بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد
يعطيك ربي ألف عافية على الطرح الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
سلمت يمناك
موفق بإذن الله
أختك
دمـوع المـاضي
الفصل 10
السلام عليكم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنَّهُ قَالَ :
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ الْبَشَرِ وَ مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
30 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبةعن أبي هارون المكفوف قال : قال
أبو عبد الله عليه السلام :
الحمد سبع آيات .
31 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن صفوان الجمال قال : صليت خلف
أبي عبد عليه السلام
أياما فكان إذا كانت صلاة لا يجهر فيها جهر
ببسم الله الرحمن الرحيم ،
وكان يجهر في السورتين جمعيا .
32 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار
عن أبي عبد الله عليه السلام
قال :
فإذا جعلت رجلك في الركاب فقل :
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والله أكبر .
33- في تفسير علي بن إبراهيم وعن ابن أذينة قال : قال
أبو عبد الله عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أحق ما اجهر به ، وهي الآية التي قال الله عز وجل:
" وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا "
34 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال :
والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنة .
35 - وعن الرضا عليه السلام انه كان يجهر
ببسم الله الرحمن الرحيم
في جميع صلواته بالليل والنهار .
36 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن
جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال :
والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب ؟
37 - وباسناده ( اي صاحب كتاب عيون اخبار الرضا عليه السلام )إلى الحسن بن علي بنفضال عن أبيه قال : سألت الرضا عليه السلام عن
بسم الله ؟
قال : معنى قول القائل بسم الله
أي اسم على نفسي بسمة من سمات الله عز وجل ،
وهي العبادة قال فقلت له : ما السمة ؟ قال العلامة .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد
يعطيك ربي ألف عافية على الطرح الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
سلمت يمناك
موفق بإذن الله
أختك
دمـوع المـاضي
تسلمي كبرياء على التوقيع الحلوو مثلك..----------------
إلهي تركت الخلق طراً في هواكا..~وأيتمت العيال لكـي أراكـا..~فلـو قطعتني بالحـب إربـاً..~لما مـال الفـؤاد إلى سواكـا..~
اللهم صلي على محمد وال محمد
سلمت يمناك خيي اويس
وجزاك الله خير الجزاء
ورحم الله والديك
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم ثبتنا على طريق محمد واهل بيته.
الله يعطيك العافيه اخي
دمت بحفظ الرحمن
لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد
الفصل 11
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنَّهُ قَالَ :
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ الْبَشَرِ وَ مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ
**************************************
38 - في كتاب التوحيد
عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة عن الله عز وجل ، وفيه قال السائل : فما هو ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : هو الرب وهو المعبود وهو الله وليس قولي الله ، اثبات هذه الحروف الف ، لام ، لام ، ها ، ولكن ارجع إلى معنى هو شئ خالق الأشياء وصانعها وقعت عليه هذه الحروف وهو المعنى الذي يسمى به الله والرحمن والرحيم والعزيز وأشباه ذلك من أسمائه وهو المعبود جل وعز .
39 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال وقد سئل ما الفائدة في حروف الهجاء فقال علي عليه السلام ما من حرف الا وهو اسم من أسماء الله عز وجل .
40 - وباسناده إلى هشام بن الحكم انه سأل
أبا عبد الله عليه السلام : عن أسماء الله عز وجل واشتقاقها ؟ فقال : الله هو مشتق من اله ، واله يقتضى مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفروا لم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد ، أفهمت يا هشام ؟
قال قلت : زدني قال لله عز وجل تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها هو اله ، ولكن الله عز وجل معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره ،
يا هشام الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحرق ،
أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتنافر أعدائنا والملحدين في الله والمشركين مع الله عزوجل غيره ؟ قلت : نعم ، فقال : نفعك الله به وثبتك يا هشام ، قال هشام فوالله ما قهرني أحد في التوحيد حينئذ حتى قمت مقامي هذا .
41 - وباسناده إلى عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل قال عليه السلام في آخره : والله يسمى بأسمائه وهو غير أسمائه والأسماء غيره ، وفيه : واسم الله غير الله وكل شئ وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله .
42 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن بسم الله الرحمن الرحيم ؟
فقال : الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله . وروى بعضهم . ملك الله والله اله كل شئ ، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة وفى أصول الكافي مثله سواء .
