معلمة الصف


دخلت المدرسة ، الكل يتحدث في همس .. الموقف غريب ، وعجيب بالنسبة لبعضهن ، والبعض الآخر أعتاد هذا الحال منذ فترة طويلة ... حملت حقيبتها وأعادت جمع خصلات شعرها المنسدل على وجهها بطريقة سريعة

ذهبت إلى الفناء الداخلي للمدرسة .... وما أن وصلت حتى فاجأتها صديقتها ( روان ) قائلة :
وفاء ... أتعلمين ماذا جرى ..؟
لقد سأمت من تصرفاتها الطائشة والفضولية ، فتنهدت وهي تقول :
لا ... ما هي أخر الأخبار لديك يا روان ...؟
لقد سمعت المعلمة سميرة تقول للمعلمة أريج ، بأن المعلمة أسماء في أجازة استثنائية طويلة... وربما أنها لن تنتهي ، لذا سيجلبون لنا معلمة غيرها ، ولقد سمعت من المعلمة فوزية بأن المعلمة ..

روان ... كفاك حديثاً ، أرجوك دعيني وشأني ، الإ تكتفين من التصنت عليهن ،
وهل بهذا الأمر شيء ...؟؟
نعم إنه عيب كبير لقد نهانا الإسلام عن التجسس على حديث الآخرين ، أنها مبادئ ديننا الحنيف
أوه .. ما بك ..؟ دائماً تغالطين أفعالي وتنتقدين تصرفاتي ... أهذا جزائي ؟ بان أخبرك بهذا الأمر الهام ...
أرجوك يا روان .. افهميني جيداً ..!
أرجوك أنت توقفي ، سوف أذهب قبل أن تطرحي فلسفتك المملة ... ذهبت عنها ، تعجبت من كلامها ولكنها لم تبالي كثيراً
دخلت إلى الفناء الداخلي ، المكان هادئ للغاية ، الكل منشغل بأعماله وواجباته ، وجدت زميلتها نوال ، قابعة في مكانها ...
بصمت اقتربت منها قائلة :
صباح الخير ، كيف حالك اليوم ، سمعت بأنك مريضة يوم أمس؟
كيف تجري الأمور ... الآن هل أنت بخير...
تطلعت إليها ثم قالت بلا مشاعر :
لا بأس ... أفضل من ذي قبل ...
ما بك يا نوال ... صوتك قد تغير بعض الشيء
لا ... ليس هناك من شيء ... أنني بخير...
جلست بقربها ، نظرت إليها ملياً ثم قالت :
ما بال عينيك متورمتان هكذا ...؟
مسحت بيدها الدموع التي انسكبت ، وأشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى ...
تعجبت منها وفاء كثيراً ، ثم قلت بهدوء:
ما بك يا نوال ، ماذا حصل لك ... أراك حزينة ومتعبة بشدة هل بالأمر شيء ..؟؟