التفسير - 8
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
((الرَّحْمنِ الرَّحيمِ (3))
تفسيرالإمامالعسكري ..... ص: 32
12- قال الإمام عليه السلام «الرَّحْمنِ » العاطف على خلقه بالرزق، لا يقطع عنهم مواد رزقه، و إن انقطعوا عن طاعته. «الرَّحِيمِ » بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته و بعباده الكافرين في الرفق بهم في دعائهم إلى موافقته. قال و إن
أمير المؤمنين عليه السلام قال: «الرحمن» هو العاطف على خلقه بالرزق. قال و من رحمته أنه لما سلب الطفل قوة النهوض و التغذي جعل تلك القوة في أمه، و رققها عليه لتقوم بتربيته و حضانته، فإن قسا قلب أم من الأمهات أوجب تربية هذا الطفل و حضانته على سائر المؤمنين، و لما سلب بعض الحيوانات قوة التربية لأولادها، و القيام بمصالحها، جعل تلك القوة في الأولاد لتنهض حين تولد و تسير إلى رزقها المسبب لها. قال عليه السلام و تفسير قوله
عز و جل «الرَّحْمنِ » أن قوله «الرَّحْمنِ » مشتق من الرحمة سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: قال الله عز و جل :
أنا «الرحمن». و هي من الرحم شققت لها اسما من اسمي، من وصلها وصلته، و من قطعها قطعته. ثم قال علي عليه السلام أ و تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمن، و من قطعها قطعه الرحمن فقيل يا أمير المؤمنين حث بهذا كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم و يصلوا أرحامهم. فقال لهم أ يحثهم على أن يصلوا أرحامهم الكافرين، و أن يعظموا من حقره الله، و أوجب احتقاره من الكافرين قالوا لا، و لكنه حثهم على صلة أرحامهم المؤمنين. قال فقال أ وجب حقوق أرحامهم، لاتصالهم بآبائهم و أمهاتهم قلت بلى يا أخا رسول الله. قال فهم إذن إنما يقضون فيهم حقوق الآباء و الأمهات. قلت بلى يا
أخا رسول الله صلى الله عليه واله . قال فآباؤهم و أمهاتهم إنما غذوهم في الدنيا و وقوهم مكارهها، و هي نعمة زائلة، و مكروه ينقضي، و رسول ربهم ساقهم إلى نعمة دائمة لا تنقضي، و وقاهم مكروها مؤبدا لا يبيد، فأي النعمتين أعظم قلت نعمة
رسول الله صلى الله عليه واله أعظم و أجل و أكبر. قال فكيف يجوز أن يحث على قضاء حق من صغر [الله] حقه، و لا يحث على قضاء حق من كبر [الله] حقه قلت لا يجوز ذلك. قال فإذا حق رسول الله صلى الله عليه واله أعظم من حق الوالدين، و حق رحمه أيضا أعظم من حق رحمهما، فرحم
رسول الله صلى الله عليه واله أولى بالصلة، و أعظم في القطيعة. فالويل كل الويل لمن قطعها، و الويل كل الويل لمن لم يعظم حرمتها. أ و ما علمت أن حرمة رحم رسول الله صلى الله عليه واله حرمة
رسول الله، و أن حرمة رسول الله حرمة الله تعالى، و أن الله أعظم حقا من كل منعم سواه، و أن كل منعم سواه إنما أنعم حيث قيضه لذلك ربه، و وفقه له. أ ما علمت ما قال الله تعالى لموسى بن عمران قلت بأبي أنت و أمي ما الذي قال له؟؟
قال عليه السلام :
قال الله تعالى: يا موسى أ تدري ما بلغت برحمتي إياك؟ فقال موسى :أنت أرحم بي من أبي و أمي. قال الله تعالى:
يا موسى و إنما رحمتك أمك لفضل رحمتي، فأنا الذي رققتها عليك، و طيبت قلبها لتترك طيب وسنها لتربيتك، و لو لم أفعل ذلك بها لكانت هي و سائر النساء سواء.
تفسيرالإمامالعسكري 37
13- قال الإمام عليه السلام و أما قوله تعالى «الرَّحِيمِ » (فإن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
رحيم بعباده المؤمنين، و من رحمته أنه خلق مائة رحمة، و جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم، فبها يتراحم الناس، و ترحم الوالدة ولدها، و تحنو الأمهات من الحيوانات على أولادها.
تفسيرالقمي 1 28 1- سورة الفاتحة مكية و هي سبع آيات 7: 28
قال و حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن النضر بن سويد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام:
في قوله الْحَمْدُ لِلَّهِ قال: الشكر لله في قوله رَبِّ الْعالَمِينَ قال: خلق المخلوقين الرَّحْمنِ بجميع خلقه الرَّحِيمِ بالمؤمنين خاصة مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال: يوم الحساب و الدليل على ذلك قوله وَ قالُوا: يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ يعني يوم الحساب ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ) مخاطبة الله عز و جل ( وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) مثله ( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال: الطريق و معرفة الإمام
المفضلات