( الاضطرابات الانفعالية )
emotional disorders
ـ الانفعال هو حالة شعورية مركبة يصاحبها نشاط جسمي و فسيولوجي مميز ، و السلوك الانفعالي سلوك مركب يعبر أما عن السواء الانفعالي أو يعبر عن الاضطراب الانفعالي .
* و الاضطراب الانفعالي حالة تكون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو بالنقصان ، فالخوف الشديد كاستجابة لمثير مخيف حقا لا يعبر اضطرابا انفعاليا بل يعتبر استجابة انفعالية عادية و ضرورية للمحافظة على الحياة ، أما الخوف الشديد من مثير غير مخيف فانه يعتبر اضطرابا انفعاليا .
ـ أسباب الاضطرابات الانفعالية :
* الأسباب الحيوية : القصور الجسمي و الإصابات ، و العاهات و التشوهات الجسمية ، و المرض المزمن
مثل الصرع وعدم التوافق مع هذه الحالات .
* الأسباب النفسية :
الإحباط و الفشل ، و الصراع بين الرغبة الجنسية و الإشباع الجنسي ، وعدم إشباع الحاجات الجنسية ، وميلاد طفل جديد و الخوف من تحويل حب الوالدين واهتمامهما إليه وخاصة إذا كان الطفل الأول الوحيد ، والرفض و الجوع الانفعالي و نقص الأمن الانفعالي ، و الصدمات العنيفة في الطفولة ، و الحكايات المخيفة للأطفال ، و التوحد مع الوالدين المضطربين انفعالياً أو أحدهما ، وعدوى الخوف من الكبار ، و التسلط و القسوة في المعاملة ، والضغوط الموجهة إلى الفرد ووجود الفرد في مواقف جديدة دون الاستعداد لها و الصعوبات التي يواجهها المراهقون في التوافق وحل مشاكلهم ، و القصور العقلي .
* الأسباب الاجتماعية :
البيئة الأسرية المضطربة ( السلوك المنحرف ) و الشجار و الانفصال و الطلاق و الانفصال عن الوالدين و غياب أحد الوالدين أو كليهما و الحرمان العاطفي ، و الوالدين العصبيان ، واضطراب العلاقة بين الوالدين و الطفل ، و أسلوب التربية الخاطئ كما في نقص وخطأ التربية الجنسية و أخطاء التدريب على النظافة وغيرها ، و الفرقة في المعاملة بين الاخوة و تفضل جنس على الأخر ، و السلطة الوالدية الزائدة و التدخل الزائد عن الحد في شؤون الفرد ، و الاتجاهات السلبية لدى الوالدين ، ورفض الطفل والمغالاة في الرعاية و التدليل ، و إثارة المنافسة غير العادية بين الأطفال ، و البيئة المدرسية المضطربة مثل إهمال المدرسين وتهكمهم ، وسوء المعاملة و العقاب ، و اضطراب العلاقة مع الزملاء ن و الامتحانات القاسية و المخيفة .
ـ أهم أعراض الاضطرابات الانفعالية :
* الخوف : كرد فعل انفعالي لمثير موجود موضوعيا يدركه الفرد على انه مهدد لكيانه الجسمي أو النفسي ، ويشمل الخوف الكثير من أنواع الخوف ( الخوف المرضية ) و الخوف المرتبط يفقد الأمن و فقدان الرعاية ومشاعر الذنب ، و الخوف له درجات متدرجة وهي الذعر و الرعب و الخوف الخفيف .
* القلق : وهو مركب انفعالي من الخوف المستمر بدون مثير ظاهر و التوتر و الانقباض ، ويضمن الخوف المصاحب للقلق تهديدا متوقعاً أو متخيلا ( غير موجود موضوعياً أو مباشرة ) لكيان الفرد الجسمي أو النفسي ، ويعوق أشكال العقلي المعرفي و سلوك الفرد بصفة عامة ، ويؤثر على التفاعل في أشكال مختلفة منها المرض ، وأحلام اليقظة ، و الأحلام المزعجة و الكابوس ، و التمرد ، و العدوان ، و القلق عرض خطير و خاصة في عصرنا الذي أطلق عليه البعض " عصر القلق " .
* الغضب : وهو وسيلة للتعامل مع البيئة المهددة ، و يتضمن استجابات طارئة وسلوكا مضادا لمثيرات التهديد و يصاحبه تغيرات فسيولوجية لاعداد الفرد لسلوك يناسب الموقف المهدد ، و الغضب قد يكون علامة قوة وقد يكون علامة ضعف ، فهو علامة ضعف عندما لا تناسب مع الموقف ، وعندما لا يوجه نحو مصدر التهديد وعندما يثير متعاب اكثر ، ويؤدي الغضب إلى صراع ذي جانبين : أولهما صراع مع الآخرين الذين يتعرضون على الغضب يحرم الفرد من العطف و الحب و الحنان و يفقده السيطرة على نفسيه ، هذا وقد يوجه الغضب في شكل عدوان نحو الآخرين وقد يوجه نحو الذات ، وقد يظهر الغضب في شكل نوبات ، وقد يصب الغضب على كبش فداء ( شخص أو موقف آخر ) عندما يكون الفرد عاجزا عن توجيه غضبه إلى الشخص أو الموقف الذي آثار الغضب ، وقد ينسحب الفرد من الموقف ، أو قد ينكص إلى السلوك طفلي اقل نضجاً في مستواه وقد يكبت غضبه ويكظم غيظه وتظهر أعراض سلوكية تدل على ذلك مثل العناد و التخريب و نوبات الغضب الطفلية .
