النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الصراع بين الحق والباطل

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    87
    شكراً
    0
    تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
    معدل تقييم المستوى
    262

    الصراع بين الحق والباطل



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا و نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

    قال تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة ‏البقرة الآية ( 42) : { وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } .

    من المعروف أن الله سبحانه وتعالى خاطب بني إسرائيل بهذا النداء القرآني الحق , وأمام ما نرى من تخبط واختلافات في صفوف الأمة أرى أنه لا يجوز لنا أن نعتبر أنفسنا ومن ليسوا من بني إسرائيل غير معنيين في هذا النداء القرآني المبارك أو غيره حيث خاطبهم تبارك وتعالى , لأن الله تعالى عندما خاطبهم بهذا النداء كان لإلقاء الحجة عليهم لأنهم خرجوا عن حدوده التي رسمها المولى تعالى لهم , وبذلك فإن النداء يصبح عاما ولم يعد خاصا ببني إسرائيل عندما نرى أن الأمة تسلك مسلك بني إسرائيل في أي زمان مقارنة مع ذلك الزمان المنصرم حيث النداء الإلهي المبارك , وعلى هذا الأساس على الإنسان الرسالي المحمدي الأصيل أن يحذر كل الحذر من هذا الخطر ويجنب نفسه وأهله كي لا يقعوا في مصيدة الشيطان ووسوسته باعتبارهم النداء خاص ببني إسرائيل فقط , كما وأن الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا وبالقرآن كتابا , هؤلاء الذين يخافون الله و يعدون أنفسهم ليوم الحساب جميعهم معنيين بذلك بل وكل مخلوق بشري بلغته الرسالة المباركة , وبذلك فإن المولى تبارك وتعالى يحذرهم من أن يراوغوا ويسايروا ويتلونوا مع مصالحهم على حساب الدين والمعتقد الحق لما يمثله من حق مطلق لأن هذه الأفعال منافية لحقيقة الأيمان ومطابقة لأهواء وتصرفات الشيطان المتمثل في هذا العصر ببني إسرائيل ومن والاهم وسار في نهجهم وسياستهم دون استثناء من اليهود وغيرهم من المستسلمين بل إن المراوغة والمسايرة والتلون وما تبعه من صلب عقيدة بني إسرائيل التوراتية المزعومة ولا يجوز لمسلم المحمدي الأصيل بأن يكون حيث هم لأنهم الشر المطلق بينما يعتبر الشارع المقدس هذا الإنسان حجة الله على الأرض وهو الخير المطلق .

    إن المولى تبارك وتعالى يؤكد أن على المؤمنين أن لا يخلطوا الحق بالباطل أكانوا يعلمون أو لا يعلمون , وفرض عليهم قبل أن يصدروا أي قرار او اتهام أن يتبينوا وأكد ذلك في قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق ............ 9 } ومن هنا فإنه من الواجب عليهم ان يتثبتوا قبل أن يتخذوا أي قرار محذرا إياهم أن يكتموا الحق وهم يعلمون أن هذا لأمر حقا وذاك باطلاً لأن الله سبحانه وتعالى نهى المؤمنين الملتزمين بنهج رسول الله - ص - وبكل ما أتى به والمنتهون عما نهى عنه أن يقدموا على مثل ذلك وطلب منهم أن يؤدوا الأمانات أكانت هذه الأمانات خاصة أو عامة , مادية أو عقائدية أو خلاف ذلك وبينه تعالى في سورة البقرة الآية ( 283) في قول تعالى { ....... فَلْيُؤَدّ الّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتّقِ اللّهَ رَبّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنّهُ آثِمٌ َلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} , وأشير إلى أنه لا بد للإنسان الرسالي بأن يعرف الحق ليعرف أهله وإلا فإن لم يعرف الحق لن يستطيع أن يتعرف على أهله وبذلك فمهما راوغ وتمايل وتسايس هذا العنصر البشري المدعي بالإيمان لا بد له من ان يقع إما ضحية من ضحايا الشيطان وعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويعيد الحق إلى صاحبه فيما لو أراد الصلاح وإما أن يزداد إنغماسا في الشيطنة ويحقق أهدافه الخاصة بالشعارات العامة ولكنه يبقى في ناية المطاف مسكين وجاهل حقيقة وجوده وبذلك فإن فاقد الشيء لا يعطيه وسيطالب وسيحاسب أشد الحساب يوم اللقاء الأكبر حيث لا ينفع مال ولا بنون .