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 05-11-2009 الساعة 06:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنَّهُ قَالَ :
من كنت مولاه فعلي مولاه
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ (2)
البرهان في تفسير القرآن، ج1، ص: 107
268/ [1]- محمد بن يعقوب:
عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن
أبي عبدالله (عليه السلام)، قال:
«شكر النعمة اجتناب المحارم، و تمام الشكر قول الرجل:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
269/ [2]- الشيخ الفاضل علي بن عيسى في (كشف الغمة): عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال:
«فقد أبي بغلة له، فقال: إن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها، فلما لبث أن أتي بها بسرجها و لجامها، فلما استوى عليها و ضم إليه ثيابه، رفع رأسه إلى السماء، و قال:
الحَمْدُ لِلَّهِ
و لم يزد.
ثم قال: ما تركت و لا أبقيت شيئا، جعلت جميع أنواع المحامد لله عز و جل، فما من حمد إلا و هو داخل فيما قلت».
ثم قال علي بن عيسى: صدق و بر (عليه السلام)
فإن الألف و اللام في قوله:
الحَمْدُ لِلَّهِ يستغرق الجنس
و تفرده تعالى بالحمد.
270/ [3]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن أبي بصير، عن
أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله:
الحَمْدُ لِلهِ قال:
«الشكر لله».
تفسير الصافي، ج1، ص: 83
الحَمْدُ لِلَّهِ: يعني على ما أنعم اللَّه به علينا، في العيون و تفسير الامام عليه السلام عن امير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن تفسيرها فقال:
هو أن الله عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أن تعرف فقال قولوا الحَمْدُ لِلهِ على ما أنعم به علينا.
و في الكافي عن الصادق عليه السلام:
ما أنعم اللَه على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال:
الحَمْدُ لِلهِ الا أدى شكرها.
رَبِّ الْعالَمِينَ:
في العيون و تفسير الامام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني :
مالك الجماعات من كل مخلوق و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون و من حيث لا يعلمون يقلب الحيوانات في قدرته و يغذوها من رزقه و يحوطها بكنفه و يدبر كلا منها بمصلحته و يمسك الجمادات بقدرته و يمسك ما اتصل منا عن التهافت و المتهافت عن التلاصق و السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه و الأرض أن تنخسف الا بأمره.
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-09-2009 الساعة 05:52 PM
الفصل 13
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنَّهُ قَالَ :
من كنت مولاه فعلي مولاه
الرَّحْمنِ الرَّحيمِ (3)
و في العيون و تفسير الامام عن الصادق عليه السلام عن
آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: لقد سمعت
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله يقول:
قال اللَّه عزّ و جلّ: قسمت فاتحة الكتاب بيني و بين عبدي فنصفها لي و نصفها لعبدي و لعبدي ما سأل إذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال اللَّه جلّ جلاله: بدأ عبدي باسمي و حق علي أن أتمم له أموره و أُبارك له في أحواله فإذا قال الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال جلّ جلاله: حمدني عبدي و علم أن النعم التي له من عندي و ان البلايا التي اندفعت عنه فبتطولي أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و ادفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا، و إذا قال
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال اللَّه جل جلاله: شهد لي عبدي بأني
الرحمن الرحيم
أشهدكم لأوفرن من نعمتي حظه و لأجزلن من عطائي نصيبه
التفسير المبين، ص: 2
سورة الفاتحة
و هي مكّيّة سبع آيات
أما
«الرحمن الرحيم
فقد ورد الصادق (عليه السلام ) أنه قال:
«الرحمن» اسم خاص بصفة عامة،
و «الرحيم» اسم عام بصفة خاصة،
أي أن الرحمن اسم علم على ذات اللّه وحده، و لا يطلق على غيره، و لذا تقدم على الرحيم، و لكن صفة الرحمة فيه تعم المؤمن و الكافر من حيث الخلق و الرزق في الحياة الدنيا،
و الرحيم اسم عام حيث يطلق على الخالق. و المخلوق، و صفة الرحمة فيه تختص بالمؤمن المطيع يوم القيامة.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج1، ص: 53
و في من لا يحضره الفقيه «1»: فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا- عليه السلام- أنه قال- بعد أن شرح رب العالمين: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، استعطاف، و ذكر لآلائه و نعمائه، على جميع خلقه.
في تفسير علي بن ابراهيم «2»: في الموثق،
عن أبي عبد اللّه- عليه السلام-،
أنه قال- بعد أن شرح الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ: «الرحمن»، بجميع خلقه.
