الشمس إذا سترها السحاب - 6
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
من كنت مولاه فعلي مولاه
في المقطع الاول من هذه الرواية المشهورة هو :
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
أَيُّهَا الناسُ إِنكُمْ فِي دَارِ هُدنةٍ وَ أَنتمْ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ وَ السَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ وَ قَدْ رَأَيتمُ الليْلَ وَ النهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ و يُقَرِّبانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَ يَأتِيانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ فَأَعِدُّوا الجَهَازَ لِبُعْدِ المَجَازِ)
اشاره واضحة بانك وان كنت غافلا عن سير الفلك بك؛ ولكنه بما فيه من شمس وقمر وليل ونهار؛ ياتي احدهم ليدفع الاخر فيحل محله؛ وبهذا التناوب كالسكين العاملة في سنام البعير يقطعان من عمرك سريعا ويسيران بك نحو حفيرتك؛ فانت بين قبرين الاولى رحم امك ؛ ومنها يدفعانك الشمس والقمر نحو قبرك الثاني وهو رحم الارض حيث هناك ملحودتك ؛ فهل ان التارك للجهاز والاستعداد عاقل؟! والسير به سريعا وان تغافل عن مصيره المحتوم :
الكافي 1 11 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
3- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا الْعَقْلُ؟؟
قَالَ: مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَ اكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ .
قَالَ قُلْتُ فَالَّذِي كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ؟؟
فَقَالَ: تِلْكَ النَّكْرَاءُ تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ وَ هِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَيْسَتْ بِالْعَقْلِ
فهل نملك العقل ام النكراء المعشعش في صدر معاوية ؟
وهل لو كان عندنا سلطان معاوية لسلمناه
لامير المؤمنين عليه السلام بتمام التسليم ؟!
انظر وتدبر حالك من الصباح الى الليل هل كنت تكتسب الجنان وتعبد الرحمن ؟!
فان قلنا نعم كذبتنا انفسنا وضمائرنا ؛ وان قلنا لا؛ فكيف؟ ولماذا؟ والى متى هذا التغافل عن الاستعداد للموت؟!
وكيف له بالاستعداد ان لم يعرف الدليل للسير نحو المصير المحتوم ؟
لان الاخرة لها سعيها الخاص بها ولا ينفع لها كل سعي وكيفما احببنا كما احب ابليس ان يسجد كيف ما احب فطرد من الجنان وهوى في النيران :
وَ مَنْ أَرادَ الآخِرَةَ وَ سَعى لَها سَعْيَها وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19)(الاسراء)
اذن ان للاخرة سعيها الخاص بها ولابد ان هناك دليلا ومرشدا يختاره الرحمن لنا ليسير بنا ويعلمنا السعي الصحيح؛ وهو الامام الذي اختاره لنا ربنا تعالى :
وَ رَبُّكَ يَخْلقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)(القصص)
المقطع الثاني
المفضلات