صفــــوى

تعتبر مدينة صفوى من أهم وأعرق مدن المنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي . واحة خضراء هادئه منببسطة على شواطئ ساحل الخط . عايشت وتفاعلت مع أعرق الحضارات وأقدمها . تفجرت من أراضيها أشهر العيون ، كعين (داروش) الجوفية التي اشتهرت بعذوبة وقوة مائها الذي يتدفق منها بغزارة شديدة عبر سبعة أنهر ليسقي واحات ونخيل صفوى ، وكانت تُسمى (عين الصفا) لصفاء مائها ومن إسمها أشتق الإسم الذي حملته المدينة (صفوى). ويُقال أن هذه العين سميت بإسم الملك (دارا يوس) ملك الفرس (521 – 485 قبل الميلاد) (حمد الجاسر – المعجم الجغرافي ، لمنطقة الشرقية – ج3 ص1225).
وأستوطنتها شتى القبائل والشعوب إذ تفاعلت حياتها الزراعية والبحرية والثقافية مع كافة الحضارات المحيطة قديمها وحديثها حتى مطلع عصر البترول والثورة النفطية.
أنعكس ذلك الانفتاح الحضاري على طبيعة سكانها الميالة للتآلف الداخلي والتسامح مع الآخرين والانفتاح على ثقافاتهم إذ شكل سكانها الطليعة الرائدة في الصناعة النفطية ، وبذلك أصبحوا عنصراً مهماً في التنمية الاقتصادية للمملكة وتطورها ، في الوقت الذي كان البعض من سكان الجزيرة العربية يتحفظون على العمل في الصناعة والأخذ بالحضارة الحديثة.
الموقع :

تقع واحة صفوى على الساحل الشمالي للخليج العربي ، وعلى بعد ثلاثين كيلو متر إلى الشمال من مدينة الدمام العاصمة الحديثة للمنطقة الشرقية . وتبعد 14 كيلو متراً إلى الشمال من واحة القطيف الأم ، إذ تفصلها عن القطيف سبخة جافة إلى الجنوب من صفوى ، كما تفصلها سبخة أخرى من الشمال عن ميناء رأس تنورة النفطي. ولا تبعد عن ميناء راس تنورة ومصفاة البترول سوى أقل من 15 كيلومتر.
وتقع صفوى على الخط السريع بين الظهران والجبيل ، ويمر منها طريقاً سريعاً لمرفأ راس تنورة ، ولذلك فقد إكتسبت أهمية متزايدة باعتبارها ممراً رئيسياً لموظفي شركة ارامكو والشركات الصناعية في مدينة الجبيل ، وساهم موقعها في تعريفها بمختلف الفئآت من العمال والموظفين الذين يقصدون الجبيل او الظهران او راس تنورة.
ويكون مدفن جاوان (ياوان) الأثري الأمتداد الشمالي لمدينة صفوى والذي يعود تاريخه إلى 4000 سنة ق.م. إذ دلت المكتشفات الأثرية به إلى وجود ترابط قوي بين سكان المنطقة وحضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة دلمون .
السكان – المجتمع :
تقدر وزارة الصحة عدد سكان صفوى الذين يراجعون الوحدات الصحية والمسجلين في ملفاتها بنحو 25.000 نسمة ، في حين يراجع عوائل موظفي شركة ارامكو وشركات القطاع الخاص المستشفيات الخاصة ، ولا تشملهم إحصائية الوزارة ، في ذات الوقت فإن اوسط التقديرات ترجح أن يكون سكان صفوى قد بلغوا نحو 40.000 نسمة.
- وسكان صفوى في الماضي من المزارعين والبحارين ، وفي الحاضر هم في الغالب من موظفي الشركات الصناعية ، ودخل الفرد في هذه المدينة هو في حدود متوسط دخل الفرد في المملكة بشكل عام.
- ويمتاز أهل هذه المنطقة ، بأريحية عالية ، والمبادرة ، وإمكانية الانخراط في الأعمال الخيرية والتطوعية ، وكذلك اثراء العمل المؤسساتي والجماعي.
- ويُعرف عن أهل صفوى ارتباطهم الشديد بالأعمال الإجتماعي كإقامة الإحتفالات والمناسبات والحضور المكثف في الجنائز والمناسبات الدينية.
- كما يشتهر أهلها بالإعتزاز بالنفس ، بيد أن أهم ما ينقصها وجود عدد كافٍ من الوجهاء والأعيان والمتصدين للشأن العام ، سواء من رجال الأعمال أو العلماء أو المثقفين.

