ياحُسينيَّ الأقدسْ ،
إني أموتْ ...!
من يخبر الحسين أن وداعه يعصفُ روح البيت والمقام ..!
من يخبره أن عرش الأحزان قد تدكدك وانصدع ..
استجابةً لصرخة فاطمة عليه..
من يخبره أن كل شيئ..واللاشيئ عادا لينوحا مواساةً لأمه الزهراء مُتسربلين سوادا..
من يخبره أن السماء تقيئت حزنها ...البارحة ، وفجر اليوم [عليه حدادا ..!!
من يخبره أن الوجود أخذ يخيطُ عزاءً لقلب فاطمة أمه...
وَ من يخبره أني مُزعجة بصمتٍ شديد كـ ليلٍ مُدلهم حين أرثيه ..
حتى أكادُ أُزلزلُ الأبجديات بسكون ٍ قاتل..!
فلا يستطيع حرفي رسم كنهه العظيم وتجسيد خطبه الجلل....!
من يخبره أني لاأُتقنُ إلا فقده ولاأجدني إلا به ِ وفيه ...وَ من يخبره ..
أني أتلاشى في كونه وكينونته الشامخة.....!
من يخبره أن الهموم تزحف على سطح أوردتي بوجع ٍ قاسي حين ارتحاله ..!
من يخبره أني ارتعش خوفاً من لون الفقد الـ يُطاردني فيجرعني لهيب الارتياع ..
من يخبره أني أمقتُ سرابي الأبله الـ يُغشي مقلتي كيلا أراه
من يخبره أن إحساسي لازال به رمق وجيع.... يُردد (وَ غرب الحسين من سماء المدينة وَ بطن مكة )
من يخبره عن أنفاسي تكابدُ صرعة الجحوظ بحثاً عنه ...
من يخبره أن لأمنياتي سطور ...منها (أن أُغير التأريخ علّي أُقتل دونه..)
ومن يخبره أني آملُ نصرة قائمه لأصبحَ حرفاً يُذكر في دفتر محمد وآل محمد ...
ثم من يخبره أن أقصوصة عشقي سرمدية منذ لم أكن شيئاً مذكورا ..وحتى الأزل...
أرِثـُها ليلي المُعتق بلهفة النظر إليه ..
من يخبره أن للكآبةِ بجوفي كهفُ قديم...خُلق لأجله ، واليوم أُعيدُ ترميمه ...، لأبكي فيه عليه..!
زهراء ..
كوني لي الواسطة ياأم الحسنين...
وأخبريه عن أسباب موتي..
أخبريه أني أصبغني ألمٌ داكن ...لأجلكِ ولأجله ..
مأجورة مولاتي لوداع حسينكِ العظيم ..
مدونة دمعة ...وذكرى الخروج ..
المفضلات