قال ذاك مقامه، حيث يصعد عمله ثم قال: او تدري ما بكاء السماء؟
قلت: لا، قال تحمر وتصير فظيعاً، فاهتزت معبرة مرة: عن الحزن الفجيع، والبكاء والصريخ والعويل، وعن الكآبة والتألم والوحشة المريرة.
ومرة عن الاستغراب لما حدث والاستفظاع مما وقع وجرى ومرة عن الاستنكار على من ساهم في هذه الجريمة العظمى، ومرة اخرى عبرت العوالم عن الغضب الذي لا يسكت ولا يخفى حتى يرتسم على المظاهر الخارجية.
فكان بكاء السماء حتى روت لنا الاخبار في مؤثقات مصادرها انه لما قتل الحسين صلوات الله عليه مطرت السماء دماً ورماداً وتراباً احمر، وبكت اربعين صباحاً بالدم، كما بكت الارض بالسواد والشمس بالحمرة.
وقد خرج الحسين سلام الله عليه يوماً على ابيه فقال امير المؤمنين عليه السلام، اما ان هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والارض وردة كالدهان أي حمراء كالدهن في ذوبانه ثم قال ان يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام، لما قتل احمرت السماء وقطرت دماً، وان الحسين بن علي رضي الله عنهما، لما قتل احمرت السماء.
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لابن حجر الهيثمي المصري الشافعي روى باسناده عن ام حكيم انها قالت: قتل الحسين وانا يؤمئذ جويرية مصغر جارية، فمكثت السماء اياماً مثل العلقة!
نعم قتل الحسين، حبيب الله وحبيب رسوله، وحبيب فاطمة وعلي قتل وهو الفيض السماوي الزاهي، وطعم الحياة الحلو، واحد اركان الدهر فاضطربت العوالم وانقلب حالها، وظهرت آيات المصاب، وكان يظن ان الكون لا حس له ولا شعور، ولا عقل ولا ضمير، الا ان الكائنات والاكوان والمكونات قد تغيرت بطبيعتها، وكأنها احست شيئاً.
هذا وصلى الله على محمد واله الاطهــار .
اسألكم الدعـــــاء .
اميرة
المفضلات