«الرحيم»، بالمؤمنين خاصة.
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-11-2009 الساعة 07:13 AM
الفصل 14
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله
أَنَّهُ قَالَ :
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
آلاء الرحمن في تفسير القرآن ج1 55
روى الصدوق في الفقيه من كتاب العلل للفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام ) ليس شيء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورةالحمد و ذلك ان قوله عز و جل الحمدُ لِلَّهِ: إنما هو أداء لما أوجب اللّه عز و جل من الشكر و شكر لما وفق له عبده من الخير؛ رَبِّ العالمِينَ : توحيد له و تحميد و اقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: استعطاف و ذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ : اقرار له بالبعث و الحساب و المجازاة الحديث.
270/ [3]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن أبي بصير، عن
أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: الحَمْدُ لِلهِ قال:
«الشكر لله».
و في قوله: رَبِّ العالمِينَ قال: «خالق الخلق. الرَّحْمنِ بجميع خلقه الرَّحِيمِ بالمؤمنين خاصة».
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: «يوم الحساب، و الدليل على ذلك قوله: وَ قالوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ : يعني يوم الحساب». إِيَّاكَ نعْبُدُ: «مخاطبة الله عز و جل و وَ إِيَّاكَ نَسْتعِينُ مثله». اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتقِيمَ قال: «الطريق، و معرفة الإمام».
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ:
في تفسير الامام عليه السلام يعني القادر على إقامته و القاضي فيه بالحق و الدين و الحساب.
و قرئ ملك يوم الدين روى العياشي أنه قرأه الصادق عليه السلام ما لا يحصى.
تفسير الصافي، ج1، ص: 84
و في تفسير الامام عليه السلام عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلم قال:
أكيس الكيّسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت و إنّ أحمق الحمقاء من أتبع نفسه هواه و تمنّى على اللَّه تعالى الأماني، و في حديث آخر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوها قبل أن توزنوا.
أقول: و فيهما دلالة على أن لكل انسان أن يفرغ من حسابه و وزن عمله في دار الدنيا بحيث لا يحتاج إليهما في الآخرة و هو كذلك عند اولي الألباب.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج1، ص: 57
(و في تفسير علي بن ابراهيم : في الموثق، عن
أبي عبد اللّه- عليه السلام- انه بعد أن شرح
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال: يوم الحساب
و في أصول الكافي «3»: بإسناده الى الزهري، قال: كان
علي بن الحسين- عليهما السلام- إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، يكررها حتى كاد أن يموت.
و في من لا يحضره الفقيه : و فيما ذكره الفضل من العلل، عن الرضا-
عليه السلام-، انه قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، اقرار له بالبعث
[و الحساب] و المجازاة. و إيجاب ملك الاخرة له، كإيجاب ملك الدنيا.
قال، أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه-:
يوم الدين، هو يوم الحساب.
سمعت رسول اللّه - صلى اللّه عليه و آله - يقول:
ألا أخبركم بأكيس الكيسين و أحمق الحمقى؟.
قالوا: بلى يا رسول اللّه!
قال: أكيس الكيسين، من حاسب نفسه، و عمل لما بعد الموت. و ان أحمق الحمقى، من اتبع نفسه هواها، و تمنى على اللّه تعالى الأماني.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين! فكيف يحاسب الرجل نفسه؟
قال: إذا أصبح ثم أمسى، رجع الى نفسه، فقال: يا نفس! ان هذا يوم مضى عليك، لا يعود اليك، أبدا. و اللّه تعالى يسألك عنه ، بما أفنيته ؟و ما الذي عملت فيه؟. أذكرت اللّه؟
أحمدته ؟
أقضيت حق أخ مؤمن؟
أ نفست عنه كربته؟
أ حفظته بظهر الغيب في أهله و ولده؟
أ حفظته بعد الموت في مخلفيه؟
أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟
أ أعنت مسلما؟
ما الذي صنعت فيه؟
فيذكر ما كان منه. فان ذكر أنه جرى منه خير، حمد اللّه تعالى و شكره ، على توفيقه.
و ان ذكر معصية أو تقصيرا، استغفر اللّه تعالى. و عزم على ترك معاودته. و محى ذلك عن نفسه،
بتجديد
الصلاة على محمد و آله الطيبين،
و
عرض
بيعة أمير المؤمنين علي- عليه السلام- على نفسه و قبولها لها،
و
اعادة لعن أعدائه و شانئيه و دافعيه عن حقوقه.