البيوت والعائلات في صفوى

وسكان صفوى يرجعون لعائلات عربية أقحاح ، ومنهم فخوذ لعائلات لها إمتداد في الجزيرة العربية (المملكة ودول الخليج) ، ومنهم :
- آل ابراهيم :
ويعودون لقبيلة (شّمر) في حائل ، وقد نزحوا قبل قرون الى مناطق متعددة في القطيف وصفوى والعراق وغيرها. وتنتمي هذه العائلة الى قبيلة (طي) القحطانية ، التي عرفت فيما بعد بـ(شمر).
- آل المير ، الشرفا ، السادة :
وهي عوائل موسوية قرشية تعود في نسبها الى الإمام موسى بن جعفر الكاظم سابع أئمة اهل البيت ، ومنهم من قدم للمنطقة من البحرين حيث يعيشون هناك.
- الداود :
وتعود الى بني تميم إبن مرّ ويرتفع نسبها الى نزار بن معد بن عدنان ، وأصلها من حوطة بني تميم في نجد.
- آل حبيب :
وينتمون لقبيلة سبيع القحطانية.
- الصادق :
وينتمون لعبد القيس بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
- آل مسلم :
وأصلهم من بني تميم بالحوطة في نجد.
- آل قريش :
وهم أيضاً بطن من بطون سبيع ، وقد قدموا من بيشة قبل 300 سنة. وفي أنساب العرب : أنهم من ثقيف في الطائف بجبال الحجاز.
- آل سعيد :
وهم من شّمر ولها علاقة بقبيلة الظفير بين نجد والعراق.
- آل مرهون :
وهم من العجمان ولها اقارب في البصرة.
- آل خميس :
وينتمون لسبيع ، وقد نزحوا من جداوة واستوطنوا الاحساء فصفوى.
- آل مطيلق نسايب لا ال شلاتي :
من بني خالد ، فخذ المهاشير.
- آل دهيم :
من بني هاجر.
- الزاير ، العجاج ، الصلاح ، الحمدان ، الشلاتي ، اليوسف :
قحطانيون.
بالاضافة الى عوائل أخرى ، مثل :
الكاظم ، البشري ، الأحمد ، الخويلدي ،السيف ، الناصر ، الشاهين ، الدخيل ، الملا ، الخلف ، الطويل ، العصفور ، القصاب ، العباس ، السعيد ، الشرياوي ، الصفواني ، الهاني ، المعلم ، النصفان ، الدرويش ، الفردان ، الفاران ، الغاشي ، العيسى ، العاشور ، الصالح.

وقفة مع الماضي :
عرفت صفوى تاريخاً بعدة أسماء منها : (الصفا) نسبة لعين الصفا والمعروفة اليوم بأسم الداروش كشهرة لها ، كما عرفت بأسم (جونان أو جاوان) نسبة لمدفن جاوان إلى الشمال منها ، وسميت في حقبة أخرى (صفوان) و (صفواء) كما تدل على ذلك المصادر التاريخية.

يقول الشاعر علي بن المقرب العيوني :
والخط من صفواء حازوها فما أبقوا بها شبراً إلى الظهران
ينتمي سكان صفوى المعاصرون في جذورهم إلى قبائل عربية أصيله ذات أصول عدنانية وقحطانية يأتي في طليعتها قضاعة وبنو حفص من بني عبد القيس الذين نزحوا لبلاد البحرين منذ الجاهلية.
تعاقبت على المنطقة شعوب وقبائل كثيرة تنازعت فيما بينها وذلك لما رأت فيها من مرتع خصب للأستقرار من حياة البداوة ، ومصدر غني للحياة البحرية والتجارية . فكانت هنالك علاقات تجارية متطورة فيما بين منطقة البحرين والقطيف بما فيها صفوى من جهة وبين الحضارات المحيطة في بلاد الرافدين والهند بل وحتى شواطئ المتوسط من جهة أخرى ذلك منذ زمن الكنعانيين وسومر مروراً بالعصر الأسلامي .

