يا عيب الشوم

**ابو طارق** · 04-27-2009, 01:20 PM

يا عيب الشوم! يوسف علاونة

أعتز وأفخر بما عليه حال الرئيس الإيراني الدكتور أحمدي نجاد..هو شيعي وأنا سني، لكني أرفع رأسي به كمسلم لسببين اثنين، الأول لانه يملك حق المفاخرة والمساجلة والمزايدة على كل أمم الأرض، والثاني لانه رجل سيذهب بعد سنوات لكن سيخلده التاريخ، يأتي لدار الحكم ومعه (شطائر) تعدها زوجته في البيت، راتبه الجامعي لا يقبله حارس بناية في بنيد القار.

قدم الرئيس باراك أوباما وزوجته ميتشل كعادة الرؤساء الأميركيين إقرارا خطيا بمجموع ما يملكانه من ثروة قدرت بـ (2،3) مليون دولار!..
الرئيس أوباما بهذه الحالة يمكنه أن يشتري في الكويت بيتا خارج المنطقة المحيطة بالحزام الأخضر في العاصمة، أو حي المزة في دمشق، أو عبدون في عمان، أو حمام الشط في تونس، أو السيب في مسقط!..
أي نجل رئيس دولة عربية يمكنه أن يلعب شهريا بنصف هذا المبلغ.
لعل هذا يفسر بدقة الفارق بين عالمنا العربي وعالم أميركا التي تتلقى منا المساعدات، وتتعرض كل عام أو أكثر لغزو من احدى دولنا، هذا غير أن مبعوثينا الرئاسيين أعانهم الله، هم من يرسمون خرائط الطريق، للتفاهم بين مكوناتها وطوائفها، من مكسيكان وهنود حمر وأنغلو ساكسون وما شابه في خلافاتهم، ونزاعاتهم الطائفية والعرقية التي (تدوش) رؤوس حكامنا وشعوبنا.

يا أخي ذبحونا!..
في تاريخنا القريب نقرأ في مذكرات كتبها المرحوم الحسين بن طلال أنه كان يتمنى الحصول على دراجة هوائية مثل ابن عمه ملك العراق فيصل الثاني!
وعندما تبرع المرحوم عبد الله السالم بمليون دينار لبناء منشية البكري للمرحوم جمال عبد الناصر بنى بها البرج.. وقدروا لشكري القوتلي راتبا بوصفه المواطن الأول في الجمهورية العربية المتحدة بعد أن تنازل عن الرئاسة في سبيل الوحدة، وحسده كثيرون لأنه نال 150 جنيها شهريا!..

شيء مخيف!
في النموذج المسلم أعتز وأفخر بما عليه حال الرئيس الإيراني الدكتور أحمدي نجاد..
هو شيعي وأنا سني، لكني أرفع رأسي به كمسلم لسببين اثنين، الأول لانه يملك حق المفاخرة والمساجلة والمزايدة على كل أمم الأرض، والثاني لانه رجل سيذهب بعد سنوات لكن سيخلده التاريخ، يأتي لدار الحكم ومعه (شطائر) تعدها زوجته في البيت، راتبه الجامعي لا يقبله حارس بناية في بنيد القار، أو الروشة أو دير الغبار (كل عربي يحسبها حسب منطقته ليقارن).
بعد سنوات، وبالعافية، أقنعوه أن يترك شقته ويقطن في فيلا بسيطة بمقاييس صاحب أردأ مصنع (بفك) عربي.. أو إسلامي حتى ما تزعلوا!..
هذا رئيس جمهورية تضم سبعين مليون إنسان ويقطن الشقة، وسترته التي يحبها تجدها في أي سوق طهراني بثمانية دولارات.. وعندما يقسم الوزير في حكومته اليمين القانونية يستدعيه لمكتبه ليحلف بأغلظ الأيمان المعروفة عند المذهب الشيعي، بحق الله وحق محمد وحق آل محمد، والحسين، والعباس، والمهدي، وكل الأولياء المعصومين، والمعصومات، بأنه لن يستفيد فلسا واحدا من الحقيبة التي ولاه إياها.
هذا شخص سينتخبه الإيرانيون مهما كانت سياساته، ووالله لو جاؤوا بسبعين محمد خاتمي وستين مير حسين موسوي لما فازوا عليه، مع الاحترام للاثنين، ولو عدلوا الدستور الإيراني على طريقة الوراثات العربية إياها، لحكم أحمدي نجاد حتى ما بعد أحفاد أحفاده!..
إذا ذهبنا للبعيد فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن ولّي أمر المسلمين أصبح غاديا إلى السوق وكانت على رقبته أثواب، فلقيه كل من عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما فقالا له أين تريد يا خليفة رسول الله؟! قال: السوق، قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟! قال فمن أين أطعم عيالي؟! فقالا نفرض لك ما يغنيك، وجعلوا له ألفي درهم فقال لا تكفي فإن لي عيالا وقد شغلتموني عن التجارة.. فزادوه!..
وحتى تعرفوا قيمة الألفي درهم فإن بئر رومة كانت بـ 12 ألف درهم.. وعليكم الحساب!
في عهد عمر رضي الله عنه ورد عنه: إنه لا يحل لعمر من مال الله إلا حلتين: حلة للشتاء وحلة للصيف، وما أحج به وأعتمر، وقوتي وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم، ثم أنا بعد رجل من المسلمين. وقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه بهذه المناسبة لك من هذا المال ما يقيمك ويصلح عيالك بالمعروف وليس لك من هذا المال غيره!..
بل إنه استفتى سلمان الفارسي إن كان مستحقا لقب الإمارة فقال له: نعم إذا لم تستأثر على الناس بتمرة!.. أما علي فقد سكن منزلا أشبه بالكوخ في عاصمة دولته الكوفة، وهو قبل هذا واحفظوا هذه، اشتغل عند يهودي يسقي نخلات في بستان لليهودي.. أتدرون ماذا كان الأجر؟.. إنه تمرة واحدة لا غير عن كل دلو ينتشله من البئر ثم يدلقه في الحوض المحيط بجذع النخلة!..
كم كان عليّ يحصل بعد يوم عمله الطويل؟!.. خمسون حبة.. ستون.. مائة؟!..
خليكم بالثقافة التي تفهمكم أن الملياردير فلان بخير أكثر من هؤلاء.. حشاهم عن المقارنة!
هل أكتب عن المال السياسي؟!..
هل نقول إننا في زمن ما عاد فيه الفقير يستطيع أن يسهم في الولاية العامة؟!..
يقول لي إخوة لبنانيون: إن المعروض الآن للمشاركة بالانتخابات هو تذكرة ذهاب وإياب وإقامة في فندق محترم.. وفوقها ألف أو ألفا دولار..
هل أزيد؟..
يا عيب الشوم علينا بينما الزعيم الذي يدير وزارته في مدينته المحتلة لديه ويا فضيحتاه ثروة تزيد على ثروة الرئيس أوباما!..
هل أحسدكم؟!
لا والله فوجبة مشويات مشكلة في مطعم الكباب بسوق المباركية (سمّ أي سوق في بلدك أخي العربي) أشهى وألذ من كل سلطاتكم!..

هو كما وردني بالايميل