فإذا فعل ذلك، قال اللّه- تعالى عز و جل-:
لست أناقشك في شيء من الذنوب، مع موالاتك أوليائي و معاداتك أعدائي.
و في الحديث: إذا قال العبد:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال اللّه تعالى:
أشهدكم كما اعترف بأني مالك يوم الدين، لأسهّلن يوم الحساب، حسابه. و لأثقلن حسناته.
و لأتجاوزن عن سيّئاته).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقدمة – 1 -:
ان هناك تفاسير كثيرة
للقرآن الكريم
ولكل تفسير نوع من انوار تختلف في ظهور النور وضعفه للقراء.
ان قسم من التفاسير ناظرة فقط في جهة الاعراب مثل
املاء ما من به الرحمن او انها في زاوية الكلمة ومعناها ككثير من التفاسير المختصرة ومنها تنظر الى الجانب التاريخي والقصص ومنها تدرس الكتاب المجيد من جهات مختلفة وهناك تفاسير كثيرة تفسر
القرآن الكريم
بروايات
اهل البيت عليهم السلام
لان القرآن الكريم نزل في بيوتهم وصاحب الدار ادرى بالذي فيه
ولكل كاتب هدف يسعى من ورائه .
اما في هذا البحث المفصل نبحث بما استطعنا في التفاسير التي ساذكرها ليعلم القارئ المحترم المصادر التي اراجعها في هذا البحث .
ويكون طريقتي:
البحث عن الروايات الواردة من
العترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين
في كل آية من تلك المصادر المشار اليها؛ واختار من الروايات ما يسهل فهمها ويستوعبها فهمي وفهم امثالي من الساعين وراء
القرآن والعترة سلام الله عليهم .
والهدف من وراء هذا السعي باذن الله تعالى هو :
المقدمة الثانية :
المقدمة الثانية :
الكافي 2 598 كتاب فضل القرآن ..... ص : 596
2-عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
أَيُّهَا الناسُ إِنكُمْ فِي دَارِ هُدْنةٍ وَ أَنتمْ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ وَ السَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ وَ قَدْ رَأَيتمُ الليْلَ وَ النهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ و يُقَرِّبانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَ يَأتِيانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ فَأَعِدُّوا الجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَجَازِ قَالَ فَقَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ فَقَال: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا دَارُ الْهُدْنَةِ؟؟
قَال دارُ بلاغٍ وَ انقِطَاعٍ فَإِذَا التَبَسَتْ عَلَيْكُمُ
الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظلِمِ
فَعلَيْكُمْ بِالقرْآنِ
فَإِنهُ شَافِعٌ مُشَفعٌ وَ مَاحِلٌ مُصَدَّقٌ وَ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الجَنةِ وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ وَ هُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ وَ هُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَ بَيَانٌ وَ تَحْصِيلٌ وَ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بطنٌ فَظاهِرُهُ حُكْمٌ وَ بَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَ بَاطِنهُ عَمِيقٌ لَهُ نجُومٌ وَ عَلَى نجُومِهِ نجُومٌ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَ لَا تبْلَى غَرَائِبُهُ فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ وَ دَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ فَليَجْلُ جَالٍ بَصَرَهُ وَ ليُبْلِغِ الصِّفَةَ نَظَرَهُ يَنجُ مِنْ عَطَبٍ وَ يَتَخَلصْ مِنْ نَشَبٍ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاة قَلْبِ الْبَصِيرِ كَمَا يَمْشِي الْمُسْتنِيرُ فِي الظلُمَاتِ بِالنورِ فَعَلَيْكُمْ بِحُسْنِ التخلُّصِ وَ قِلةِ التَّرَبُّصِ انتهى .
