حمام أبو لوزة

من كوني أسكن قريب جدا من هذا الحمام فقد عشته و سبحت فيه و أعرفه عن ظهر قلب، لذلك سوف أروي لكم عن تفاصيل حجمه و عدد غرفه و غالبية من يورده من أجل السباحة

و هذه صورته كاملا دون نقصان:



هذا هو كامل مبنى الحمام أبو لوزة و لا غيره

مكوناته من الغرف و عددها أربع و مسجد:

الغرفة الأمامية و كما تظهر هنا قد تهدمت و بقي آثارها و هي مخصصة لاستعمال دواء الحمام لنزع الشعر الغير مرغوب فيه

و هذا الدواء يتكون من مسحوق النورة مخلوط بمسحوق مادة الزرنيخ وهي مادة حارقة تخلط ببعضها و تعجن بالماء بواسطة عصا أو ما شاكلها و يوضع المعجون على الموضع لانتزاع الشعر

جاء بعده النير و الأمواس و اختفت هذه الخلطة العجيبة المحلية رحم الله من كان يصنعها

و الغرفة الثانية و هي الحمامات و هي الغرفة التي في أقصى اليمين داخل و هي صغيرة

أما الغرفة الثالثة فهي هذا الباب الذي أمامك و هو مدخل لغرفة على شكل مستطيل تدخله لترتاح قليلا على دكته المحيطة بكل الغرفة و لهذه الغرفة مآرب أخرى



و من هذه الغرفة تدخل إلى غرفة الحمام الكبيرة الدائرية الشكل التي هي تحت القبة فتنزع ثيابك و تنزل عدة دمجات حتى تصل إلى الماء

و مائه بارد قليلا و لا يجري بقوة فهو هادئ في كل شيء، و لا يسقي كثير من النخيل، فالنخيل المحيطة به غالبيتها تروى من عين الرواسية و القليل جدا يروى منه و من غيره و إليك التفاصيل:
إسمه:
إسمه حمام أبو لوزة لوجود شكل في أعلى القبة تشبه ثمرة اللوز اختفت الآن منه و هو حمام قديم لا أعرف من بناه إنما أنقل إليكم مشاهدة عين في ما قبل نصف قرن من الزمان. أو أكثر

موقعه:

يقع هذا الحمام في منطقة سيحة البحاري غربي قرية الخباقة و هي قرية صغيرة يسكنها أهل التوبي دائما. و يقع الجميع جنوبي مقابر الخباقة [ الحباكة] على طريق الهمال القديم.

من يرتاده:

غالبا من يرتاده هم رجال أهل القلعة و هم أكثر كبار القوم وجاهة آن ذاك في المنطقة. فكل عائلة مالكة تملك العقار و النخيل و السفن الباحرة و كذلك تمتلك في ما تمتلك من البيوت العالية المكونة من طوابق متعددة و المكونة من:

الطابق الأول وغرفه تسمى دور أي جمع دار و في الطابق الثاني غرف تسمى غرف أي جمع غرفة و في الطابق الثالث غرفة أو أكثر و تسمى خلوة وهي عادة للرجل فقط و من يريد من نسائه لذلك اليوم، كما يملكون الخدم و العبيد و أيضا يملكون الجياد من أنثى الحمار و تسمى الأتان و تستعمل للتنقل بها و المشاوير الطويلة و عادة تكون كبيرة الحجم بيضاءاللون مدربة تدريبا جيدا و من الأصائل من نوعها و في مساء كل يوم و بعد أن ينهي أعماله الخاصة يمتطي الأتان و يذهب و بصحبته أصدقائه و أصحابه إلى الحمام أو يلتقي بهم هناك.

و ماء الحمام هذا صحي و معدني و ليس بحار كما ذكرت بل معتدل الحرارة و قد يكون حتى أبرد من غيره من العيون المكشوفة المحيطة به كالرواسية مثلا.



