و بدأنا معهن الحوار التالي الذي أعدته :
الشاعرة \ امل الفرج , وأدارته : زكية أبو الرحي ,
بمشاركة بقية الموجدات,
1/ كجزء لا يتجزأ من مجتمعنا ,
كيف ترون الوضع الراهن الخاص بكن في مجتمعنا ؟
تقول زهراء الضامن كأجابة على هذا السؤال :
في الماضي كان الوضع مختلف ,
من حيث المعاملة ونظرة الناس إلينا كمكفوفات ,
حيث كانت نظرتهن اقرب الى الشفقة
منها إلى اعتبارنا اشخاص عاديين
مثلنا مثل أي شخص طبيعي ,
كما أن الأهل أنفسهم كانوا يخفون ابنائهم المكفوفين
و يخجلون من اظهارهم للمجتمع –
حالياً اصبح الوضع افضل حالا وبات المكفوف يخرج
و يختلط و يأخد نصيبه من الدراسة
ومن كل جوانب الحياة المختلفة ,
غير أننا لم ننصف بعد خاصة من جانب الدراسة ,
2/ ماهي تطلعاتكم ورؤاكم المستقبلية ؟
أجابت عن هذا السؤال : بيان زيمور
حيث قالت :
أنها تتمنى وجود مجالات أخرى في الدراسة
مثل المحاماة و الأعلام ,
تماما كالدول الأخرى ,
وايضا توسيع مجال عمل المرأة و المكفوفة بالذات ,
تقول إحداهن :
من الإجحاف بحقنا , خاصة في الأقسام الأدبية
أن لا يكون هناك تخصص سوى:
في العربي , التاريخ , التربية الخاصة ,
و الزيمور تناشد مجدداً بوجود تخصصات أكثر ,
فما لدينا محدود جداً ,
ودراسة القانون أصبح من متطلعات المرأة في المنطقة ,
وتضيف أخرى :
حتى مع وجود مثل هذه المجالات ,
وغيرها كإصلاح الكمبيوتر , والعلاج الطبيعي ,
فأن الدراسة لا تغني ولا تسمن من جوع مالم تنتهي بتوظيف
يتوج هذه الدراسة و يختمها بالنجاح ,و مواصلة الطريق ,
3/ تحملن أرواح مبدعة جداً ..
هل أنتن راضيات عما أنجزتموه في مسيرة حياتكن ؟
تسلمت مهمة رفع الستار عن هذا السؤال
الطالبة بجامعة الملك سعود : نعمة الرضوان ,
تربية خاصة سنة ثانية _
تقول نعمة : أنا راضية عن نفسي تمام الرضا ,
و سأكمل للأخير دون تردد أو تراجع ,
وتضيف :
ان وجودي في الجامعة يجعلني في قمة الــ \ونااااااااسة \
, كما انه اثر في نفسيتي و شخصيتي ايجابيا و بشكل كبير ,
فقد أصبحت اجتماعية اكثر ,
فقبل دخولي الجامعة كنت قليلة الكلام ,
والجامعة أعطتني فرصة الكلام والتخاطب مع أكبر عدد من الناس ,
أصبحت أتحاور و أناقش , شخصيتي باتت قوية ,
قراراتي أصبحت انا المسؤولة عنها وأتخدها بنفسي ,
كما وأحب التشاور والاستماع إلى نصح الأخرين ,
سألتها زكية عما إذا كان في استطاعتها التجول في الجامعة بمفردها
مع الأخذ بالأعتبار مدى أتساع جامعة الملك سعود ,
فأجابت نعمة :
بالتأكيد لا و معي مرافقات حالياً ,
ولكن الجامعة تدرس برنامج لمساعدة المكفوفات
لتجد طريقها بنفسها,
تشعب الموضوع هنا ,
فتبين أن من بين الحاضرات ,
بعض المكفوفات اللواتي يملكن ميزة السير لوحدهن ,
وحتى القدرة على وصف العناوين بدقة ,
.
.
حديث وجود التمايز والقدرات والفروق الفردية,
أستحضر سؤال أخر لم يكن ضمن المحاور الأساسية
و هو تفسير لمقولة يعرفها الجميع ويؤمن بها كثيرون جداً :
فغالباً مايقال بأن الكفيف يسمع بشكل أكبر من الإنسان العادي ,
أجابت على هذا السؤال الأستاذة :أحلام العوامي , تقول أحلام:
أعتقد أن هذه المسألة خاطئة جداً ,
فكلنا نسمع وكلنا نشم , وكلنا نلمس ,
ولكن الفرق أو مايجعلها أقوى عندي واقل عند غيري ...
هو اني تعودت على توظيف هذه الحاسة و تنميتها –
فكوني تعودت التعرف على الأشياء حولي من خلال السمع
جعلها اقوى عندي وإلا فأن السمع واحد لدينا جميعا
لا فرق بين المكفوف او الشخص المبصر-
فقط اعتماد المبصر على عينيه جعله لا يوظف سمعه بشكل اكبر
كما يفعل المكفوف...