تاريخياً
أعتمد سكان مدينة صفوى كغيرهم من شعوب منطقة البحرين والقطيف على الزراعة وركوب البحر بقصد الغوص وصيد الأسماك أو التجارة لضمان رزقهم . فصفوى كانت ولا تزال لحد ما من أهم المدن المنتجة والمصدرة للتمور ، وتُقدر كمية النخيل المزروعة والمنتجة في صفوى حتى العام 1970 بـ 50 الف نخلة.
وتزرع في واحة صفوى بعض أنواع الخضار كالطماطم والحبوب ، وقد تلاشت الزراعة منذ السبعينات بسبب استقطاب الصناعة النفطية للمزارعين والعمال ، ولتراجع ايرادات المزارعين ، واضمحلال الثروة المائية التي عرفت بها المدينة ، فقد غار ماء العيون الارتوازية الطبيعية كعين (الداروش) و (الوسطية) و (دويليب) وغيرها بسبب حقن آبار النفط بكميات هائلة من المياه مع نمو صناعة النفط وسوء استغلال المياه والتسيب الغير منظم في حفر الآبار الأرتوازية .
كما أن صفوى كانت ولا تزال من أهم مدن المنطقة الشرقية أنتاجاً وتصديراً للأسماك والربيان (الجمبري) وخاصة لدولتي قطر والكويت ولسائر مناطق المملكة الأخرى .
حتى الماضي القريب أنتشرت في صفوى تربية الأغنام والمواشي والصناعات اليدوية المعتمدة على النخلة وصناعة أستخراج وتجفيف الملح وصناعة الجص والفخار ، إضافة إلى أن شريحة من المجتمع كانت تهتم بتجارة اللؤلؤ والسلوق (الرطب المغلي) والجلود.
مع بزوغ صناعة النفط أكتسبت صفوى أهمية كبيرة وذلك لتوسط موقعها بين مراكز إنتاج النفط وتكريره وتسويقه ، بين الظهران جنوباً والجبيل ورأس تنوره شمالاً . فاتجه سكانها بصناعة النفط وبذلك أصبحوا مع بقية أهالي القطيف في طليعة من ساهم في تجذير صناعة النفط في الخليج والاستفادة من مكتسبات الحركة الصناعية والعمرانية والثقافية التي صاحبت الطفرة النفطية وأن كان ذلك على حساب الحياة الزراعية البحرية التقليدية والتي تراجعت بشكل كبير وملحوظ خاصة في الجانب الزراعي إذ ترك الفلاحون مزارعهم واتجهو للعمل في معامل تكرير النفط والخدمات التابعة لها .
ومع الطفرة النفطية برزت في مدينة صفوى كغيرها من مدن المنطقة الشرقية العديد من الكفاءات الشابة المتعلمة والمتألقة في شتى جوانب الثقافة . ساعد على ذلك انتشار المدارس في المدينة وافتتاح المعاهد والجامعات المتقدمة في المدن الحديثة التي نمت في عهد الطفرة النفطية كالدمام والخبر والظهران .
الانفتاح الذي عايشته مدينة صفوى في ماضيها الزراعي والبحري وحاضرها الصناعي والنفطي أدى لبروز جيل جديد يتميز بالوعي والشعور الأجتماعي الشديد ، ملامحه التآلف والتكافل والتعاون الداخلي ومساعدة الغير ، ولعل أكبر دليل على ذلك هو أنتشار العدد الكبير من المؤسسات الأهلية في البلد والتي تعني بمجمل الشأن الأجتماعي وتهتم بحل المشاكل العالقة أجتماعياً في شتى جوانب الحياة الأنسانية .