* الغيرة : وهي مركب من انفعالات الغضب و الكراهية و الحزن و الخوف و القلق و العدوان ، وتحدث عندما يشعر الطفل بالتهديد و عندما يفقد الحب والعطف والحنان .
* الاكتئاب : حيث يشعر المريض بالكابة و الكدر و الغم و الحزن الشديد و نوبات البكاء و انكسار النفس دون سبب مناسب أو لسبب تافه وقد يصل الخال إلى محاولة الانتحار .
* التوتر : و الشعور الذاتي بعدم الراحة و الاضطراب و التململ و عدم الرضا و الارتجاف و سرعة الحركات و الصداع .
* الفزع : أي التوتر الطويل و الخوف الفجائي الحاد و الشعور بالخطر وعدم الأمن .
* إعراض جسمية : مثل فقدان الشهية ، و الاضطرابات المعوية ، واضطرابات وظيفة المثانة ، واضطرابات الحواس ، واضطرابات الوظائف الحركية ، و التعب وعدم الاستقرار ، و اللازمات الحركية ، ومص الأصابع وقضم الأظافر .
* أعراض أخرى : مثل التبلد و اللامبالاة ، والتناقض الانفعالي ، وعدم الثبات الانفعالي ، و انحراف الانفعال ، و الزهد أو المرح ،و أحلام اليقظة ، والاسغراق في الخيال ، و مشاعر الذنب و الشاذة ، و الاستثارية ، و السلوك المضاد للمجتمع ، والاضطراب النفسي و الجنسي مثل العنة و البرود الجنسي واضطراب الحيض و السلوك الجنسي الشاذ وسوء التوافق الزوجي ، والتأخر الدراسي ، و سوء التوافق المهني ، و الإدمان في بعض الأحيان ، وقد يصاحب الاضطرابات الانفعالية ضعف وفقدان الثقة في النفس واضطراب الكلام و السلوك و الدفاعي و سهولة الاستثارة و الانفعالية و الحساسية النفسية بصفة عامة .
ـ علاج الاضطرابات الانفعالية :* التعاون : بين الأخصائي النفسي و المدرس و الوالدين في علاج الأعراض ( حسب كل حالة ) بحيث يتمكن العميل من حل بعض مشاكله بنفسه تحت أشرافهم وتوجيههم ، وتقديم المساعدة المناسبة في الوقت المناسب والأخذ بيد الفرد نحو النضج الانفعالي .
* العلاج النفسي : الفردي و الجماعي و التحليل النفسي ، و البحث عن الأسباب الحقيقية للاضطراب الانفعالي أزالتها حسب الحالة ، و التشجيع و إبراز نواحي القوة و الإيجابية لدى الفرد و تنمية الثقة في النفس والاعتماد على النفس و تشجيع النجاح و الشعور بالنجاح و تحمل المسئولية ، و المساعدة في حل المشاكل الانفعالية وخاصة ما يدور منها حول الشعور بالذنب و القلق وذلك عن طريق المشاركة الوجدانية غير الناقدة وتأكيد الذات ، و إزالة الضغوط عن طريق الانفعالية وتسهيل عملية التفريغ الانفعالي ، ويفيد العلاج السلوكي بربط الانفعال بأمور سارة محببة و إنقاص عوامل تعزيز الخوف و الغضب و الغيرة حتى تنطفئ ، وتشجيع الفرد على السلوك في إطار الخبرات و المواقف المثيرة انفعالياً تدريجيا مع أثابته و طمأننه حيث تتغلب المثيرات السارة على المثيرات غير السارة فينقلب انفعال مثل الخوف .
* الإرشاد النفسي : للوالدين وخاصة إذا كانا عصابيين قلقين وحثهما على ضرب المثل و القدوة في السلوك الانفعالي ، وتعريفهما بالأسلوب السليم في تربية الأولاد .
* علاج البيئة : علاج البيئة تصحيح الأخطاء في البيئة وخاصة عن الوالدين ، وعلاج الجو المنزلي الذي يجب أن تسوده المحبة و العطف و الحنان و الهدوء و الثبات و الاتزان و الحرية ( وقد يلزم تغير من يرعى الطفل ) ، والمعاملة السليمة ( لتحقيق الأمن ) و المساعدة في تحقيق فهم واضح للدوافع و المشاعر التي تؤدي انفعاليا .
* العلاج الطبي : استخدام المهدئات الخفيفة
المفضلات