وكلما عود الكفيف من الصغر على تنمية حواسه و توظيفها
كلما اصبح مؤهلا لخوض الحياة بكل صعوباتها لاحقاً ,
وتضيف أحلام :
البعض منهم لشدة أهمالهم أو أهمال الأهل خاصة لتنمية حواسهم ,
يأتون إلى المركز دون القدرة على المشي ,
فمن شدة حرص الأهل و عنايتهم بابنائهم المكفوفين
والتعامل الخاطئ معهم على انهم حالات خاصة
لا يجب ان نتركها تعيش حياة طبيعية
فأنهم مستقبلا يفشلوا في مواجهة الحياة –
اتتنا قبل سنوات فتاة مكفوفة
وتعجبنا وجودها على كرسي مودولب الخاص بالمعاقين جسدياً,
حين سألنا أمها عن علتها قالت : أنها لا تعاني من شيء ,
فسألناها عن سبب وجودها على هذا الكرسي
مادامت سليمة جسدياً..؟؟
فكان جوابها كالصاعقة حيث قالت :
ليش وهل الأعمى يمشي ؟؟؟
تخيل , هذا وهي ام متعلمة و يفترض أن تكون لها دراية بحالة أبنتها ,
فكيف نعتب على جّهال المجتمع الذين يسيئوا في تعاملهم مع المكفوفين ,
كانت عضلات البنت متيبسة بل متحجرة ,
وتطلب الأمر منا قرابة الثلاث سنوات لنساعدها على المشي ,
وبعون الله تمكنت حاليا من السير بمفردها كأي إنسان طبيعي _
هذا اثبات ان الكفيف إنسان عادي و طبيعي جدا
لا يملك حاسة يستفرد بها عن بقية البشر ,
فقط هو يوظف حواسه الأخرى اكثر من البصير
لتعينه على شق طريقه في الحياة ,
4/ هلا تحدثت كل واحدة منكن عن مهاراتها الخاصة ؟
زهراء الضامن اجابت اولا ,
وكانت كما شهدت لها المسؤولات عن المركز
وكل من عرفها من الموجودات (مركز تجمع مواهب),
فإلى جانب الأنشاد الذي تبدع فيه و تحبه ,
فهي موهوبة من عدة جوانب منها :
الأعمال اليدوية , كتابة القصص القصيرة ,
كما و أشادت إحدى المرافقات لهن بأن زهراء مبدعة جداً في اللغات ,
حيث أنها تجيد الأنشاد بالهندي والفارسي ,
وبطلب من الأخوات انشدت زهراء
ومرة اخرى أنشدت باللغة الفارسية ممزوجة بالعربية
أنتقل المايك إلى نعمة :
والتي لم يكن نصيبها من المواهب أقل من صاحبتها ,
حيث تبدع في الأنشاد كونها صاحبة صوت شجي و جميل جداً
بشهادة من سمعها ,
أضافة لهذا , فهي تملك موهبة كتابة الخواطر
والتي لا تفكر ابداً في نشرها بأعتبار أنها تعبير شخصي عن ذاتها
لا تحب أن يقرءاه الآخرون ,
بطلب من الجميع , لبت نعمة رغبتنا لسماع صوتها ,
فأمسكت المايك , و أنتصبت واقفة ,
وراحت تحاول التفتيش في ذاكرتها عن أنشودتها
التي ستطربنا بسماعها ,
فوقع اختيارها على أنشودتها المفضلة
وكأنها تنبأت بحاجتنا لملامسة سحر صوته
لنغرق في محراب القداسة معاً ,
في وقفة لنا جميعاً في حرم الله , لن ننساها ماحيينا ,
فتدفقت الكلمات الشجية ,
تداعب أوتار الجسد والروح ,
لتنثر العين دررها ,
و ينحني القلب خجلاً ,
و تصغي الأذان لذلك الصوت القادم من حنجرة..
لا تعترف بالمستحيل .
.
وما أجملها من ترنيمة
نطق بها قلب يبصر الله أينما كان ,
ليست العين وحدها دليلنا إلى الجمال
بل و ما أجمل تلك الأشياء التي نستدل عليها بالحب ,
بالتأمل ,
بالأستغراق ,
بالسكر ,
قلب المؤمن دليله ,
ومهما كان محروماً هذا المؤمن من نعم يمتلكها غيره ,
تراه لا يقف ولا يقنط من رحمة ربه ,
فأينما تولي وجهك ,
سترى أثار رحمة الله في كل مكان ,
فإينما اكون ,
و كيفما كنت ,
يكفيني أن الله موجود ,
إحساسي بهذا الوجود..
كفيل بأن أطمئن بأني لن أضيع ..
ولن أتوه ,
.
.
.
ومن ألحان نعمة ,
أنتقلنا إلى صوت مبدع أخر : رقية امسيبيح ,
خلود أيضاً كاتبة ويستهويها الشعر وكتابة الخواطر
شدونا مع صوت : زينب الناصر ,
.
