4 – مقتطف من النص :
((فَاغتمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِندِهِ وَ قلتُ فِي نَفسِي .....
لَوْ تفرَّسَ فِيَّ خيراً لمَا زَجَرَنِي عَنِ الاختِلافِ إِلَيهِ وَ الأَخْذِ عَنهُ فدَخَلتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه واله وَ سَلمْتُ عَلَيْهِ ثمَّ رَجَعْتُ مِنَ الغَدِ إِلَى الرَّوْضَةِ وَ صَليْتُ فِيهَا رَكعَتَيْنِ وَ قُلتُ:
أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ أَنْ تَعْطِفَ عَلَيَّ قَلبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلمِهِ مَا أَهتَدِي بِهِ إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتقِيمِ وَ رَجَعْتُ إِلَى دَارِي مُغتمّاً وَ لَمْ أَختلِفْ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ))
ان الياس اول الخذلان :
وَ لا تيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا القَوْمُ الكافِرُونَ (87)(يوسف)
لو ان عنوان البصري حينما قال له الامام عليه السلام :
(فَقَالَ لِي يَوْماً إِنِّي رَجُلٌ مَطلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ الليْلِ وَ النَّهَارِ فَلا تَشْغَلنِي عَنْ وِرْدِي وَ خُذ عَنْ مَالِكٍ وَ اخْتَلِفْ
إِلَيْهِ كَمَا كنْتَ تَختَلِفُ إِلَيْهِ)
ذهب يائسا ولم يعقب وبقي منطويا على نفسه لما توصل لكل هذه الرحمات المتتالية التي اُمطرت عليه ؛ كما هو حال الكثير من الناس لما يدعو مرات عند حرم الامام عليه السلام ولم يُستجب له يذهب ياسا ويذم هذا ويتذمر من ذاك .
بينما كان فعل عنوان البصري هو الصحيح الناجح؛ لانه اول عمل قام به ذم نفسه حيث قال:
(فَاغتمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِندِهِ وَ قلتُ فِي نَفسِي .....
لَوْ تفرَّسَ فِيَّ خيراً لمَا زَجَرَنِي عَنِ الاختِلافِ إِلَيهِ وَ الأَخْذِ عَنهُ)
وذم النفس اول التواضع للحق والندم اول التوبة ؛وبعدها حلق في اجواء الدعاء طائرا الى حرم
الرسول صلى الله عليه واله الذي هو :
لقَدْ جاءَكمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عنتمْ حَريصٌ عَلَيكُمْ بِالمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ (128)(التوبة)
حيث ان عنوان لما خرج من عند الامام عليه السلام توسل برسول الله صلى الله عليه واله وهذا اسلوب جميل يستعمله كثير من الشيعة لما يوسط في حاجته مثلا
ام البنين عليها السلام عند الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف وبعيد كل البعد ان يخيب .
وعمل عنوان بامر القرآن الكريم عند نزول النازلة في الاستعانة بالصبر والصلاة :
َ اسْتعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنها لكَبيرَةٌ إِلا عَلَى الخاشِعينَ (45)(البقرة)
يا أَيهَا الذينَ آمَنُوا اسْتعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ (153)(البقرة)
وبالنتيجة افلح عنوان البصري في ما سعى مشكورا ؛ وحصل كل تلك النفحات الجعفرية.
وكان دعاء عنوان البصري في غاية الادب حيث لم يطلب الله تعالى ان يرزقه علم جعفرصلوات الله عليه بل قال: من
علمه سلام الله عليه
؛ ثم بين الهدف انه لم يطلب العلم من اجل الدنيا او من اجل الجاه والسلطان وليقول في اندية الرجال انا درست عند حجة الله وامام العصر روحي وارواح العالمين له الفداء
(أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ أَنْ تَعْطِفَ عَلَيَّ قَلبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلمِهِ مَا أَهتَدِي بِهِ إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتقِيمِ وَ رَجَعْتُ إِلَى دَارِي مُغتمّاً وَ لَمْ أَختلِفْ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ)





رد مع اقتباس

المفضلات