• روى الشيخ الطوسي بإسناده عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: (ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوأه الله في الجنّة حقباً، قال أحمد بن يحيى الأودي: فرأيت الحسين بن علي في المنام، فقلت: حدثني محول بن إبراهيم، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عنك أنك قلت: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوّأه الله بها في الجنّة حقبا قال: نعم قلت، سقط الإسناد بيني وبينك)(11).
• روى الصدوق بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: (قال الرضا (عليه السلام) إن المحرّم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال فاستحلّت فيه دماؤنا وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون فإن البكاء يحط الذنوب العظام، ثم قال: كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيّام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين)(12).
• وروى بإسناده عن الريان بن شبيب، قال: (دخلت على الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرّم، فقال لي: يابن شبيب أصائم أنت؟ فقلت: لا، فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريّا ربّه عزّ وجل فقال: ربّ هب لي من لدنك ذريّة طيّبة انّك سميع الدعاء فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريّا وهو قائم يصلّي في المحراب إن الله يبشّرك بيحيى فمن صام هذا اليوم، ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب لزكريا ثم قال: يابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص) لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبداً يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم: يا لثارات الحسين، يا ابن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليه السلام) إنّه لما قتل الحسين جدي (صلوات الله عليه) مطرت السماء دماً وتراباً أحمر يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين (عليه السلام) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً، يابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عزّ وجلّ ولا ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام) يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين، يا بن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه السلام) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. يا بن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو أنّ رجلاً تولى حجراً لحشره الله
الهوامش
1 ـ ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق: ص 183، رقم: 182.
2 ـ المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 176، ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين: ج 1 ص 159 والسيوطي في الخصائص الكبرى: ج 2 ص 449 مع فرق يسير.
3 ـ مقتل الحسين: ج 1 ص 162.
4 ـ المصدر: ص 88.
5 ـ وقعة صفين: ص140.
6 ـ وقعة صفين: ص141.
7 ـ وقعة صفّين: ص 141.
8 ـ المصدر: ص 142.
9 ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ص 187 رقم 237.
10 ـ وسيلة المآل: ص 115 ورواه السمهودي في (جواهر العقدين) العقد الثاني، الذكر العاشر: ص 255.
11 ـ الأمالي: ج 4 ص 72.
12 ـ أمالي الصدوق المجلس السابع والعشرون: ص 128 الحديث: 2.
13 ـ المصدر: ص 129 الحديث 5.
اختكم ,,, نور علي
المفضلات