياتهم.
- أخي، هل أنت من البلدية ؟
- لا، أنا لست من موظفي البلدية.
- إذاً الجوازات ؟
- لا.
- إذاً لماذا تسأل، آه عرفت، انت تريد أن تشتري قارباً للصيد.
- لا يا أخي، أنا أريد بعض الأجوبة.
- إن شاء الله.
- أنت من أي بلد.
- أنا مصري.
- وتعمل هنا منذ مدة.
- أنا صياد قبل ما تولدك أمك.
- تتكلم بجد.
- والله صحيح، أنا صياد، منذ كنت بالأسكندرية في مصر.
- ماشاء الله.
- وتعرف معظم الصيادين الذين يأتون إلي هذا المكان.
- اخي، أكثر الذين يأتون هنا ليسوا صيادين، إنهم هواة.
- هواة !
- نعم.
- تقصد يمارسون هواية الصيد.
- صح، وبقارب ترخيصه للنزهة فقط وليس للصيد.
- الأن وضعت لي النقاط على الحروف.
المفضلات