الريحان - 14




بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم



والعن اعدائهم

قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه





إرشادالقلوب 2 288 في فضائله من طريق أهل البيت عليه السلام .....

و روي مرفوعا إلى رشيد الهجري قال كنت و أبو عبد الله سلمان و أبو عبد الرحمن قيس بن ورقاء و أبو القاسم مالك بن التيهان و سهل بن حنيف بين يدي
أمير المؤمنين عليه السلام
بالمدينة إذ دخلت عليه حبابة الوالبية و على رأسها مجمرة شبه المنسف و عليها أثمار سابغة و هي متقلدة المصحف و بين أناملها سبحة من حصى و نوى و سلمت و بكت كثيرا و قالت:
يا أمير المؤمنين آه من فقدك وا أسفاه على غيبتك و وا حسرتاه على ما يفوت من الغنيمة منك لا نلهو و لا نرغب عنك و إنني من أمري لعلى يقين و بيان و حقيقة
و إني لقيتك و أنت تعلم ما أريده فمد يده اليمنى إليها و أخذ منها حصاة بيضاء تلمع من صفائها و أخذ خاتمه من يده فطبع به الحصاة و قال لها :
يا حبابة هذا كان مرادك مني؟
فقالت :
إي و الله يا أمير المؤمنين هذا أريده لما سمعت من تفرق شيعتك و اختلافهم من بعدك فأردت هذا البرهان ليكون معي إن عمرت بعدك لا عمرت و يا ليتني و قومي و أهلي لك الفداء فإذا وقعت الإشارة أو شكت الشيعة إلى من يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة فلو فعل بها ما فعلت علمت أنه الخلف من بعدك و أرجو أن لا أؤجل لذلك فقال لها:
بلى و الله يا حبابة لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن و الحسين و علي بن الحسين ومحمد بن علي
وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر و
علي بن موسى الرضا
و كل إذ أتيته استدعى الحصاة منك فطبعها بهذا الخاتم لك فعند علي بن موسى الرضا ترين في نفسك برهانا عظيما منه و تختارين الموت فتموتين و يتولى أمرك و يقوم على حفرتك و يصلي عليك و أنا مبشرك بأنك مع المكرورات من المؤمنات مع المهدي من ذريتي إذ أظهر الله أمره فبكت حبابة و قالت :
يا أمير المؤمنين من أين هذا لأمتك الضعيفة اليقين القليلة العمل لو لا فضل الله و فضل رسوله و فضلك
يا أميرالمؤمنين حقا لا سواك فادع لي
يا أمير المؤمنين بالثبات على ما هدانا الله إليه لا أسلبه و لا أفتن فيه و لا أضل عنه فدعا لها
أمير المؤمنين عليه السلام و أصحبها خيرا قالت حبابة : فلما قبض أمير المؤمنين بضربة عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن فقال :
أهلا و سهلا يا حبابة هاتي الحصاة و طبعها
أمير المؤمنين عليهالسلام و أخرج الخاتم بعينه فلما مضى الحسن عليه السلام بالسم أتيت الحسين عليه السلام فلما رآني قال :
مرحبا يا
حبابة هاتي الحصاة فأخذها و ختمها بذلك الخاتم فلما استشهد عليه السلام مضيت إلى

علي بن الحسين عليه السلام و قد شك الناس فيه و مالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية فصار إلي من كبارهم جمع و قالوا :
يا حبابة الله الله فينا اقصدي علي بن الحسين بالحصاة حتى يتبين الحق فصرت إليه فلما رآني رحب بي و قربني و مد يده و قال : هاتي الحصاة فأخذها و طبعها بذلك الخاتم ثم صرت بعده إلى محمد بن علي عليه السلام و إلى
جعفر بن محمد و إلى موسى بن جعفر و إلى
علي بن موسى الرضا عليه السلام فكل يفعل مثل
أمير المؤمنين عليه السلام و الحسن و
الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ثم علت سني و رق جلدي و دق عظمي و حال سواد شعري
و كنت بكثرة نظري إليهم صحيحة البصر و العقل و الفهم و السمع فلما صرت بحال استولى الكبر فيه قلت
لمولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام :
لا تغفل عني تحضر جنازتي و تصلي علي كما وعدني جدك
أمير المؤمنين عليه السلام فقال :

التزمي فإنك معنا فكان من أمرها أنها ذات يوم نائمة على فراشها إذ نزل الحمام المحتوم فأيقظوها فإذا هي قد سلمت فلما كان من الغد و إذا برسول علي بن موسى الرضا عندهم و عنده كفن و حنوط ثم قاموا في جهازها فصلى عليها الرضا عليه السلام و لقنها ثم قام على قبرها يبكي ثم قال أبلغي
آبائي مني السلام .
بيان :