وقد أوقعها الزمان في فمّ تمضغه السقام
وما زال الدهر يكشّر عابساً بوجهها
حتى وقعت مقتولة الآمال
تجذبها الأنة والونّة
ولكن لسانها ما فتئ عن ذكر الله
لم تستوحش غربة الأوطان
فلا تقوم ولا تقعد
إلاّ ورب البيت يقطر إيماناً بين شفتيها الذابلتين
حسين يقويها في كل وقت وحين
ترمقه بعينيها الشاحبتين
تزداد قوة بعد ضعف يحاول أن يفنيها
لكنها زينب الإباء
المقاومة شيء من معانيها
____________
عذوبة النصر قد كان شيئاً كبيراً على تصوراتها
وفوق هذا كله فاللبوة لم تستنجد بأحد
والحماة رغم تلاشيهم إلاّ أنهم زادوها قوة فوق قوتها
واستمرت تحمل الصخر على منكبيها
تقطع المسافات وتطويها ببسالة
وسارت ودارت البلدان والأفكار تدور بها
وتلبيات الحج الزينبي لا تفارق كعبتها الحزينة
حسين وزينب
وزينب والحسين
وسجود الآه والآهات ينعيها
ويرفع الدمع من أماقيها
ويمحو الذل من بواديها
_____________________
ومازال الحال على حاله
وما زلنا على الأثر نواصل الحكاية
نعم .. حكاية متوارثة وستظل كذلك
حب مستميت
وولاء عن الخط لن يحيد
واستمرار من الوريد حتى الوريد
يلثمه الوليد
ويتنامى يوماً بعد يوم
وينمو الحب متفاخراً
ولو قدّم في سبيل ذلك مليون شهيد
________________
كل يوم كربلاء
وكل يوم عاشورا
المفضلات