فتغير وجه البروفسور.
- تقصد برهوت بئر الجن ؟
- نعم.
- لو سمحت يا أخ !!
وإذا به أحد الطلاب يناديني.
- نعم أخي.
- أنت قلت قبل قليل إن المفهوم الأول هو في سرعة صنع الكرسي.
- نعم.
- إذا أنت تقصد إن الكرسي لم يحضر من اليمن، بل صنعـوه بالقدس.
- نعم هذا المفهوم الأول.
- وكيف يتم صنع كرسي كبير كعرش الملوك بطرفة عين.
- سأوضحها لك.
فرجع البروفسور ووقف بيننا مستمعاً من جديد وكذلك فعل أصحابي.
- أسمع أخي، لقد طلب النبي سليمان عليه السلام من المقربين
منه هذا الطلب أيكم يأتيني بعرشها أي أنه يحضر لأستقبال
الملكة بلقيس وليفاجأها بعرش مثل عرشها، فقال لوزيريه من
منكم يقوم بالمهمة ولأوضحها أكثرمثل أن يقول وزير الرياضة
للاعبين من يأتيني بكأس كوريا للكاراتيه، هو يقصد أن يحصد
البطولة وبيده الكأس لا أن يسرقه أي ربما كأس آخر لكن يمثل
البطولة، هل اقتربت الفكرة ؟
-نعم أقتربت.
-وتعرف أخي أن القرآن يتكلم بالفصحى، أي منكم يأتيني
بعرش بلقيس، أي يصنع مثله مائة بالمائة قبل حضورها ليبهره
ا عليه السلام، حتى حضرت ورأته بأستغراب وسألها النبي أهو
عرشك، فقالت كأنه هو، والكاف هنا تشبيهية وتعود للعرش، أي
هو وأنا غير متأكدة.
- أوكي أخي، ماذا قلت أسمك ؟
- أبو أحمد.
- أبوأحمد، وما المقصود بطرف هنا، كيف يصنع النجار والحداد
العرش وبأمر من آصف بن برخية قبل أن يرتد إليه طرفك.
- سؤال جميل.. أسمع أخي، نبي الله سليمان عليه السلام أرسل
أستخباراته ورجاله كي يبحثوا في الأمر ويعرفوا بقرب وصول
الملكة، وكانت الأشارة هنا تشير إلي طرف الشئ، مثلا طرف
ثوب الرجل باللغة الفصحى تعني أثره، وطرف العين أي رسول الشخص.
- لم أفهم ماقلت في الأخير ممكن توضح.
فقاطعنا طارق.
- أعتقد محفـوظ فهم ماقلت، ممكن تعيد الشرح محفوظ،ههههه،هههه.
- أنا أوجه الأجابة إلي أبوأحمد، تفضل اكمل أبوأحمد.
- سأكمل وساوضح أخر فقرة، أسمعوا شباب، طرف العين
أي الشخص الذي يكون طرفاً لعيونك ليتقصى الأخبار، كالمخبر
والرسول، فكان النبي سليمان عليه السلام ينتظر رجله الذي
أرسله وهوطرف عينه، فقال له آصف بن برخية سأصنع الكرسي
قبل أن يعود رجلك أي طرف عينك وقد يستغرف هذا وقتاً قد يكون لأيام.
- وما قصة هذه الأعمدة الخمسة.
- على ما أعتقد إنها أعمدة الشمس والحياة، فالرقم خمسة مقدس عند
السبئيين كما ينظرون لأصابع اليد، فالأيام عندهم فقط خمسة،
ووزراء الملكة خمسة، وتلك الأعمدة ترمز إلي المدد الذي يأتي من
أشعة الشمس إلي الأرض، فيبدأ الأول بتغذية عرش الملكة والثاني
للماء والثالث القوة والرابع الهواء والخامس النور وهوالعلم.
- آه.. والله أعجز عن شكرك، أنا مستمتع بالحديث معك.
- وأنا أحييك.
فمسك بيدي البروفسور وقال لي:
- هل أنت متأكد إنك تريد الذهاب لتلك البئر ؟
- نعم.
- وهل تعرف ماهي المخاطر التي ستواجهك؟
- متوقع ولست أعرف، وهؤلاء هم رفاقي في الرحلة.
- كونوا حذرين ولاتتسرعوا في أتخاذ القرارات، فأنتم من القلائل
الذين حاولوا دخول البئر، فأرجوا الحذر، وأتمنى لكم التوفيق.
- إن شاء الله.
- أنت أغرب شخص أواجهه في حياتي !!
فمسك بذراعي وعانقني بحرارة ثم أفترقنا وتحركنا إلي السيارة.
المفضلات