مرارة ..وشيئٌ من غرابة ...!
يصعبُ عليَّ أن أرحل مُخلفة جزئي المكسور....!
مُشيحة عن كياني المُتهدم ...
وماذا عن ذكراي التي اتخذت جدران البيت قوتاً لأضلعها الكسيرة
وراحتها المخرومة من إثر الفراق...!
لمَ كان يجب أن يمزقني القدر إلى نصفين ...!
لمَ كان يجب أن أرحل وأترك قبضة من دماء قلبي تنبض بذكرى الأمس...
لمَ كان يجب أن أقف على باب الدار.. مُطرقة برأسي....وانتظر...أن يتقدمنا والدي...
بوجهه البهي ..بثغره المُبتسم ...يُنادي ( بنت عمي... بناتي ..يلا مشينا ..!! )
لمَ لم أعد أسمع حتى أصداء صوته...! لمَ اكتفيتُ ببحة ابتلعتها ليتناولها قلبي المكلوم...!
لمَ كان يجب أن أحمل كأس سعادتي ناقصاً...!
لمَ كان يجب أن ترسم أركان البيت مُجرد ذكريات ......وظلالٌ الأسى الـ تتبعني..
وشمعة قد اطفأها فوه القدر....!
فأطبقت لها شفتي حسرة ..!!
ومسٌّ من ذكرى يحدوني إلى الماضي السحيق..
لا...ليست بذكرى ..فمنذ رحيله وأنا أشعره يلاطفنا ...وفي كل زاوية لي معه حكاية وأمسٌ يتجدد..
فـ روحه هنا...أعني هنا....في قلبي كائنة ...يأبى مفارقتي..
وإلى ديار المصطفى ستنتقل روح والدي المُحلقة حول بيتنا منذ مايزيد عن شهرين..!!
لتطمئن... وتتنفس قداسة ...
الآن فقط عرفت أين تكمن عطية الأعلى لي....الآن فقط...
عطيته التي كلما تذكرتها ينشرح مني الفؤاد...
عطيته التي كلما اذكرها اذكر العقيلة زينب...
وعطيته في تسلية قلبي ...،بتمريغه على قبر الزهراء وأبيها ...
وذاك كلُ عزائي....!
فحمداً للاله حمداً لاينبغي إلا له..
وأنتم ...
سأشتاق لكل لحظة ساقني فيها القدر فجمعني بأقلامكم
سأشتاق لكِ صفحتي المعشوقة أكثر من كل شيئ..
اسألكم براءة الذمة ..
ولكم صدق الدعاء
كلما ألقى الرب على روحي نفحة من نفحات التوفيق...
المفضلات