الحركة العلمية والأدبية :
كان لهذا الخليط بين حياة الأستقرار الزراعية والصناعية وحركة التجارة مع العالم الخارجي أثره في أنتعاش الحركة العلمية والأدبية في مدينة صفوى وكان ذلك على يد الخطباء ورجال الدين والتجار والمثقفين الذين كان لهم أرتباط قوي وأتصال ملحوظ مع الحركة الأدبية في الدول المجاورة وخاصة البحرين والعراق وإيران إذ أنعكس ذلك على النتاج الأدبي لتلك الفترة .
ونشطت في مطلع الثمانينات حركة الابتعاث العلمي للدول الغربية والامتداد العلمي الديني مع العراق وإيران خلال العقدين الأخيرين .
فقد أرسلت (ارامكو) عدداً كبيراً من موظفيها للدراسة في الولايات المتحدة وبريطانيا كان من صفوى عدداً كبيراً منهم ، كما أُ بتعث عدد آخر من طلاب الجامعات وموظفي القطاع العام لأخذ دورات دراسية في الغرب.
في نفس الفترة نشطت حركة التعليم الديني التي إتخذت طابعاً متنامياً منذ العام 1980 حيث تخصص عدد من أبنائها في دراسة العلوم الدينية ، والتوجه نحو العمل الفكري والثقافي ، فزاد الإنتاج المعرفي لهذه المدينة في مختلف الحقول. كما توسعت حركة التأليف والنشر والخطابة والأمسيات الشعرية والأدبية ، وأفتتحت عدد من المحافل التي تُعنى بالعلم والثقافة.
وتزايدت وتيرة التعليم للجنسين ، وارتفع عدد الطلاب والطالبات الى نحو 9300 طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم العام.
ففي آخر إحصائية لوزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات للعام الدراسي 1419-1420هـ ، تضم صفوى 14 مدرسة حكومية للبنين يدرس فيها 4552 طالباً ، ومدرسة أهلية واحدة تضم نحو 100 طالب.
كما يوجد في صفوى 15 مدرسة للبنات ، تضم 4628 طالبة.
وهناك نحو 650 طالب وطالبة من هذه المدينة يدرسون في مختلف جامعات المملكة بشكل منتظم في حين لايزال ثمة عشرات يواصلون دراستهم الجامعية بطريق الانتساب ، في الوقت نفسه فهناك عدد من الطلبة الجامعيين الذين يدرسون في جامعات أجنبية في الولايات المتحدة وباكستان وسوريا.

معلمون ومعلمات :
يعمل عدد كبير من ابناء مدينة صفوى وبناتها في حقل التعليم ، ومعظم المعلمين في المدارس الحكومية التابعد لهذه المدينة هم من أهلها ، كما يعمل عدد منهم في مدارس مختلفة ، وفي نفس الوقت فإن عدداً كبيراً من المعلمات السعوديات من هذه المدينة عملن لفترات مختلفة في مناطق المملكة ، وخاصة في المناطق النائية.

المدارس في صفوى تبعاً لإحصائية العام الدراسي 1419-1420هـ
أولاً :
المرحلة الإبتدائية – بنين
تاريخ التأسيس عدد الطلاب عدد الفصول اسم المدرسة
1378هـ 501 18 علي بن أبي طالب
1380هـ 398 15 اليرموك
1385هـ 341 11 أبو بكر الرازي
1393هـ 208 10 عبد الرحمن الغافقي
1402هـ 184 9 صفوى الإبتدائية
1408هـ 451 14 ضرار بن الأزور
1413هـ 224 11 حي الزهراء
2307 88 المجموع
ثانياً :
المرحلة المتوسطة – بنين
تاريخ التأسيس عدد الطلاب عدد الفصول اسم المدرسة
1389هـ 317 9 صفوى
1386هـ 398 8 الخوارزمي
1407هـ 341 9 حراء
1412هـ 399 11 الهدى
1455 37 المجموع
ثالثاً :
المرحلة الثانوية – بنين
تاريخ التأسيس عدد الطلاب عدد الفصول اسم المدرسة
1391هـ 498 14 صفوى
1411هـ 220 9 الصفا
1419هـ 316 10 دار العلوم
1034 33 المجموع
رابعاً :
المرحلة الإبتدائية – بنات
عدد الطالبات عدد الفصول اسم المدرسة
607 21 الابتدائية الأولى بصفوى
661 22 الابتدائية الثانية بصفوى
143 6 الابتدائية الثالثة بصفوى
220 12 الابتدائية الرابعة بصفوى
128 7 الابتدائية الخامسة بصفوى
166 11 الابتدائية السادسة بصفوى
263 11 الابتدائية السابعة بصفوى
153 9 الابتدائية الثامنة بصفوى
2341 99 المجموع
خامساً :
المرحلة المتوسطة – بنات
عدد الطالبات عدد الفصول اسم المدرسة
307 10 المتوسطة الأولى بصفوى
399 14 المتوسطة الثانية بصفوى
103 6 المتوسطة الثالثة بصفوى
401 14 المتوسطة الرابعة بصفوى
1210 44 المجموع
سادساً :
المرحلة الثانوية – بنات
عدد الطالبات عدد الفصول اسم المدرسة
761 22 الثانوية الأولى بصفوى
174 7 الثانوية الثانية بصفوى
139 7 الثانوية الثالثة بصفوى
1074 36 المجموع

يتبع