~₪أوراق مـبـعـثـرة₪ ~
في هذه الليلة التي يزين سمائها نور القمر و تلألأ النجوم عبرت نسمة ريح باردة بعثرت الأوراق التي على طاولتي الصغيرة ليتحركـ القلم و تتبعثر الكلمات من الذاكرة ...
من ذاكرة الأيام و السنين الماضية تتبعثر كلماتنا و صفحات حياتنا في كل مكان الآلام و الجراح , الحب و الخيانة , لكن هذهـ الأحداث التي تمر بعثرتنا و ضيعتنا في زمن غامض لا نفرق فيه بين الصالح و السيء تختبئ أشكال بشعة تحت أغلفة جميلة مزينة كحبة شوكولاته مزينٌ غلافها رديء طعمها لم يهتم بها صانعها فبعد أن ذاق الناس سؤها تركها لكن بعد أن لوثت فمه بطعمها السيئ فعندما تطالنا الجراح نتبعثر من داخلنا كأوراق هبت عليها الريح فبعثرتها هنا و هناكـ دون ما تناسق ...
و نبحث عمن يلملم لنا أوراقنا المتبعثرة لكن قد لا نجد من يلملمها بصدق و ترتيب قد يرمي بها عرضًا أو يدوس عليها متظاهرًا و كأنه لم يرها فتتبعثر و تزداد آلامًا ...
هذهـ الأوراق هي حياتنا أيامنا الماضية و ذكرياتنا الجميلة و الحزينة فالحياة أوراق تنطوي داخلها المعاني لا تظهر حقيقتها و أصلها بسهولة فقد تبدو تلكـ الورقة جميلة بين ما الكلمات التي فيها يملؤها الحزن و الجراح ، و قد تبدو هذه الورقة بيضاء ينطوي داخلها الصدق و الجمال بين ما الخبث و الخبائث يغلي فيها و يملؤها !
قد نعجز عن لملمة أوراقنا المبعثرة أو أن نعجز من أن نجد من يساعدنا في لملمتها و لكن لو حاولنا و جاهدنا أنفسنا في ذلكـ سنستطيع أن نلملمها من جديد بدون مذلة للآخرين بدون جراح من الآخرين نستطيع أن نصعد سلم الحياة إلى عرش الراحة و الصدق إذا اعتمدنا على أنفسنا و توكلنا على ربنا العظيم ...
هذا ما خطه القدر لنا فقد جف القلم و رفعت الصحف و قضي كل الأمر و انتهى فلا نستطيع أن نغير ما مضى
و هنا سكن القلم و أغلقت نافذتي لألملم أوراقي من على الأرض فهذا ما كتبه القدر و بعثرته الرياح على الأرض
تحيآـآتيـ
مَكْنُوْنَهْـِ فِيْ أُمْنِيَآتِيْ
المفضلات