اذن من هذه الرواية المباركة نفهم ان الرسول صلى الله عليه واله جعل القران الكريم هو السبيل الوحيد للنجاة في زماننا هذا وحيث ان القرآن المجيد لاشك ولا ريب يحولنا لفهمه على
اهل البيت عليهم السلام :
بحارالأنوار 89 115 باب 12- أنواع آيات القرآن و ناسخها
5عن كتاب تفسير العياشي:
عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ
(انتهى)
فمن لم يعرف اهل البيت عليهم السلام من القران الكريم ويتيقن بحقهم منه فلابد ان يقع في الفتن كما نجد الكثير الكثير من الجهلاء الذين بدؤا بالمراء في الاندية بجهلهم لانهم لم يعتقدوا بالحق من منبعه وبما رسم لهم من صحيح السبيل :
وَ أَنَّ هذا صِراطي مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)(الانعام )
فلا سبيل للنجاة الا
بالقرآن والعترة سلام الله عليهم
وهذه هي آخر وصية الرسول الكريم صلى الله عليه واله
الكافي 2 414 باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أو ..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي آخِرِ خُطبَتِهِ يَوْمَ قَبَضَهُ اللَهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ:
إِنِّي قَدْ ترَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي
فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنهُمَا لَنْ يَفتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْهِ وَ لا أَقُولُ كَهَاتيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ المُسَبِّحَةِ وَ الوُسْطَى فَتَسْبِقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَا تزِلُّوا وَ لَا تَضِلُّوا وَ لا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَضِلوا .
ولذلك علينا جميعا _لا لفئة خاصة_ فهم القرآن الكريم وكل يستوعبه بحسب وعائه كما في
المقدمة الثالثة :
المقدمة الثالثة :
ان الناس يختلفون في فهم القران وعلومه كما قال الله سبحانه وتعالى :
أَنزَلَ منَ السماءِ ماءً فَسالتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها (الرعد)
تفسير القمي ج ا صفحه 362
وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ
وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْآيَةَ. قَالَ :
أَمَّا مَنْ يَسْجُدُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ طَوْعاً فَالمَلائِكَةُ يَسْجُدُونَ طَوْعاً وَ مَنْ يَسْجُدُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ فَمَنْ وُلِدَ فِي الإِسْلَامِ فَهُوَ يَسْجُدُ لَهُ طَوْعاً وَ أَمَّا مَنْ يَسْجُدُ لَهُ كَرْهاً فَمَنْ جُبِرَ عَلَى الإِسْلامِ ؛ وَ أَمَّا مَنْ لَمْ يَسْجُدْ فَظِلهُ يَسْجُدُ لَهُ بِالغَدَاةِ وَ الْعَشِيِّ .
وَ قَولهُ:
هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمى وَ الْبَصِيرُ
يَعْنِي الْمُؤْمِنَ وَ الْكَافِرَ
أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَ النُّورُ؛ أَمَّا الظلُمَاتُ فَالكُفْرُ وَ أَمَّا النُورُ فَهُوَ الإِيمَانُ
وَ قَولُهُ: أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَة بِقَدَرِها ؛ يَقُولُ :
الكَبِيرُ عَلَى قَدْرِ كِبَرِهِ وَ الصَّغِيرُ عَلَى قَدْرِ صِغَرِهِ
قَولُهُ :اللَّهُ أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً
يَقُولُ أَنْزَلَ الحَقَّ مِنَ السَّمَاءِ فَاحتمَلَتهُ القلوبُ بِأَهْوَائِهَا ذُو الْيَقِينِ عَلَى قَدْرِ يَقِينِهِ وَ ذُو الشَّكِّ عَلَى قَدْرِ شَكِّهِ فَاحْتَمَلَ الْهَوَى بَاطِلا كَثِيراً وَ جَفَاءً فَالمَاءُ هُوَ الحَقُّ وَ الأَوْدِيَةُ هِيَ القلُوبُ وَ السَّيْلُ هُوَ الْهَوَى وَ الزَّبَدُ هُوَ البَاطِلُ وَ الحِلْيَةُ وَ المَتَاعُ هُوَ الحَقُّ قَالَ اللَّهُ:
كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ فَالزَّبَدُ وَ خُبْثُ الحِلْيَةِ هُوَ البَاطِلُ وَ المَتَاعُ وَ الْحِلْيَةُ هُوَ الْحَقُّ مَنْ أَصَابَ الزَّبَدَ وَ خُبْثَ الْحِلْيَةِ فِي الدُنْيَا لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ وَ كَذَلِكَ صَاحِبُ البَاطِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَنتَفِعُ بِهِ وَ أَمَّا الْحِليَةُ وَ المَتَاعُ فَهُوَ الحَقُّ مَنْ أَصَابَ الحِليَةَ وَ المَتَاعَ فِي الدُّنيَا انتَفَعَ بِهِ وَ كَذَلِكَ صَاحِبُ الْحَقِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْفَعُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثال.