    قال تعالى في سورة ‏البقرة الآية ( 119) { إِنّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} أي مبشرا بالحق ومنذرا من الباطل , بشيرا بالثواب والجنة ونذيرا العقاب والنار ولا تسأل عن أصحاب الجحيم أي لا تسأل عن حالهم لأنهم أصروا على المعصية بعد أن جاءتهم رسلهم وأما مفهوم الرسل فلا ينطبق فقط على الأنبياء والمرسلين لأن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان الرسالي المحمدي حجة على العالمين كما وجعله رسولا له لأنه داع إلى الله تعالى من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الدين وما إلى ذلك من تثبيت أصول وفروع الدين المبارك ويشير مولانا صادق أهل البيت عليهم السلام إلى أن على الإنسان المحمدي الأصيل أن يكون داعيا لله مؤكدا أن على هذا الداعية أن يكون قولا وعملا معا فيقول عليه السلام كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم ليروا أعمالكم وهنا نؤكد أن العمل في الدعوى هو الأصح وليس اللسان كما هو شائع في معظم مجتمعات الأمة المسكينة التي جهلت حقيقة دينها المبارك وترمي بنفسها تارة في إمرة أميركا وتارة في إمرة روسيا وأخيرا في إمرة الصهاينة المدعين بأنهم خير أهل الأرض , ولو عرضنا حال الأمة على حقيقة هذا الدين المحمدي الأصيل لوجدناها حقيقة بخلاف ما أمر تبارك وتعالى .

    الليل والنهار مخلوقان لا ينصهران مع بعضهما البعض , وكذلك الحق والباطل فلا يمكن ان يلتقيان أو ينصهران أيضا , فالحق المطلق هو الله تعالى وما يمثله جل وعلا وأستودعه أمانة عند الناس وهو الدين المحمدي الأصيل , قال تعالى في سورة ‏المائدة الآية ( 3) { ...... الْيَوْمَ يَئِسَ الّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً } , والشر المطلق هو الشيطان الذى عصى ربه وما يمثله من شيطنة وقد حذرنا المولى تبارك وتعالى من الشيطان وأعوانه والراضين بأفعاله , وأشار إلى ذلك في العديد من الآيات المباركة وأرى أهمية بالغة لمسار الإنسان الرسالي في قوله تعالى في سورة آل عمران الآية ( 73) { وَلاَ تُؤْمِنُوَاْ إِلاّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنّ الْهُدَىَ هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَىَ أَحَدٌ مّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجّوكُمْ عِندَ رَبّكُمْ قُلْ إِنّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } , ومن هنا أرى أنه من الواجب الشرعي المقدس أن يلتفت كل إنسان رسالي إلى مضمون هذه الآية المباركة , وليعلم بأن الدين هو المعتقد المقرون بالعمل وليس الدين هو المعتقد المقرون باللسان وهو ما أشار إليه تبارك وتعالى في سورة ‏الصف الآية ( 3) { كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ} ‏ , وعلى هذا الأساس لا بد له من أن يكون هكذا وأن لا يعطي الأمان إلا إلى امثاله هؤلاء النخبة المباركة الذين أشار إليهم المولى ووصفهم بثلة من الأولين وقليل من الآخرين فأعقل أيها الإنسان الرسالي وأبحث عن هذه الثلة وأجعل نفسك جزءا منها وإلا فستبقى غافلا عن حقيقة وجودك وغاية وجودك التي جعلك المولى سبحانه وتعالى من اجلها في هذه الحياة الدنيا , وأعلم بأنه ما أوتي أحد من عز وفخر مثلما أوتيت هذه الثلة وكل ما أوتيت أنت وهم ومن في الأرض جميعا من فضل الله تعالى لأنك حقا الإنسان الرسالي المحمدي الأصيل , وزادك فخرا أن جعلك من هذه الثلة لتؤكد بأن كل ما لديك هو من المولى تبارك وتعالى يخص به من يشاء برحمته وعليك أن تحافظ على ما أنت فيه ولا تتراجع فتزل قدمك لا سمح الله وتعود ثانية إلى حيث الشيطنة والشياطين .


    الحق والباطل لا يمكن أن يلتقيان لأن الأهداف مختلفة , فالحق المطلق عند كافة الأديان هو الله تعالى باختلافاتهم وتفسيراتهم وفهمهم لله سبحانه وتعالى , والأنبياء والمرسلين عليهم السلام هم حجة الله على البشر وبعدهم حيث أوصى رسول الله – ص - والتابعين , والأرض لا تخلوا من حجة لأنه تبارك وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ويريد سعادته في الدنيا والآخرة لا شقائه , وفي المقابل فالشر المطلق تمثل في الشيطان إبليس عليه اللعنة وقد أقسم بزته تعالى أن يغويهم إلا عباده المخلصون وبذلك فإنه يريد شقاء الإنسان لا سعادته في الدنيا والآخرة , فالحق تعالى يريد أن يكون الإنسان حرا في هذه الدنيا ملتزما بالحدود التي رسمها له المولى سبحانه { تلك حدود الله فلا تقربوها } ومكن هذا الإنسان الرسالي ان يجعل الدنيا جنة بكل معنى الكلمة ليكون سعيدا عابدا حامدا شاكرا لأنعم الله تبارك وتعالى , لكن الشيطان اللعين يريد من أتباعه ان يسلكوا كل الطرق لا يفرقون بين الحلال والحرام والسبب هو أن جعله يعتقد بأن نفسه أغلى من كل الأنفس وأهمها وأن مصلحته أهم من كل المصالح وما إلى هنالك من معتقدات لا يؤثر الإنسان الآخرين فيها على نفسه فجعل له الغاية الشخصية الدنيوية التي يحملها في نفسه وأفكاره ومعتقده أهم شيىء في حياته , لذلك لا يمكن له أن يتراجع عنها لأنه حقيقة إن الإنسان كل أصنافه ومستوياته لا يظهر في أعماله إلا حقيقة إعتقاده , فعندما يعتقد بأن هذا العمل أو ذاك يرضى عنه الحق تعالى فلا يمكن أن يتراجع عنه لأن معتقده يطلب منه ذلك بل ويؤكد عليه الإصرار في المضي على هذا النهج مهمات بلغت الصعاب واذا رأى بأن هذا الأمر أو ذاك يسيران به خلافا لأوامر الله تعالى فإن عليه أن يتراجع لأنه لا يمكن أن يلتقي مع ذلك كون يمثل شيىء من الحق وما لقاهه يمثل شيىء من الباطل وعلى هذا الأساس فإذا ما عاد وتراجع فإنه قد بدأ العد العكسي عنده وبدأ يحقق أهداف الشيطان ويتخلى عن أهداف الرحمن ورويدا رويدا حتى يخرجه من ربقة الإيمان بالله تعالى على حقيقته قولا وفعلا وعندها فسيصبح حكما مع خط الشيطان المطلق في مواجهة خط الرحمن المطلق سيما بعد أن زين له الشيطان أعماله .

