السمكة والحرية



كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا ..

كانت قبل فترة قصيرة في البحر الواسع الشاسع الذي لا يُحد،
ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع لحركتها، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي
هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله..
كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد ..
حاولت القفز ففشلت، دارت بسرعة وحاولت الخروج، فارتطمت بطرف الإناء الصلب ..



كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا، اقترب من الإناء وقال :
ما بك أيتها السمكة ، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..
قالت بألم :
ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
قال البلبل دون أن يفهم شيئا :
مصيبة !! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ، ألعب وأنا بعيدة عن البحر ،
ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!..
كيف ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين
إذا بقيت بعيدة عن البحر .
قال البلبل :
أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور،
فظننت أنك ترقصين فرحا .
أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق
والماء الذي فيه قليل، وأنت أكبر حجما مني،
كيف أصل إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..
قالت السمكة :
إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية ،
أريد أن أعود إلى البحر الحبيب ، هناك سأسبح كما أريد،
أنتقل من مكان إلى مكان كما أشأء
قال البلبل :
سأحاول مساعدتك ، انتظري وسأعود بعد قليل ..
طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ،
طلب البلبل من جماعة الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة
التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل ..
وافقت جماعة الحمام ، وطارت نحو الإناء وحملته ،



ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن
وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب ..
قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :
شكرا لكم جميعا على ما قمتم به .. شكرا لك أيها البلبل الصديق ..
وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية ..
كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن

غزولة والفراشـــة *





كان ياماكان ... غزالة صغيرة تلعب في بستان ..





مليئ بورود من أزهى الألوان ..





كانت غزولة تذهب نهار كل يوم تلعب وتقفز بين الورود

بكل فرح وانسجامـ .. وفي أحد الأيامـ ..

سمعت صوتا رقيقا ناااعما .. ياغزالة ياغزالة ..

فالتفتت نحو الصوت ووجدت فراشة جميـــــلة .. وابتسمت لها ..






قالت الفراشة الجميلة : أنا أراك كل يوم هنا تلعبين وتقفزين وأتمنى

أن ألعب معكِ ونكون صديقتين ..

فرحت الغزالة ولعبتا واستمتعتا ... وعند حلول الغروب ..





اتفقتا أن يلتقيا غدا صباحا ويلعبا معا .. فودعت غزولة

صديقتها الفراشة بكل حب وذهبتا لمنزليهما .

فأصبحتا يلتقيان كل صباح في بستان الأزهار ..

ويلعبان حتى الغروب .. هكذا كل يومـ .


وفي يوم من الأيامـ ... ذهبت الفراشة للبستان .
وبقيت تنتظر صديقتها غزولة لتلعب معها ..

تأخر الوقت وقرب حلول الظلامـ ولمـ تأتي الغزالة الصغيرة ..

حزنت الفراشة فقالت : أتمنى أن تكون صديقتي بخير ..

سأذهب الى بيتها لأطمأن عليها .. ولـــــــــــكن لا أعرف أين بيتها ؟

آه هي تذهب من هذه الجهة .. سأذهب من هنا ..

ذهبت الفراشة تطير في طريق بيت الغزالة .. ولكنها وجدت بيوتا عديدة ..


[IMG]http://img528.**************/img528/9702/dsc02213500x376mb0.jpg[/IMG]


فاحتارت ، أي هذه البيوت بيت صديقتي ؟

فمر غزال في الطريق .. فتوجهت إليه الفراشة وسألته :

ياعمـ .. هل تعرف بيت غزولة ؟


قال : نعمـ ... إنه ذلك البيت القريب من البحيرة .. وحوله شجيرات صغيرة .





شكرت الفراشة العمـ .. فتوجهت نحو بيت غزولة ..

فحاولت أن تطرق الباب .. ولكن لم يرد عليها أحد ..

لأن صوت طرقها خفيف جدا .. فلمـ يسمعه أحد ..

وكذلك لمـ تتمكن من الدخول لأن الباب والنافذة مقفلين ..

فدارت الفراشة حول البيت لعلها ترى غزولة وتطمئن عليها ..

فكانت في الجهة اليمنى من البيت .. نافذة تطل على غرفة غزولة ..





وجدتها على سريرها ويبدوا عليها التعب .. وأمها بجانبها تداويها ..

حزنت الفراشة على صديقتها .. فحاولت أن تطرق النافذة

لتعلمـ غزولة بوجودها .. فلمـ تسمعها أيضا ..


يئست الفراشة وقررت الرحيل وفجأة جائتها فكرة ممتازة ..


فقامت بتنفيذها فورا ..



ذهبت الفراشة الى بستان الزهور ... فقطفت ثلاث وردات وحملتها

في فمها وذهبت الى بيت غزولة وتركتها على النافذة ..





ثمـ عادت مرة أخرى الى البستان وقطفت زهرات بألوان مختلفة ..

ثمـ تركتها على النافذة .. وهكذا كررت هذه الطريقة حتى جمعت

عددا من الزهرات الملونة على نافذة غزولة ...



منظر الأزهار حول النافذة .. لفتت نظر أمـ غزولة

وقالت لابنتها :صغيرتي غزولة أنظري الى نافذتك فعندها وردات جميلة .


من أتى بها هنا ؟


فنظرت غزولة وشهقت فرحا حين رأت بجانب الأزهار صديقتها الفراشة ..

فقالت : يا ماما هذه صديقتي الفراشة جائت إلى ..

افتحي النافذة لو سمحتِ فورا ... ففتحت أمـ غزولة النافذة ..





فدخلت الفراشة الوفيـــــة وقبلت صديقتها غزولة فقامت غزولة سعيدة بها ..





وسرعان ماشفيت من مرضها ... فأصبحت تذهب كعادتها كل يومـ الى البستان

لتقابل صديقتها الحميمة أجمل الفراشات .