وبمنهجيتنا في البحث وهو اختيار الروايات الشريفة في تفسير الايات سوف يسهل باذن الله تعميق الاودية لتستوعب الحق مهما امكن اكثر فاكثر
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والقران الكريم يقول في العلم وفهمه وكذلك الاحاديث
المقدمة الرابعة
وهي الاخيرة
المقدمة الرابعة
وهي الاخيرة
ان العلم ليس بكثرة الحفظ والتعلم بل هو بما يقذفه الله تعالى في قلب الانسان من انوار بما يسمع ويقرء والا فسيكون كما قال الله تعالى :
مَثَلُ الَّذينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمينَ (5)(الجمعه)
وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوينَ (175)
وَ لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَ لكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)
ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَ أَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (177)
مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدي وَ مَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (178)(الاعراف )
وانما العلم بالتقوى تشع انواره كما قال الله تعالى في محكم الكتاب المجيد :
وَ اتقوا اللهَ وَ يُعَلمُكُمُ اللَهُ
وقال الشيخ المجلسي رحمة الله عليه :
بحارالأنوار ج : 69 ص : 249
فالعلم بحقائق الأشياء على ما هو عليه لا يحصل لأحد إلا بالتقوى و تهذيب السر من رذائل الأخلاق قال الله تعالى:
وَ اتقوا اللهَ وَ يُعَلمُكُمُ اللَهُ و لا يحصل التقوى إلا بالاقتصار على الحلال و الاجتناب عن الحرام و لا يتيسر ذلك إلا بالعلم بالحلال و الحرام فمن أخبر عن شيء من حقائق الأشياء و لم يكن عنده معرفة بالحلال و الحرام فهو لا محالة كذاب يدعي ما ليس له
ملاحظة :
لما يقول المجلسي رحمه الله تعالى هنا الحلال والحرام لا يعني الاكل والشرب فقط كما قد يتصوره البعض وانما يعني في كل نواحي الحياة كالنظر الى ما حرم الله تعالى والتكلم بغير حاجة مع نواميس الناس وكل شيئ محرم يرتكبه الانسان تاركا الحلال .
بحارالأنوار ج : 1 ص : 225
17- أَقُولُ وَجَدْتُ بِخَط شَيْخِنَا الْبَهَائِيِّ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ مَا هَذَا لَفْظُهُ
- ان هذه الرواية من الروايات التي يعتمد عليها كثيرا العلماء المهتمين بالسير والسلوك الى الله تعالى- :
قَالَ الشيْخُ شَمْسُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيٍّ نَقَلتُ مِنْ خط الشيْخِ أَحْمَدَ الْفَرَاهَانِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عُنْوَانَ الْبَصْرِيِّ وَ كَانَ شَيْخاً كَبِيراً قَدْ أَتَى عَليْهِ أَرْبَعٌ وَ تِسعُونَ سَنَةً قَالَ كُنتُ أَختَلِفُ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سِنِينَ فَلَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عليه السلام المَدِينَةَ اختَلفتُ إِليْهِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ آخُذَ عَنهُ كَمَا أَخَذتُ عَنْ مَالِكٍ فَقَالَ لِي يَوْماً إِنِّي رَجُلٌ مَطلُوبٌ وَ مَعَ ذَلِكَ لِي أَوْرَادٌ فِي كلِّ سَاعَةٍ مِنْ آنَاءِ الليْلِ وَ النَّهَارِ فَلَا تَشْغَلنِي عَنْ وِرْدِي وَ خُذ عَنْ مَالِكٍ وَ اخْتَلِفْ
إِلَيْهِ كَمَا كنْتَ تَختَلِفُ إِلَيْهِ فَاغْتَمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِندِهِ وَ قلتُ فِي نَفسِي .....
تتمة المقدمة الرابعة :
فَاغتمَمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِندِهِ وَ قلتُ فِي نَفسِي .....
