بسم الله الرحمــــــــــــن الرحيم ..
والصـــــــــلاة والسلام على رسوله وآله..
لم يبقى أحداً غيرنا بعد أن غادر الجميع وتلاشى الضجيج
وعاد السكون مرة أخرى يجثم فوق المكان مثل طائر حزين ..
جلست إلى جانبه وأردت أن أتجاذب معه حديثاً ما ...
ولكن التزمت الصمت ربما فعلت ذلك احتراما لصمته أو أني استعذبت الصمت مثله
فقد يكون للصمت أحياناً حديث يصغى إليه العاشقون ..
مددت يدي كي اعبث بالتراب وكأني ابحث عن شيء ضاع مني منذ أمد بعيد .!!
ثم همست معاتباً ... أهكذا يفعل الأخ بأخيه ؟؟
هل من الأنصاف أن تفعل بي ذلك ..؟؟
لاذ بالصمت كعادته وحز في نفسي أنني لم أسمع منه جواباً ..
ثم همست له يمكنك البقاء صامتاً كما تشاء ولكنني سأبقى أتكلم ...
أنتظرته لحظة تمنيت أن اسمع منه جواباً ولكن دون جدوى ..
كتبت أسمه على التراب وحاولت أن تكون الخطوط أشبه بزهرة متفتحه
لكن رغم براعتي في الرسم بدت الخطوط أشبه ماتكون بقلب جريح ..
عاودت واستأنفت حديثي ..
أتذكر عندما كنا نلعب ونمضي ونعود سويا ..؟؟
أم تراك قد نسيت كل ذلك !!
لا أريد جواباً لأنني مازلت أحترم صمتك ولكنني أتعجب !!
الايحق لي أن أتعجب ..
لقد كنت معي في كل خطوه .. كنا نرسم صورة للمستقبل
وكانت الدنيا لاتسع أحلامنا ..
أتذكر كيف كانت أيامنا جميله وطويله في عمر الحب الذي احتضن قلبينا
كعش عصفورين بللهما مطر الشتاء ..
لم أسمع منه جواباً سوى الصمت الكئيب ..
ترقرقت الدموع في عيني وجلت ببصري محدقاً في المدى البعيد ..
كان الصمت سيد المكان ماخلا حمامة كانت واقفه فوق شجرة أحرقها الخريف ..
استأنفت حديثي بصوت حزين : كيف تتركني وتذهب ؟؟
مالذي جعلك تغير رأيك بهذه السرعة ؟؟
وفي أثناء ذلك أنسابت من عيني دمعة يتيمه وسقطت فوق التراب
كقطرة ماء يائسه ..
في هذه الأثناء سمعت خطوات تقترب مني..
ورفعت رأسي ونظرت إلى شخص وقف أمامي
كقدر صارم كان ينوء بحمل رخامة بيضاء ووضعها ببطء فوق التراب ...
امتدت الرخامة كتابوت من الثلج ..
حدقت في النقوش السوداء المحفورة على الرخامة
وتمتمت وأنا أقرأ بحزن وغير مصدق ..
( الفاتحة لروح المرحوم ..... الذي وافاه الأجل بتاريخ ...
بأسباب حادث مروري مروع )
ثم وقفت ونظرت إلى قبره وقلت ..
أخي الغالي سأذكرك رغم غبار الأيام وتراب السنين وستبقى الذكريات
تدوي كأذان مساجدنا في سماء حياتي ..
...........
تحياااتي القلبية ..
.×.رنيـ الحب ـم.×.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي pt
المفضلات