التفسير - 18
شكرا لردكم الجميل الذي اسرني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
تفسيرالعياشي ج : 2 ص : 168
فلما أن رأوا إخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من إكرامه و إيثاره إياه عليهم اشتد ذلك عليهم، و ابتدأ البلاء فيهم فتأمروا فيما بينهم و قالوا إن يوسف ....
و أخاه أحب إلى أبينا منا و نحن عصبة، اقتلوا يوسف أو ألقوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوما صالحين، أي تتوبون فعند ذلك قالوا
« يا أَبانا ما لكَ لا تَأْمَنا عَلى يُوسُفَ أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَ يَلعَبْ» قال يعقوب
« إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَ أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ»
حذرا منه عليه أن يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف، و كان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة قال:
فغلبت قدرة الله و قضاؤه، و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و إخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه و لا عن يوسف و إخوته، فدفعه إليهم و هو لذلك كان متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة لموقعه من قلبه و حبه له. فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه إليه و اعتنقه و بكى ثم دفعه إليهم و هو كاره فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم لا يدفعه إليهم، فلما أمعنوا به مالوا به إلى غيضة أشجار فقالوا نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئاب الليلة، فقال كبيرهم « لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ» وَ لكن
« أَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ» فانطلقوا به إلى الجب فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم يا ولد رومين أقرءوا يعقوب مني السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض :
لا تفرقوا من هاهنا حتى تعلمون أنه قد مات، قال :
فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا
«فرجعوا إلى أبيهم عِشاءً يَبْكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَ تَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ»
فلما سمع مقالتهم استرجع و استعبر و ذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء، فصبر و أذعن للبلوى و قال لهم
« بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ و ما كان الله ليطعم لحم يوسف
الذئب من قبل أن أرى تأويل رؤياه الصادقة،
قال أبو حمزة ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع
المفضلات