
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة باحساسي
الحسين صلوات الله وسلامه عليه، نفحة الهية نورانية فريدة، شاء الله ان تكون عن طريق أشرف انبيائه ورسله، من ابنته سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين،
ومن ابن عمه وحبيبه ونفسه سيد الاولياء والوصيين. فبذلك يحظى الامام الحسين بأشرف نسب وأزكى محتد وسلالةٍ ومنحدر،
وهو الى ذلك سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة جميعاً، وقل هو نسيج وحده، لا يمكن وصفه بقلم ولا لسان، ولا مقال ولا بيان،
إنه من المصطفى والمصطفى منه، وهو مهجة قلب البتول، وسليل نور علي وصي خير رسول، ذلك النور الذي أبى الله الا أن يتمه ولو كره ذلك من كره!
إنه الحسين فوق أن يوصف أو ينعت، أو يُقرن به أحد من الناس، إذ هو من الطينة التي كرمها خالقها فأحسن تكريمها،
ولم يخلق من بعد خلقاً الا لاجله، تكريماً له ولجده وأبيه، وامه وأخيه، ثم الذرية الطاهرة من بنيه.
أفلا يكون بعد هذا للحسين مرقد وقبر وضريح وحرم قدسي، وقد قتل تلك القتلة الرهيبة العجيبة؟! أجل، كان له قبر ادخره الله تعالى له في كربلاء
وأخبر به نبيه صلى الله عليه وآله عن طريق جبرئيل عليه السلام، قال: «ثم يبعث الله قوماً من امتك لا يعرفهن الكفار،
ولم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون اجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيد الشهداء،
بتلك البطحاء، يكون علماً لاهل الحق، وسبباً للمؤمنين الى الفوز».
وكان من الامام زين العابدين عليه السلام دفن ابيه الحسين بعد ثلاث، ومواراة وإعلام للقبر الطاهر، ثم كان من الموالين الغيارى تشييد للقبر وإعمار وإجلال،
فصار علماً شاخصاً يستجذب الارواح والقلوب، ومزاراً معراجاً الى المكارم السامقة.
وبذلك أنبأ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم قال لوصيه علي عليه السلام مخبراً عن الغيب العميق:
«يا ابا الحسن، ان الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه، وصفوة من عباده
تحنّ اليكم، وتحتمل المذلة والاذى، فيعمرون قبوركم، ويكثرون زيارتها؛ تقرباً منهم الى الله، ومودة منهم لرسوله، اولئك ـ يا علي ـ المخصوصون بشفاعتي، الواردون حوضي،
هم زواري غداً في الجنة. يا علي من عمر قبوركم وتعاهدها فكإنما أعان سليمان بن داوود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الاسلام،
وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمه،
فأبشر، وبشر اولئك ومحبيك من النعيم وقرّة العين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر!».
إذن اتضح أن ارادة الله تبارك وتعالى شاءت أن تحظى بعض بقاع الارض بقدسية خاصة منشؤها الاساسي نوع من الارتباط بالله وبأوليائه عزوجل، بحيث يكون الاهتمام بها وزيارتها سبباً للتقرب
من الله عزوجل.
وهذا الحكم يصدق على ارض كربلاء المقدسة التي احتضنت الملحمة الحسينية الخالدة ومشاهد أبطالها الشهداء (عليهم السلام)
الذين اصبحوا مصابيح هداية تهدي الاجيال الانسانية الى قيم التوحيد الخالص بكل معانيه وأسمى مراتبه.
هذا وصلى الله على محمد واله الاطهــار.
اسألكم الدعــاء .
اميرة .
المفضلات