بسمه تعالى
للشيخ جوادي املي
إن الله يدعونا في القول والفعل إلى اتّباع «الأحسن». إذ يقول في الجانب العملي: «و اتّبعوا أحسن ما أنزل إليکم من ربکم»(1)، أي أن كل ما أرسل إليكم من ربكم فهو حسن، ولكن عليكم باتباع الأحسن. فمثلاً العدل والإحسان حسن ؛ لأن الله أمرنا بكليهما حيث قال: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان»(2)، فمن جملة مواطن العدل مقابلة المعتدي بالمثل حيث أشار القرآن إلى ذلك قائلاً: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»(3)، فمن اعتدى علينا يحق لنا الانتقام منه بنفس المقدار وهو حق جميل؛ إذ: «و جزاء سيئة سيئة مثلها»(4)، سوى أن الإحسان أعلى من هذا العدل والجمال؛ لإن الله أمر نبيّه به واعتبره من صفات المؤمنين الماضين ومن سمات العقلاء الألبّاء.
ـــــ
1- سورة الزمر، الآية 55.
2- سورة النحل، الآية 90.
3- سورة البقرة، الآية 194.
4- سورة الشورى، الآية 40.
المصدر: صورت وسيرت انسان در قرآن (صورة وسيرة الإنسان في القرآن)، ص 110
المفضلات