• شفاء النفوس والأبدان: ذُكر أنّ « أنُوشروان » المجوسيّ الأصفهانيّ كانت له منزلة عند « خوارزمشاه » ( حاكم خوارزم الذي تملّك مدّة طويلة، وكان مطيعاً للسلطان سنجر ت 551 هـ )، فأرسله رسولاً إلى السلطان سنجر بن ملكشاه ( حاكم خراسان ت 552 هـ، وقد زال بموته مُلك بني سلجوق عن خراسان ـ يراجع: وفيات الأعيان لابن خلّكان 427:2 ).
وكان بأنوشروان بَرَصٌ فاحش حتّى أخذ يهاب أن يدخل على السلطان سنجر خشيةَ نفور الطباع منه، فلما وصل إلى مشهد الإمام الرضا صلوات الله عليه بطوس، قال له بعضُ الناس: لو دخلتَ قُبّةَ الرضا وزرتَه، وتضرّعتَ حول قبره، وتشفّعتَ به إلى الله سبحانه وتعالى لأجابك، وأزال عنك مرضك، فقال: إنّي رجلٌ ذمّي ( مجوسي )، ولعلّ خَدمَ المشهد يمنعونني من الدخول إلى حضرته، فقيل له: غيّرْ زِيَّك وادخُلْ مِن حيث لا يطّلع على حالك أحد.
ففعل، واستجار بقبر الإمام الرضا عليه السّلام، وتضرّع بالدعاء وابتهل، وجعل الإمامَ وسيلةً إلى الله سبحانه وتعالى. فما أن خرج حتّى نظر إلى يديه إذا هو لم يَرَ فيهما أيَّ أثرٍ للبرص! فعمد إلى ثوبه فنزعه، وأخذ يتفقّد بدنَه فلم يجد به أثراً.. هنا غُشيَ عليه لفرحه وعَجَبه، ثمّ أفاق مُسْلماً مُسلِّماً لتلك المعجزة الشريفة، وحَسُن إسلامه، وقد تبرّع أنُوشروان هذا للقبر المبارك صندوقاً من فضّة، أنفق عليه مبلغاً كبيراً، وأصبح أمر الرجل مشهوراً شائعاً رآه خَلقٌ كثيرٌ من أهل خراسان.
سلامٌ عليك أيُّها الإمامُ الرؤوف.. مولانا وسيّدنا الرضا العطوف
المفضلات