الريحان - 12
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
شكرا لتفضلكم بمطالعة موضوعي وآجركم الله وقضى لكم حوائج الدارين
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بحارالأنوار 47 121 باب 5- معجزاته و استجابة دعواته....
169- عن كتاب طب الأئمة عليهم السلام:
أَحمَدُ بْنُ المُنذِرِ عَن عُمَرَ بْنِ عَبدِ العَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ كُنتُ عِندَ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّادِقِ عليه السلام فَدَخَلتْ عَلَيْهِ حَبَابَة الوَالِبِيَّة وَ كَانَتْ خَيِّرَةً فَسَأَلتْهُ عَنْ مَسَائِلَ فِي الحَلالِ وَ الحَرَامِ فَتَعَجَّبنَا مِنْ حُسْنِ تِلكَ المَسَائِلِ إِذ قَالَ لنا أَرَأَيتُمْ مَسَائِلَ أَحسَنَ مِنْ مَسَائِلِ حَبَابَةَ الوَالِبِيَّةِ ؟!
فَقُلنَا جُعِلنَا فِدَاكَ لقَدْ وَقَّرتَ ذلِكَ فِي عُيُونِنَا وَ قُلوبِنَا !
قَالَ :
فَسَالتْ دُمُوعُهَا فقَالَ الصَّادِقُ عليه السلام :
مَا لِي أَرَى عَيْنيكِ قَدْ سَالتَا؟!
قَالتْ :
يَا ابنَ رَسُولِ اللهِ دَاءٌ قَد ظَهَرَ بِي مِنَ الأَدْوَاءِ الخَبِيثَةِ التِي كَانَتْ تُصِيبُ الأَنبِيَاءَ عليهم السلام وَ الأَوْلِيَاءَ وَ إِنَّ قَرَابَتِي وَ أَهْلَ بَيْتِي يَقُولونَ قَد أَصَابَتْهَا الخَبِيثَة وَ لوْ كَانَ صَاحِبُهَا كَمَا قَالتْ مَفرُوضَ الطاعَةِ لدَعَا لهَا فَكَانَ اللهُ تَعَالى يُذهِبُ عَنهَا وَ أَنَا وَ اللهِ سُرِرْتُ بِذَلِكَ وَ عَلِمْتُ أَنهُ تَمْحِيصٌ وَ كَفارَاتٌ وَ أَنهُ دَاءُ الصَّالِحِينَ .
فَقَالَ لَهَا الصَّادِقُ عليه السلام:
وَ قَدْ قَالُوا ذَلِكَ قَدْ أَصَابَتْكِ الخَبِيثَةُ ؟ قَالَتْ:
نعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ قَالَ:
فحَرَّكَ الصَّادِقُ عليه السلام
شَفَتَيهِ بِشَيْءٍ مَا أَدرِي أَيَّ دُعَاءٍ كَانَ!! فَقَالَ ادْخُلِي دَارَ النسَاءِ حَتَّى تَنظرِينَ إِلَى جَسَدِكِ . قَالَ :
فَدَخَلتْ فكَشَفَتْ عَن ثِيَابِهَا ثمَّ قَامَتْ وَ لمْ يَبقَ فِي صَدرِهَا وَ لا فِي جَسَدِهَا شَيْءٌ فَقَالَ عليه السلام :
اذهَبِي الآنَ إِليْهِمْ وَ قُولِي لَهُمْ :
هذا الذِي يُتَقرَّبُ إِلى اللهِ بِإِمامتِهِ .
بيان:
نعود لرواية حبابة الوالبية لنعتب على الروات وان كان لهم الحق لسبب يدعوا لهم بحثهم ؛ ولكن الذي خسر هو نحن ومن حقنا ان ناسف ؛ تجدهم هنا في هذه الرواية يتعجبون من حسن اسئلة الطيبة حبابة ولكن لم ينقل لنا المسائل ؛ كما تجد هذه العادة موجودة كثيرا في كثير من الروايات ؛
مثلا:
ُيكتب في نهاية بعض الروايات (والرواية طويلة) ويترك ذكرها وانا اسال هل يتكلم المعصوم عليه السلام بشيئ يستحق الاختصار ولماذا؟ ؟!
اليس كل كلامه عليه السلام كالبنيان المرصوص؛ نعم قد نعمله الان في زماننا لان الروايات الان موجودة في الكتب ؛
والاجهزة الان تحتوي على كل ما نريد باذن الله تعالى فمن اراد ان يعرف الباقي من الحديث يذهب ليحصله بسهوله بوضع كلمة واحده في البحث .
على سبيل المثال ان
(كتاب نهج البلاغة)
على ما هو معروف ولعله اشهر كتاب نال الشهرة لكن السيد رحمة الله عليه الذي جمع كلام
امير المؤمنين عليه السلام جمعه وكان هدفه فقط البلاغة بينما خسرنا كثيرا جدا بقطع بعض العبارات من الخطب كخطبة ياكمل التي خسرناها ولم نعلم ما هي؛ بينما لا يمكن ان يدعي مدعي بان المقتطع ما كان فيه بلاغة كيف ؟ وهو كلام سيد وامير الكلام
ورحم الله الجادّين من المؤلفين والمحققين الذين كتبوا مستدركات لكتاب نهج البلاغة وارجعوا ما قطع منها حياهم الله وسددهم .
او الخطبة الشقشقية المعروفة فان قبلها حدثت احداث فيها معاجز عظيمة
لامير المؤمنين عليه السلام
ثم بعد ان اجرى
امير المؤمنين عليه السلام
تلك المعاجز القى خطبته؛ بينما لايوجد منها شيئ في
كتاب نهج البلاغة .
بيان اخر:
ان الحبابة الوالبية التي عاشت من زمن امير المؤمنين عليه السلام الى زمن الامام الصادق عليه السلام مع ذلك هم يشكون في ولائها واعتقادها بحيث يقولون لها :
(و إِنَّ قَرَابَتِي وَ أَهلَ بَيتِي يَقولُونَ قَدْ أَصَابَتهَا الخبِيثَةُ و لَوْ كَانَ صَاحِبُهَا كَمَا قَالَتْ مَفرُوضَ الطاعَةِ لَدَعَا لَهَا فَكَانَ اللهُ تَعَالَى يُذهِبُ عَنهَا)
فنسال الله ان يفتح لنا بصيرتنا قبل بصرنا .
بيان اخر:
انظر لاسلوبها وكلامها الغاية في الادب:
((و اللهِ سُرِرْتُ بِذلِكَ وعَلِمْتُ أَنهُ تَمحِيصٌ و كَفارَاتٌ و أَنهُ دَاءُ الصَّالِحِينَ))
بينت للامام عليه السلام فرحها بابتلائها ؛ وانها مسرورة به ؛ ولكن الذي سبب لها الاذى واحزنها هو انهم مسوا بكلامهم لامامها الذي تفديه بنفسها ؛ لذلك حينما سال عينها بينت السبب فيه وهو انهم قالوا ما قالوا عن امامها؛ اما لنفس المرض فهي مسرورة به ولم تكتفي بانه تمحيص لتزكي نفسها بل قالت :
وكفارات ؛ ولكن لما ارادت ان تقول هو داء يبتلى به الصالحين نسبته للصالحين ولم تقل اني اصبت بداء الصالحين وانما قالت الداء هو للصالحين وهذا منتهى الادب من هذه الطيبة والتفاتات حكيمة
فرضوان الله عليها .
المفضلات