    إن الباطل لا يرضى بأن يكون الإنسان سعيدا , بل يريده أن يكون خبيثا شقيا متلونا ما درت مصلحته الشخصية مستعبدا تارة لفلان وتارة لفلان , لا يمكن أن يستقر ويهتدي إلى الصراط المستقيم وهيهات هيهات أن يكون بينهما حل وسطي لأن المولى تبارك وتعالى أنزل عليه أحسن الحديث والسبل والطرق من خلال الأنبياء والمرسلين حيث على المؤمنين أن يلتزموا بها بعد الأوصياء وبذلك فإن اللشارع المقدس يعتبر هؤلاء هم رسل وأوصياء لأنهم يبلغون رسالات الله سبحانه وعليه وبعد ان تم الدين فإن المؤمنين هم الذين يخشون ربهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله ووعده الحق ومن كان خلاف ذلك فإنه لا يمكت له ان يهتدي مهما ادعى وأنصهر في صفوف المؤمنين لأن عمله هذا نابع عن وسوسة الشيطان فلن ينال حظه من الهداية وهو قوله تعالى في سورة الزمر الآية ( 23) { اللّهُ نَزّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مّتَشَابِهاً مّثَانِيَ تَقْشَعِرّ مِنْهُ جُلُودُ الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهُمْ ثُمّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىَ ذِكْرِ اللّهِ ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} , إذا لا بد من استمرار الصراع بين أصحاب أتباع الحق وأتباع الباطل ما دام كل واحد منهما موجوداً بصورة وأهداف تختلف وتناقض الطرف الآخر ولا بد من أن يستمر هذا الصراع ليحق الحق ويزهق الباطل إن الباطل ان زهوقا وهو الوعد الإلهي الذي ينتظره بفارغ الصبر المحمدي الأصيل ليشفي به صدور قوم مؤمنين .

    إن حياة الإنسان العاقل قائمة على أصول ثابتة وواقعية نابعة من إيمانه ومعتقده المقرونة بلسانه وعمله , , بينما حياة الإنسان الخبيث والشقي والمستعبد قائمة على أساس الفوضى والمصالح الذاتية النابعة من الشيطنة والتي مردها إلى الشيطان عليه اللعنة , إن الأفكار التي تراع الأصول وتضع الحلول على أساسها تعتبر حقا مقدسا للإنسان الرسالي العاقل لأنها مرتبطة ونابعة وخاضعة لأصول مقدسة , بينما الأفكار التي لا تبحث إلا عن الذات حيث يتم تحقيق المآرب الشخصية من خلالها إنما نابعة من الشيطنة وتعتبر هدفا ساميا عن من يحملها يبذل من اجلها كل شيىء هذا الشقي , وكونها لا تراعي الأحكام الإلهية ولا تلتزم فيها فإنها تعتبر باطلا مطلقا , فلو تأملنا وتعقلنا رويدا لوجدنا أن في الأولى الخير كل الخير حيث سعادة الإنسان وكماله والمجتمع العامل والمضحي في سبيل الله مهما بلغت الصعاب
    يتبع %
    التعديل الأخير تم بواسطة amili ; 01-20-2004 الساعة 06:39 PM
    عاملـــــي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 06-12-2008, 05:35 AM
  2. توبيكات روعه بنكهة الـ chocolate‏ << الحق الحق
    بواسطة دمعة الاحزان في المنتدى منتدى المسنجريات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 02-09-2008, 03:16 PM
  3. الصراع الأزلي بين الرجل والمرأة
    بواسطة أسرار الليل في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-28-2007, 04:38 PM
  4. رونالدينهو قد يشعل الصراع بين دونغا وبرشلونة
    بواسطة ساقي العطاشا في المنتدى منتدى الرياضة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-08-2007, 10:26 PM
  5. الحوار التالي يمثل الصراع الازلي بين الذكر والانثى
    بواسطة ام باسم في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 12-28-2006, 11:49 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •