سجني

[صدفة البحر]

سجني ..

زنزانة الموت

التي أُدخلت فيها بالرغمـ عني

وأصوات مرتفعة تكاد تُصيبني بالصم ..

يصرخون في وجهي*أسكتـي *
لتسكت مع أصواتهم براءتـي

وتنكمش طفولتي ..

تُخرسني لوحشيتهم اللاذعة ..

فأتناول زواية في حجرتي المظلمة

وأبكي ..

تخنقني كلمآتهمـ وأصواتهمـ ..

وتُوصلني لحد الموت ..

ولكن .. ماذنبي ياترى ؟

ماذا فعلت ؟؟

وماهي جنايتي ؟؟

يصفعني الموت من كل الجهات ..

ويُهددني بالتعذيب ..

يتلذذ بممارسة الذل والإجرام على فتاةٍ مثلي ..

ويُخرج طرقه المخفية ليمارس عمله بنجاح

في اجتياحي و موتي ..

يرسل السـم ناحيتي وهو متبسم

بأنني سـوف أُلاقـي مصيري وأنا منحية

أمامه .. أُصارع الاحتضار ..

يلف تلك الزنزانة الصمت ..

لاشيء سوى الصمت ..

الذي وكأنة أمرٌ لا أستطيعُ عصيانه ..

يُضيق عليَّ الحدود ..

ويُلزم عليَّ أن أتعايش معه بطاعة ..

يجعلني أبتلع بكائي وأنيني

حتى لا أمشي برجلي إلى مقعد الموت ..

آهـ .. أعيش حياتي مع صراصير الزنزانة ..

التي ولشدة قرفها تجعلني اخطط لقتلها ..

ولكنها هي الوسيلة الوحيدة لتسليتي ..

انظر لها باشمئزاز رغمـ توحدها وتعاونها

لتخطي تلك الزنزانة ..

لا أدري ربما منظرها الذي لا أحتمله ..

أو حركتها المستمرة التي تثير فيَّ التعب ..

أو .. أو .. أو ..

أتعامـل مع أرهابيين في حيآتـي ..

لا أستطيع التخلص منهم بسهولة ..

ربما سيقتلونني وسيخفون ملفي

حتى لا يتم التعرف عليهم ..

ربما سيغيرون مظهرهم ويعيشوون حياتهم برفاهية

تتطاير عليهم وريقات الجريمة ..

فيحيوون في قصور ..

آهـٍ لكِ ..

تلك الزنزانة التي صمدت حتى تفنيني ..

وتنهي بقية عمري بين إحدى أركانها

جثة هامـدة تبعثرت قطعها .. هنا وهناك ..

لا أحد يشفق عليَّ فـ يورايني بالتراب

ويسترني ويبعد عني الانظار المشمئزة لحالي ..

ومع العذاب الذي عشته في سجني ..

تحياتي للموت ..

بقلمي ..

صدفة البحر