الفصل 17
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
نظرت الى السائق واذا باحدى رجليه قد ابتليت بقطع او بالابتلاء الرباني وهو مع ذلك مرحا ونشطا افضل من باقي اصحاب السيارات ؛ وتذكرت اني ركبت معه قبل سنين لما زرنا العراق مع الاهل .
فقلت في نفسي سبحان الله ؛ الاحساس بالسعادة هو شعور باطني يخلقه الانسان في جوهره بنفسه حينما يسلم لامر الله تعالى ؛ ويغفل عما ابتلي به او يتغافل وقال اهل البيت عليهم السلام
في رواية عن الامام الصادق عليه السلام :
الكافي 2 57
...ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ.
وكان الرجل مع ركابه حسن الخلق يسرح ويمرح معهم في الاحاديث .
كنت انظر الى الشارع واذا بزوار الامام الحسين الشهيد عليه السلام يمشون على اقدامهم قد ملؤا الشارع من جانبيه رجالا ونساءا ؛ وهناك الكثير من خدام الامام عليه السلام قد نصبوا لهم خيما لاطعام الزوار واعطائهم ما يحتاجون وحتى ان هناك خيم نصبت للتطبيب .
كنت افكرفي نفسي ؛ من يجذبهم هؤلاء للسير الى هذه المسافات الكثيرة من الكوت الى النجف الاشرف ثم الى كربلاء الحزين سبحانه وتعالى حينما يقول في محكم الكتاب العزيز :
َ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
فانك تجد الاية هنا جلية واضحة للعيان حيث تراهم يمشون بافئدتهم لا باقدامهم بل يمشون واضعين قلوبهم على ايديهم يقدموها رخيصتا لامامهم روحي فداه .
هنا تجد الحب باشرق انواره ؛ وتجد العاشقين ان كنت لا تعرفهم فها هم يسيرون امامك نحو معشوقهم
لاتقل انه صاحب حاجة وهو يذهب لحاجته لانك تقع في مهوى سحيق لان تفكيرك هذا يضحك الثكلى ؛ واي حاجة وهو قد جعل مهجته تحت قدميه وترك كل ما خوله ربه ليسجل كلمة حضور فقط لامامه عليه السلام ثم يعود .
كنت افكر هكذا واذا بسائقنا المرح تحول جانبا عن الطريق ...
المفضلات