.
وختمنا هذا السؤال بصوت الطفولة
الذي أنطق فينا الفرح و ذكريات الأمس : فاطمة الفرج :
طفلة ترسم بفرشاة الفرح لوحات غدها .
ليكون الغد مشرقاً , و تكون سماءه صافية
تغرد فيها الطيور ,
ولا تسكنها الغيوم والدخان:
.
.

.
.
الطفلة فاطمة , مبدعة في الأنشاد أيضاً ,
وتتميز بمعرفتها لأناشيد باللغة الأنجليزية ,
_
.
.
.
هنا طرحت أحدى كوادر بيت الحكمة سؤال للمكفوفات ,
خارج المحاور الأساسية أيضاً
وبما أنه متعلق بالقدرات والمواهب
فقد أقتضى طرحه تعقيباً على هذا السؤال : تقول زينب العلي :
نعرف أو نسمع أن بعضكن يجدن التعامل مع الأنترنت ,
فهل فيكم من تتعامل مع الأنترنت ,
و كيف يكون ذلك ؟؟؟
أجابت الكثيرات منهم بالأيجاب ,
و لكن تولت مهمة الأجابة تحديداً عن هذا السؤال الأستاذة أحلام :
تقول : نعم , كثيرات من المكفوفات أصبح لهم تعامل مع الأنترنت
و مشاركات في المنتديات أيضاً
, فجاء السؤال : كيف تتم المشاركة ,
فأضافت أحلام : هناك جهاز خاص بالمكفوفين أسمه قارئ الشاشة ,
يقرأ لك كل شيء في الشاشة
ويساعد المكفوف على المشاركة في المنتديات ,
والرد والتعليق وغير ذلك ,
غير أن هذا الجهاز باهظ الثمن ,
وقليلون جداً من يملكونه ,
فأقل سعر له مابين السبعة والثمانية ألاف ,
ومعظم الأسر لا تستطيع توفيره,
هنا علقت أحداهن بسخط و غضب :
( دائما أشياء المكفوفين غالية الثمن ) ,
فأجابتها نعمة بتفائل : ( الغالي للغالي , ولا تزعلي ,)
.
.
.
وما أجمل أرواحهم وهي تتقبل الحياة
و تعطي أنفسها مبررات و محامل ...
تساعدها على المضي دون يأس أو كلل ,
.
.
وقد وعد بيت الحكمة المكفوفات
بدراسة هذا الوضع مستقبلا _!
وقد يوفرن جهاز في البيت ,
يضاف إلى أجهزة الكمبيوتر المتوفرة حالياً لرواد البيت
و المستفيدين من خدمات النت التي يقدمها لزواره,
ليتمكن المكفوفين من الحضور أيضاً
و الأستفادة بدورهم من هذه الخدمة متى شاءوا _
8/ من المسؤول عن التهميش الإعلامي لمسيرة المكفوفات
إن كان هنالك تهميش فعلاً ؟
الأعلام نفسه هو المسؤول ,
فهو لا يعطينا فرصتنا للبروز والظهور
بشكل منصف كبقية الناس
9/ اأثبتن أنفسكن بجدارة ..
من الداعم لكل واحدة منكن ؟
الداعم : الأسرة , وأيضاً الأستاذات ,
11/ تشريفكن لبيت الحكمة شرف لنا ..
هل من كلمة أخيرة ؟
اجابت عن هذا الأستاذة: أحلام العوامي ,
( الكلمة كما وردت مع تصرف طفيف جداً ) :
”بصراحة هذا أصعب موقف,
ولا بد من البسملة ليوم جميل قضيناه في بيت الحكمة ,
بسم الله الرحمن الرحيم ,
سعادة البنات و ضحكاتهم واضحة وجلية ,
وقد نجحت الكوادر في بيت الحكمة اليوم
في العبور إلى أرواح المكفوفات ,
ليعّبروا عن أنفسهم و يبرزوا مواهبهم ,
وهو شيء تمكنتوا من الوصول له في وقت قصير ,
فهو إذن أنجاز عظيم جداً ,
فحتى نحن كأساتذة أنبسطنا جداً , فكيف بالطالبات ,
ولا أعتقد أن الطالبات سينسين هذا اليوم ,
بل سيتذكرونه دائما
و بالتأكيد سيكون هناك تواصل بيننا و بينكم ,
و نتمنى أن يكون هناك تعاون بيننا مستقبلاً بأذن الله ,
فشكراً لكوادر بيت الحكمة عامة وللأدارة خاصة ,
والمتمثلة في أم حسن الفرج ,
و هذا شيء بسيط أحببنا أن نقدمه لكم"
.
.
هنا تقدمت الأستاذة أحلام
بتسليم شهادة شكر من المركز
وقدمتها بأسم الجميع للأستاذة أم حسن الفرج ,
.
.
وتمنى الجميع أن يتكرر اللقاء
و يكون هناك تعاون بين الطرفين مستقبلاً ,
.
.
.
المفضلات