القبة و قد ذهبت لوزتها.


الصالة الأولى و تقع خارج المبنى العام إلى جهة الشرق و في وسطها مجرى ماء من الحمام نفسه و تستعمل للنظافة العامة قبل الدخول إلى المسبح، كنزع الشعر الغير مرغوب فيه بمادة النورة مخلوطة بالزرنيخ كما ذكرت آنفا و يطلق عليها "دواء حمام أونورة". و القدامى لديهم المثل اللي ايقول " الإسم للنورة و القص للزرنيخ" و قد أتى من هذه الخلطة. أكثر ما توجد هذه الخلطة عند دكان بن نور رحمه الله في باب الشمال، و هو مشهور بها.

والصالة هذه هي مبنى مستقل خارج المبنى العام إلى جهة الشرق و هي التي استبدلت وخربت الآ ن باستبدالها بمبنى طابوقي حديث كما يظهر في الصورة.



الحمام و تظهر في المقدمة الجزء الذي استبدل بالبناء الحديث و ليتهم لم يستبدلوه، فقد شوهوه؟

أما الصالة فهي الطويلة التي في مقدمة القبة و المسجد في الخلف. و القبة هي العين.
و الغرفة الثانية مراحيض خلف المبناء إلى الشمال الداخلي لا تظهر في الصورة

و الغرفة الثالثة و هي بالمدخل و هي أيضا واضحة بالصورة بسقف منخفض قبل القبة و بها مدخل الحمام و هي عبارة عن مدخل و قاعة راحة و مجلس تعارف - و صالة [بزنز].

كما أن من يريد الدخول للسباحة عليه أخذ الراحة في هذه الصالة و قد نزع ثيابه إلا الإزار و تركهم داخل الحمام و أخذ يتجاذب الأحاديث العامة و أخبار البلد من سياسة و عقارات و أمور الإقتصاد و يبتاعوا في العقار والأملاك و يشتروا هنا أيضا - و بمعنى آخر فهي (منتدى) للكبار ...

و أخيرا تنتهي هذه المساجلة بأخذ راحة بالسباحة و التمدد و التمغط في داخل الحمام تحت القبة و سط الماء المريح.

إما نحن الأطفال فيسمح لنا بالدخول و الخروج و السباحة دون أي رسميات تذكر
________________

هذا ما كان من أمر الرجال و حمامهم حمام أبو لوزة، لكن لهذا الحمام امتداد يخص النساء فهم لم يكونوا منسيين أبدا حينها فقد أنصفهم الدهر كذلك.

حمام النساء و قد تهدم و تبدو العين التي تغديه على اليمين محاطة بالشبك

إنظروا إلى ما لا تتصوروه من تاريخ اندثر


هذه هي أطلال حمام النساء في الخباقة

فهناك حمامهم يبعد عن حمام الرجال بحوالي 300 متر للشرق في وسط قرية الخباقة و يسمى "حمام النسوان" و هو للنساء فقط و غالبا يوردوه نساء القلعة يأتون إليه مشيا على الأقدام. و هو كما واضح في الصورة لكني لم أدخله إلا نادرا و السبب أن في الخلف منه عين كبيرة مكشوفة تغذيه بالماء. فنحن الأولاد نسبح في العين الرئيسية المكشوفة هذه للشعور بلإستقلالية و الحركة و الإنفتاح الطبيعي.


و هذه هي العين التي كانت تغدي حمام النساء:



كلمة توضيحية،لماذا غالبية من يرتاد هذا الحمام هم نساء أهل القلعة، لأن النساء الأخرى و غالبهن فلاحات يتوفر لهن الماء في سواقيهم و بين بيوتهم و عشيشهم و في كل مكان يذهبون.

و في زيارتي الأخيرة لموقع حمام النساء رايت المنظر الأجمل لهذى الموقع:


مع خالص تحيات: العم أبو سلطان