مقتطف – 9
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَيْسَ العِلمُ بِالتعَلُمِ إِنَّمَاهُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلبِ مَنْ يُرِيدُ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ العِلمَ فَاطلُبْ أَوَّلا فِي نَفْسِكَ حَقِيقَةَ العُبُودِيَّةِ وَ اطلُبِ العِلمَ بِاسْتِعْمَالِهِ وَ اسْتَفهِمِ اللهَ يُفهِمْكَ))
مما يجب ان يعلمه الموالي لاهل البيت عليهم السلام هو ان هناك نوعين من العلم نوع وهو المتعارف عليه وهو العلوم المادية التي تعتمد على جهد الانسان في تعلم ذلك العلم باذن الله تعالى سواء كان بالابدان او العلوم الاخرى والنوع الاخر هو العلوم الروحانية التي هي علم الاديان وهذه لا ينفع فيها الجهد مهما كثر وزاد ان لم يكن هناك تسديد من الله تعالى لان هذا العلم هو من الله تعالى وهو له فكيف يمكن ان نجهد في فهم ما لايريد ان نفهمه منه وان لم يكن تسديد من الله تعالى فهذا العلم يصبح علما ماديا لجلب المنافع المادية ولذلك قال الامام عليه السلام لعنوان البصري :

(ا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَيْسَ العِلمُ بِالتعَلُمِ إِنَّمَاهُوَ نُورٌ يَقَعُ فِي قَلبِ مَنْ يُرِيدُ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ)
وهذا النور لربما يقع في قلب من تستحقر منظره ورثة ثيابه ولذلك جاء في القران المجيد في سورة الحجرات :

يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى‏ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَ لا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى‏ أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإيمانِ وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) (لحجرات)
فان الله تعالى حسب هذا الامر الواضح البين لايسمح لاي انسان ان يسخر او يستحقر انسانا اخر لانه لا يعلم اهو افضل منه ام لا وعلى هذا فما معنى الاستعلاء على الاخرين الا لاننا لانؤمن بالله واليوم الاخرة ولم نسعى لها سعيها ونحن بالقران مؤمنون ؛ ومن يستطيع ان يقطع بان الرواية التي قراتها سطع نورها في قلبي انور مما سطع في قلب من اتصور انه اجهل مني لذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله بروايته المباركة المشهورة في كتاب :
بحارالأنوار ج : 97 ص : 47

6- عن كتاب الخصال‏للشيخ الصدوق رحمه الله تعالى :
أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ خَطَبَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله النَّاسَ بِمِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : نَضَّرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا ثُمَّ بَلَغَهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا
فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ
مِنْهُ ثَلاثٌ لا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلاصُ الْعَمَلِ لِلهِ وَ النَّصِيحَةُ لأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَ اللُزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِيطَةٌ عَنْ وَرَائِهِمْ الْمُسْلِمُونَ‏ إِخْوَةٌ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ هُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ
وعلى هذه الرواية يجب ان يعتقد كل فقيه لربما من سمع منه الحديث يكون قد قذف في قلبه نور اشرق مما هو في قلب هذا الفقيه وهذه الرواية متسالمة على صحتها وهي مشهورة بين طلاب العلم وفضلائه . وعليه فان تحقير اي مسلم لايجوز كما ورد في كتاب :
الكافي 2 351 باب من آذى المسلمين و احتقرهم .....
2-عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ :
مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً مِسْكِيناً أَوْ غَيْرَ مِسْكِينٍ لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَاقِراً لَهُ مَاقِتاً حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ مَحْقَرَتِهِ إِيَّاه‏

وسائل‏الشيعة 12 267 146- باب تحريم إهانة المؤمن و خذلان...
16273- وَ فِي عِقَابِ الأَعْمَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ:
لا تُحَقِّرُوا مُؤْمِناً فَقِيراً فَإِنَّ مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِناً أَوِ اسْتَخَفَّ بِهِ حَقَّرَهُ اللَّهُ وَ لَمْ يَزَلْ مَاقِتاً لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ مَحْقَرَتِهِ أَوْ يَتُوبَ وَ قَالَ مَنِ اسْتَذَلَّ مُؤْمِناً أَوِ احْتَقَرَهُ لِقِلَّةِ ذَاتِ يَدِهِ شَهَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