الفصل 14


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم


شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير


عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله


أَنَّهُ قَالَ :

من كنت مولاه فهذا علي مولاه
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
آلاء الرحمن في تفسير القرآن ج‏1 55
روى الصدوق في الفقيه من كتاب العلل للفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام ) ليس شي‏ء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورةالحمد و ذلك ان قوله عز و جل الحمدُ لِلَّهِ: إنما هو أداء لما أوجب اللّه عز و جل من الشكر و شكر لما وفق له عبده من الخير؛ رَبِّ العالمِينَ : توحيد له و تحميد و اقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: استعطاف و ذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ : اقرار له بالبعث و الحساب و المجازاة الحديث.
270/ [3]- علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن أبي بصير، عن
أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: الحَمْدُ لِلهِ قال:
«الشكر لله».
و في قوله: رَبِّ العالمِينَ قال: «خالق الخلق. الرَّحْمنِ بجميع خلقه الرَّحِيمِ بالمؤمنين خاصة».
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: «يوم الحساب، و الدليل على ذلك قوله: وَ قالوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ : يعني يوم الحساب». إِيَّاكَ نعْبُدُ: «مخاطبة الله عز و جل و وَ إِيَّاكَ نَسْتعِينُ مثله». اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتقِيمَ قال: «الطريق، و معرفة الإمام».
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ:
في تفسير الامام عليه السلام يعني القادر على إقامته و القاضي فيه بالحق و الدين و الحساب.
و قرئ ملك يوم الدين روى العياشي أنه قرأه الصادق عليه السلام ما لا يحصى.
تفسير الصافي، ج‏1، ص: 84
و في تفسير الامام عليه السلام عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلم قال:
أكيس الكيّسين من حاسب نفسه و عمل لما بعد الموت و إنّ أحمق الحمقاء من أتبع نفسه هواه و تمنّى على اللَّه تعالى الأماني، و في حديث آخر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوها قبل أن توزنوا.
أقول: و فيهما دلالة على أن لكل انسان أن يفرغ من حسابه و وزن عمله في دار الدنيا بحيث لا يحتاج إليهما في الآخرة و هو كذلك عند اولي الألباب.
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏1، ص: 57
(و في تفسير علي بن ابراهيم : في الموثق، عن
أبي عبد اللّه- عليه السلام- انه بعد أن شرح
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال: يوم الحساب‏
و في أصول الكافي «3»: بإسناده الى الزهري، قال: كان
علي بن الحسين- عليهما السلام- إذا قرأ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، يكررها حتى كاد أن يموت.
و في من لا يحضره الفقيه : و فيما ذكره الفضل من العلل، عن الرضا-
عليه السلام-، انه قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، اقرار له بالبعث
[و الحساب‏] و المجازاة. و إيجاب ملك الاخرة له، كإيجاب ملك الدنيا.
قال، أمير المؤمنين- صلوات اللّه عليه-:
يوم الدين، هو يوم الحساب.
سمعت رسول اللّه - صلى اللّه عليه و آله - يقول:
ألا أخبركم بأكيس الكيسين و أحمق الحمقى؟.
قالوا: بلى يا رسول اللّه!
قال: أكيس الكيسين، من حاسب نفسه، و عمل لما بعد الموت. و ان أحمق الحمقى، من اتبع نفسه هواها، و تمنى على اللّه تعالى الأماني.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين! فكيف يحاسب الرجل نفسه؟
قال: إذا أصبح ثم أمسى، رجع الى نفسه، فقال: يا نفس! ان هذا يوم مضى عليك، لا يعود اليك، أبدا. و اللّه تعالى يسألك عنه ، بما أفنيته ؟و ما الذي عملت فيه؟. أذكرت اللّه؟
أحمدته ؟
أقضيت حق أخ مؤمن؟
أ نفست عنه كربته؟
أ حفظته بظهر الغيب في أهله و ولده؟
أ حفظته بعد الموت في مخلفيه؟
أكففت عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟
أ أعنت مسلما؟
ما الذي صنعت فيه؟
فيذكر ما كان منه. فان ذكر أنه جرى منه خير، حمد اللّه تعالى و شكره ، على توفيقه.
و ان ذكر معصية أو تقصيرا، استغفر اللّه تعالى. و عزم على ترك معاودته. و محى ذلك عن نفسه،
بتجديد
الصلاة على محمد و آله الطيبين،
و
عرض
بيعة أمير المؤمنين علي- عليه السلام- على نفسه و قبولها لها،
و
اعادة لعن أعدائه و شانئيه و دافعيه عن حقوقه.
فإذا فعل ذلك، قال اللّه- تعالى عز و جل-:
لست أناقشك في شي‏ء من الذنوب، مع موالاتك أوليائي و معاداتك أعدائي.

و في الحديث: إذا قال العبد:
مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال اللّه تعالى:
أشهدكم كما اعترف بأني مالك يوم الدين، لأسهّلن يوم الحساب، حسابه. و لأثقلن حسناته.
و لأتجاوزن عن سيّئاته).