لَوْ تَفرَّسَ فِيَّ خيراً لمَا زَجَرَنِي عَنِ الاختِلافِ إِلَيهِ وَ الأَخْذِ عَنهُ فَدَخَلتُ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه واله وَ سَلمْتُ عَلَيْهِ ثمَّ رَجَعْتُ مِنَ الغَدِ إِلَى الرَّوْضَةِ وَ صَليْتُ فِيهَا رَكعَتَيْنِ وَ قُلتُ:
أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ أَنْ تَعْطِفَ عَلَيَّ قَلبَ جَعْفَرٍ وَ تَرْزُقَنِي مِنْ عِلمِهِ مَا أَهتَدِي بِهِ إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتقِيمِ وَ رَجَعْتُ إِلَى دَارِي مُغْتمّاً وَ لَمْ أَختَلِفْ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لِمَا أشْرِبَ قَلبِي مِنْ حُبِّ جَعْفَرٍ فَمَا خَرَجْتُ مِنْ دَارِي إِلا إِلَى الصَّلاةِ المَكتوبَةِ حَتى عِيلَ صَبْرِي فَلَمَّا ضَاقَ صَدْرِي تَنَعلتُ وَ تَرَدَّيْتُ وَ قَصَدْتُ جَعْفَراً وَ كَانَ بَعْدَ مَا صَليْتُ العَصْرَ فَلَمَّا حَضَرْتُ بَابَ دَارِهِ استأذَنتُ علَيْهِ فَخَرَجَ خَادِمٌ لَهُ فَقَالَ: مَا حَاجَتكَ ؟؟
فَقلتُ السَّلامُ عَلَى الشَرِيفِ
فَقَالَ:
هُوَ قَائِمٌ فِي مُصَلاهُ
فَجَلَسْتُ بِحِذَاءِ بَابِهِ فَمَا لَبِثتُ إِلا يَسِيراً إِذ خَرَجَ خَادِمٌ فَقَالَ :
ادْخُلْ عَلَى بَرَكَةِ اللَهِ فَدَخَلتُ وَ سَلمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلامَ وَ قَالَ اجْلِسْ غَفَرَ اللهُ لَكَ .
فَجَلَسْتُ فَأَطرَقَ مَلِيّاً ثمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وَ قَالَ أَبُو مَنْ ؟
قُلتُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
قَالَ :ثَبَّتَ اللهُ كُنْيَتَكَ وَ وَفَّقَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ.
مَا مَسْأَلَتُكَ ؟؟
فَقلتُ فِي نَفسِي لَوْ لَمْ يَكُنْ لِي مِنْ زِيَارَتِهِ وَ التسْلِيمِ غَيْرُ هَذَا الدُعَاءِ لَكَانَ كَثِيراً ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ثُمَّ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ؟؟
فَقلتُ سَأَلتُ اللهَ أَنْ يَعْطِفَ قَلبَكَ عَلَيَّ وَ يَرْزُقَنِي مِنْ عِلمِكَ وَ أَرْجُو أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَجَابَنِي فِي الشرِيفِ مَا سَأَلتُهُ فَقَالَ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ لَيْسَ العِلمُ بِالتعَلُمِ إِنَّمَا هُوَ
نُورٌ
يَقَعُ فِي قَلبِ مَنْ يُرِيدُ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ فَإِنْ أَرَدْتَ العِلمَ فَاطلُبْ أَوَّلا فِي نَفسِكَ حَقِيقَةَ العُبُودِيَّةِ وَ اطلُبِ العِلمَ بِاسْتِعْمَالِهِ وَ اسْتفهِمِ اللهَ يُفهِمْكَ .
قُلتُ يَا شَرِيفُ فَقَالَ:
قلْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ.
