بسم الله الرحمن الرحيم
تتكرر في مثل هذه الأيام من كل عام هجري جدلُ واسعُ بين المشايخ والعلماء والباحثين حول مشروعية إحياء ذكرى ميلاد الرسول محمد وذلك بالاحتفال بمولده الشريف في الأماكن العامة والخاصة.
فقد طالب الباحث السعودي في الشؤون الإسلامية الدكتور نجيب يماني، بتقديم الدعم الرسمي للاحتفالات بمولد النبي محمد ، وأشار الدكتور يماني إلى "وجوب منح الموظفين والطلاب إجازة رسمية بهذه المناسبة العظيمة"، مؤكدا إلى جانب ذلك على "ضرورة عقد ندوات ومحاضرات دينية في حب الرسول محمد"،وذكر يماني "يجب أن نحتفل بيوم ميلاد النبي لأنه في هذا اليوم أرسل الله رسوله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وأرشدنا للطريق الصحيح، لذلك هو يوم عظيم يجب الاحتفال به, كما نحتفل باليوم الوطني والجنادرية وكما نصوم يوم عاشوراء والأيام الأخرى لعظم هذه الأيام بينما الرسول الكريم محمد أولى بأن نحتفل به لعظم ما قدمه لأمته".
وفي مقابل ذلك نفى أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد البراك أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي أمرا مستحبا بل أكد أنه بدعة من البدع وذكر" أنه مما لا شك فيه أن الاحتفال بالمولد بدعة مستحدثة وليست من عمل أهل السنة على الإطلاق ،ولا يلزم من صحة النية صحة العمل لأن من يحتفل بمولد النبي صاحب نية سليمة ومقصد طيب، لكن النية في مثل هذه الأعمال غير كافية لصحة العمل ولابد أن يكون العمل ثابتا عن الرسول محمد حتى يصبح هو منهج أهل السنة والجماعة" وأضاف البراك" ذكر الرسول محمد في يوم من السنة عمل غير صحيح لأنه يجب علينا ألا نستغني عنه في كل أعمالنا وحياتنا اليومية والاقتداء به في تصرفاتنا وأخلاقنا".
وعكس ذلك يشدد كثير من الباحثين والأساتذة في الوسط السعودي على أهمية الاحتفال بالمولد النبوي في كل عام،وبالخصوص في منطقة الحجاز،ومنهم الدكتور محمد عبدة يماني وزير الإعلام السابق،حيث يعتبر الدكتور يماني" محبة الرسول محمد وأهل بيته أمر ضروري وواجب على كل مخلوق،ومسألة ألاحتفال بالمولد تأكيد وإعلان لحب للنبي محمد".
وأما الوسط الشيعي في القطيف والاحساء والمدينة المنورة،فإنهم يعتبرون مسالة الاحتفال بالمولد هو إمتثالاً لأوامر ربانية وإلهية تحث على المحبة والمودة للرسول محمد وأهل بيته الأطهار سلام الله عليهم أجمعين.
ومن خلال ما مضى، يأنس العالم الإسلامي بإثارة الخلافات العقدية في الأوساط الإعلامية،وتحتد الصراعات حول مؤيد لمعتقده ومنكر لمعتقد الاخر ،وبالخصوص في الشارع السعودي الذي يثير قضايا خلافية كثيرة عبر الإعلام،وآخرها مشروعية الاحتفال بميلاد سيد الكون محمد،وفي نفس الوقت نشاهد العالم الإسلامي مستهدفاً من قبل الاستكبار العالمي والصهاينة، ونجد المسلمين في السعودية يختلفون ويشنجون كل لما يعتقد به،تاركين الساحة العالمية وما يحقق مصالح الأمة الإسلامية بأيدي أعداء الإسلام،وهم يتناحرون فيما بينهم ويقفون وقفة المتفرج تجاه العدو.

شبكة اشارة الاخبارية