قُلتُ :يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا حَقِيقَةُ الْعُبُودِيَّةِ؟؟
قَالَ: ثَلاثَةُ أَشْيَاءَ
أَنْ لا يَرَى العَبْدُ لِنَفسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللهُ مِلكاً لأَنَّ العَبِيدَ لا يَكُونُ لَهُمْ مِلكٌ يَرَوْنَ المَالَ مَالَ اللهِ يَضَعُونَهُ حَيْثُ أَمَرَهُمُ اللهُ بِهِ وَ لا يُدَبِّرُ العَبْدُ لِنَفْسِهِ تَدْبِيراً وَ جُمْلَةُ اشْتِغَالِهِ فِيمَا أَمَرَهُ تَعَالَى بِهِ وَ نَهَاهُ عَنْهُ فَإِذَا لَمْ يَرَ العَبْدُ لِنَفسِهِ فِيمَا خَوَّلَهُ اللهُ تَعَالَى مِلكاً هَانَ عَلَيْهِ الإِنفَاقُ فِيمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُنفِقَ فِيهِ وَ إِذَا فَوَّضَ العَبْدُ تَدْبِيرَ نَفسِهِ عَلَى مُدَبِّرِهِ هَانَ عَلَيْهِ مَصَائِبُ الدنْيَا وَ إِذَا اشتَغَلَ العَبْدُ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى وَ نَهَاهُ لا يَتَفَرَّغُ مِنهُمَا إِلَى المِرَاءِ وَ المُبَاهَاةِ مَعَ النَّاسِ فَإِذَا أَكرَمَ اللهُ العَبْدَ بِهَذِهِ الثلاثَةِ هَانَ
عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَ إِبْلِيسُ وَ الخَلقُ وَ لا يَطلُبُ الدنيَا تَكَاثراً وَ تَفَاخُراً وَ لا يَطلُبُ مَا عِندَ الناسِ عِزّاً وَ عُلُوّاً وَ لا يَدَعُ أَيَّامَهُ بَاطًِا فَهَذَا أَوَّلُ دَرَجَةِ التُّقَى قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: تِلكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتقِينَ
قُلتُ يَا أَبَاعَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ:
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-18-2009 الساعة 05:24 AM
باقي التتمة :
قُلتُ يَا أَبَاعَبْدِ اللَّهِ أَوْصِنِي قَالَ:
أُوصِيكَ بِتِسْعَةِ أَشْيَاءَ فَإِنَّهَا وَصِيَّتِي لِمُرِيدِي الطرِيقِ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَ اللهَ أَسْأَلُ أَنْ يُوَفِّقَكَ لاسْتِعْمَالِهِ
ثَلاثَةٌ مِنهَا فِي رِيَاضَةِ النَفْسِ
وَ ثَلاثَةٌ مِنهَا فِي الحِلمِ
وَ ثَلاثَةٌ مِنهَا فِي العِلمِ فَاحْفظهَا وَ إِيَّاكَ وَ التهَاوُنَ بِهَا
قَالَ عُنوَانُ فَفَرَّغْتُ قَلبِي لَهُ فَقَالَ :
أَمَّا اللوَاتِي فِي الرِّيَاضَةِ
فَإِيَّاكَ أَنْ تَأكُلَ مَا لا تَشْتهِيهِ فَإِنَّهُ يُورِثُ الحِمَاقَةَ وَ البُلهَ وَ لا تَأْكُلْ إِلا عِنْدَ الجُوعِ وَ إِذَا أَكَلتَ فَكُلْ حَلَالا وَ سَمِّ اللهَ وَ اذكُرْ حَدِيثَ الرَّسُولِ صلى الله عليه واله مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِهِ فَإِنْ كَانَ وَ لا بُدَّ فَثلُثٌ لِطَعَامِهِ وَ ثلثٌ لِشَرَابِهِ وَ ثلثٌ لِنَفَسِهِ .
وَ أَمَّا اللوَاتِي فِي الحِلمِ فَمَنْ قَالَ لَكَ إِنْ قُلتَ وَاحِدَةً سَمِعْتَ عَشْراً فَقلْ إِنْ قلتَ عَشْراً لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً وَ مَنْ شَتَمَكَ فَقلْ لَهُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِيمَا تَقولُ فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لِي وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فِيمَا تَقُولُ فَاللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ وَ مَنْ وَعَدَكَ بِالخَنَا فَعِدْهُ بِالنصِيحَةِ وَ الرِّعَاءِ
وَ أَمَّا اللَّوَاتِي فِي العِلمِ فَاسْأَلِ العُلَمَاءَ مَا جَهِلتَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ تَعَنتاً وَ تَجْرِبَةً وَ إِيَّاكَ أَنْ تَعْمَلَ بِرَأْيِكَ شَيْئاً وَ خُذْ بِالاحْتِيَاطِ فِي جَمِيعِ مَا تَجِدُ إِلَيْهِ سَبِيلا وَ اهْرُبْ مِنَ الفُتيَا هَرَبَكَ مِنَ الأَسَدِ وَ لا تَجْعَلْ رَقَبَتَكَ لِلنَّاسِ جِسْراً
قمْ عَنِّي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكَ وَ لا تفْسِدْ عَلَيَّ وِرْدِي فَإِنِّي امْرُؤٌ ضَنِينٌ بِنَفْسِي
وَ السَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى.
تاملات جدا هامة في الرواية المباركة :
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-21-2009 الساعة 06:25 AM
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات